«العفو الدولية» تنتقد احتفاظ مسودة القانون الجنائي المغربي بعقوبة الإعدام

قالت إن عدد المحكومين بلغ 117 وصدور 9 أحكام جديدة في 2014

«العفو الدولية» تنتقد احتفاظ مسودة القانون الجنائي المغربي بعقوبة الإعدام
TT

«العفو الدولية» تنتقد احتفاظ مسودة القانون الجنائي المغربي بعقوبة الإعدام

«العفو الدولية» تنتقد احتفاظ مسودة القانون الجنائي المغربي بعقوبة الإعدام

انتقدت منظمة العفو الدولية فرع المغرب احتفاظ مسودة مشروع القانون الجنائي المغربي الجديد بعقوبة الاعدام، وقالت ان الابقاءعلى العقوبة لا يتلائم مع "الحق في الحياة" المنصوص عليه في الدستور الجديد وفي المواثيق الدولية.
ودعت المنظمة خلال لقاء صحافي نظمته بالرباط، خصص لتقديم تقريرها حول "واقع عقوبة الإعدام في العالم 2014"، الحكومة المغربية إلى المصادقة على قرار الأمم المتحدة بالغاءعقوبة الإعدام على المستوى العالمي، الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 62، وذلك بعد أن صوتت 11 من الدول الأعضاء لصالحه، فيما انضم المغرب إلى 34 دولة امتنعت عن التصويت.
وكان مصطفى الرميد وزير العدل والحريات قد دافع الاثنين الماضي خلال تقديمه مستجدات مشروع القانون الجنائي عن مشروعية الاحتفاظ بعقوبة الاعدام في هذا القانون، منبها الى انه جرى تخفيض الجرائم التي كان يعاقب عليها القانون بالاعدام من 31 جريمة الى ثمانية جرائم، واضافة ثلاث جرائم جديدة ذات صلة بالاتفاقيات الدولية ليصبح العدد 11 جريمة. حيث جرى حصرها في الجرائم "الخطيرