ستيفانو بيولي: كرة القدم تعني المتعة والشغف قبل البحث عن الانتصارات

المدير الفني لميلان يتحدث عن كيفية مساعدة اللاعبين الشباب على تقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب

بيولي في مباراة يوفنتوس الأخيرة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
بيولي في مباراة يوفنتوس الأخيرة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
TT

ستيفانو بيولي: كرة القدم تعني المتعة والشغف قبل البحث عن الانتصارات

بيولي في مباراة يوفنتوس الأخيرة الأحد الماضي (أ.ف.ب)
بيولي في مباراة يوفنتوس الأخيرة الأحد الماضي (أ.ف.ب)

قاد المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي نادي ميلان للعودة إلى المسار الصحيح مرة أخرى، وقاد النادي الذي اعتاد أن يُعرف نفسه بالبطولات القارية إلى التأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ ثماني سنوات، لكن حتى ذلك لم ينقذه من انتقادات والدته. وإذا أنهى ميلان هذا الموسم من دون الحصول على بطولة، فستنتظر والدته لتذكره، مرة أخرى، بأنه لم يفُز بأي ألقاب كبيرة خلال عقدين من العمل في مجال التدريب على مستوى الأندية.
يقول بيولي مبتسماً: «نعم، بالتأكيد سوف تفعل ذلك. ومن الصواب أنها تفعل ذلك. في كل عائلة هناك شخص صلب وشخص لين. كان والدي هو الشخص اللين، أما أمي فهي صارمة وصعبة للغاية. هذا هو ما ينبغي أن يكون، وهذه هي الطريقة التي تحصل بها على أقصى استفادة ممكنة من أي شخص». في الواقع، تبدو مناقشة أساليب تربية الأبناء كأنها خطوة ضرورية نحو فهم الطريقة التي صعد بها بيولي في عالم كرة القدم. لقد وصفه كثير من اللاعبين بأنه مثل الأب بالنسبة لهم - بدءاً من لاعب خط وسط ميلان ساندرو تونالي إلى مهاجم فيورنتينا دوسان فلاهوفيتش - لدرجة أن الأمر يجعلك تعتقد أنه يجب أن يؤلف كتباً عن كيفية تربية الأطفال الصغار.
يقول بيولي: «أحاول أن أنظر إلى ما وراء الأشياء الظاهرية للوصول إلى أعماق الشخص. وحتى لو كان هؤلاء لاعبين صغاراً نرى أنهم محظوظون، فهم لا يزالون فتياناً صغاراً لديهم حياتهم الخاصة، ومحفزاتهم العاطفية، وعلاقاتهم الشخصية، فضلاً عن الصعوبات التي تواجههم بالحياة». ويرى بيولي أنه يشبه والدته وأنه «قاسٍ، لدرجة أنني لم أعد أرى القدرة على الاستمرار في التحسن باستمرار». ويقول: «أنا لا أتسامح مع المستوى المتوسط. ولا أتسامح مع فشلنا في بذل مزيد من الجهد من أجل التحسن». ويضيف: «إذا رأيت لاعبين يطالبون أنفسهم ببذل مزيد من الجهد، ويعملون باستمرار على تحسين سلوكهم وعملهم الخاص، فإنني أقدم لهم الدعم بشكل إيجابي. وعندما لا أرى هذا المستوى من العمل الجاد، فيتعين علي أن أطالبهم بالمزيد».
لقد كان بيولي هو الرجل المناسب في اللحظة المناسبة لميلان، وكان له حضور قوي في الوقت الذي التزم فيه النادي بتجديد دماء الفريق. وكان النادي قد مر بسلسلة من التحولات الصعبة قبل تعيين بيولي على رأس القيادة الفنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019؛ حيث باع سيلفيو برلسكوني النادي إلى لي يونغ هونغ الغامض، الذي ترك ملكية النادي بعد عامين إلى صندوق التحوط «إليوت مانجمنت» بعد فشله في سداد قرض.
وكانت هناك فوضى في عملية الإنفاق على التعاقدات الجديدة، حيث أنفق النادي ما يقرب من 100 مليون يورو في صيف عام 2018 على لاعبين لم يقدموا المستويات المتوقعة منهم. وخلال السنوات الثلاث الماضية فقط، كان بإمكاننا أن نلاحظ التزام النادي بسياسة أكثر تماسكاً فيما يتعلق بالتعاقد مع لاعبين شباب وتطويرهم، جنباً إلى جنب مع بعض اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة، مثل المهاجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش، الذي يلعب دوراً كبيراً في قيادة الفريق داخل وخارج الملعب.
لقد ورث بيولي فريقاً يضم عدداً من اللاعبين أصحاب القدرات والإمكانات الجيدة، بما في ذلك ثنائي خط الوسط فرانك كيسي وإسماعيل بن ناصر، وتيو هيرنانديز في مركز الظهير الأيسر، وجيانلويجي دوناروما في حراسة المرمى. لكن لم يكن أي من هؤلاء اللاعبين يبدو واعداً إلى هذا الحد، تحت قيادة سلفه، ماركو غيامباولو. وربما كان أول انتصار لبيولي يتمثل في تذكيره للاعبيه الشباب بضررة الاستمتاع باللعب والابتعاد عن الضغوط.
يضحك بيولي عندما سُئل عن الابتسامة التي رُسمت على شفاه المهاجم البرتغالي رافائيل لياو، البالغ من العمر 22 عاماً، وهو يركض نحو مدافعي الفرق المنافسة. يقول المدير الفني الإيطالي: «في البداية، كان ذلك الأمر يقلقني بعض الشيء، لكنني أدركت في وقت لاحق أن هذا كان شيئاً يحدث تلقائياً أثناء اللعب، فهذه ببساطة مجرد تعبيرات على وجهه. إنه شيء جميل، ومن الرائع أن تكون على طبيعتك دائماً». ويضيف: «المتعة أمر أساسي، فهذا هو الشيء الذي نبحث عنه. نحاول أن نكون جادين قدر الإمكان وملتزمين ومحترفين، لكن كرة القدم تعني المتعة والشغف. عندما تتولى تدريب لاعبين صغار جداً، فأنت بحاجة إلى أن تساعدهم في اللعب بحماس ونشاط داخل الملعب».
وكان من المفترض أن يكون بيولي مديراً فنياً مؤقتاً، على أن يتولى المدير الفني الألماني رالف رانغنيك قيادة الفريق بدلاً منه في صيف 2020، لكن مجلس إدارة النادي غير رأيه وقرر استمرار بيولي في قيادة الفريق بشكل دائم بعد المستويات الرائعة التي قدمها. وعلاوة على ذلك، دعم ميلان بيولي بمزيد من التعاقدات الجديدة. وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، وصل المدافع الإنجليزي، فيكايو توموري، من تشيلسي - على سبيل الإعارة في البداية لمدة ستة أشهر.
يقول بيولي: «لقد شاهدت مقاطع فيديو له وشاهدت قدراته وإمكاناته الرائعة. لكن الحقيقة أن فيكايو كان بمثابة مفاجأة إيجابية من كل النواحي. فعلى مستوى كرة القدم، فهو مدافع قوي يمتلك كل المقومات التي يحتاجها الفريق؛ الشراسة والسرعة والقدرة على قراءة المباريات، كما أنه شاب جاد للغاية وهادئ للغاية».
ويضيف: «كنا نتحدث من قبل عن كيفية تحفيز اللاعبين. لقد كان ذلك الأمر سهلاً للغاية مع فيكايو لأن لديه رغبة دائمة في التحسن والتطور، ويتمتع دائماً بالحماس والإيجابية والتركيز الشديد. العلاقة بيني وبينه بسيطة للغاية، ولم يستغرق الأمر بضع كلمات لفهم بعضنا بعضاً، من أجل العمل لمصلحة الفريق». ومن الواضح أن الإعجاب متبادل بين الطرفين، فقد تحدث توموري عن مدى تقديره لبيولي واهتمامه بأدق التفاصيل فيما يتعلق بمهام مركزه داخل الملعب. ويشدد المدير الفني الإيطالي على أنه يرى أن دوره يتمثل في تدريب اللاعبين بشكل فردي، مع إعطاء مساعديه بعض المهام فيما يتعلق بالنواحي التكتيكية والخططية الأوسع.
ويعتقد بيولي أن طموحات تيموري لا حدود لها، ويقول: «لقد تطور أداؤه بشكل مذهل خلال هذين العامين، لكن لا يزال بإمكانه أن يتطور أكثر. ونظراً لأنه أسرع كثيراً عن المدافعين العاديين، فإنه أحياناً يخاطر كثيراً في محاولة لتوقع هجمات المنافسين في وقت مبكر جداً. يمكنه الانتظار لفترة أطول قليلاً، وبدلاً من التصرف بناءً على توقع لعبة معينة، يتعين عليه أن ينتظر حدوث هذه اللعبة بالفعل. لكنه لاعب ذكي للغاية، وهو ما سيساعده على التحسن في هذا الأمر أيضاً».
وبعد احتلال ميلان المركز الثاني في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز الموسم الماضي خلف البطل إنتر ميلان، يجد ميلان نفسه في الموقف ذاته تقريباً هذا الموسم، حيث اكتفى بالتعادل من دون أهداف مع ضيفه يوفنتوس الأحد الماضي، ليتراجع للمركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، متأخراً بأربع نقاط عن إنتر ميلان المتصدر وخلف نابولي بفارق الأهداف. وكان ميلان خسر أمام سبيزيا في المرحلة السابقة. وحُرم ميلان من تسجيل هدف الفوز في وقت قاتل من المباراة عندما أطلق حكم اللقاء صافرته محتسباً خطأ لأنتي ريبيتش، بدلاً من إعطاء الفرصة والسماح باستمرار اللعب (سجل سبيزيا هدفاً قاتلاً في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع).
وحتى في حالة الهزيمة، شجع بيولي لاعبيه وتحمل مسؤولية الخسارة، بدلاً من إلقاء المسؤولية على حكم اللقاء. يقول بيولي: «كان سلوك لاعبي فريقي رائعاً. لقد أظهروا احترام القيم الرياضية وأظهروا الاحترام تجاه الشخص الذي أخطأ. في الرياضة، كلنا نرتكب الأخطاء. هذا لا ينبغي أن يجعلنا نشعر بأننا متفوقون، أو أقل استحقاقاً من أي شخص آخر».
وسيلعب ميلان في الجولة المقبلة أمام إنتر في مباراة الديربي، التي يصفها بيولي بأنها «ليست لحظة حاسمة، بل لحظة مهمة». ويتمثل هدف بيولي في أن يحصد ميلان عدداً من النقاط هذا الموسم أكثر من الـ79 نقطة التي جمعها الموسم الماضي. وكان بيولي يمني النفس بأن يقدم أداء أفضل في دوري أبطال أوروبا، لكن فريقه تذيل مجموعته خلف ليفربول وأتلتيكو مدريد وبورتو، لكنه ما زال ينظر إلى النصف الممتلئ من الكوب - ملقياً الضوء على الأداء القوي ضد أتليتكو مدريد بطل الدوري الإسباني، رغم أن كثيراً من لاعبي ميلان الشباب يلعبون في دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى. يقول بيولي: «يتطور أداء اللاعبين الشباب في فريقي بشكل جيد. لكن سرعان ما سيحين الوقت للتوقف عن وصفهم بأنهم صغار في السن، وسيتم وصفهم بأنهم لاعبو كرة قدم فقط، وبالتالي يتعين عليهم أن يكونوا مستعدين للمنافسة على مستويات معينة».



شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
TT

شاهد... صاعقة تقتل لاعباً وتصيب آخرين في ملعب كرة قدم

صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة
صورة مثبتة من مقطع فيديو تظهر اللاعبين يسقطون أرضاً بعدما ضربتهم الصاعقة

تسببت صاعقة برق خلال مباراة كرة قدم محلية في وسط بيرو بمقتل لاعب وإصابة 4 آخرين يوم الأحد، بحسب شبكة «سي إن إن».

وأظهرت لقطات من المباراة اللاعبين وهم يغادرون الملعب في ملعب كوتو كوتو ببلدة تشيلكا، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب شرقي ليما، بعد توقف المباراة بسبب عاصفة.

وفي مقطع فيديو، شوهد كثير من اللاعبين وهم يسقطون على وجوههم على الأرض في اللحظة نفسها عندما ضربت الصاعقة الملعب.

وحسبما ظهر على محطة التلفزيون المحلية «أوندا ديبورتيفا هوانكافيليك»، لوحظت شرارة قصيرة وسحابة صغيرة من الدخان بالقرب من أحد اللاعبين. بعد ثوانٍ، بدا أن بعض اللاعبين يكافحون من أجل العودة إلى الوقوف.

وقالت السلطات ووسائل الإعلام الحكومية إن المتوفى هو المدافع هوجو دي لا كروز (39 عاماً).

وقالت البلدية المحلية في بيان: «نقدم تعازينا الصادقة لعائلة الشاب هوجو دي لا كروز، الذي فقد حياته للأسف بعد أن ضربته صاعقة أثناء نقله إلى المستشفى، نعرب أيضاً عن دعمنا وتمنياتنا بالشفاء العاجل للاعبين الأربعة الآخرين المصابين في هذا الحادث المأساوي».

وحتى مساء الاثنين، خرج لاعبان من المستشفى، بينما لا يزال اثنان تحت المراقبة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية «أندينا». وأضافت أن حارس المرمى الذي أصيب في الحادث كان في حالة حرجة، لكنه أظهر تحسناً.

ويمكن أن تسبب ضربات البرق إصابات خطيرة للإنسان، وفي حالات نادرة، يمكن أن تكون قاتلة. وفرصة التعرض لها أقل من واحد في المليون، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة (CDC).

ووفقاً لـ«سي دي سي»، ينجو ما يقرب من 90 في المائة من جميع ضحايا ضربات البرق، ولكن الآثار يمكن أن تكون خطيرة وطويلة الأمد. «لقد عانى الناجون من إصابات وحروق وأعراض خطيرة بما في ذلك النوبات وفقدان الذاكرة».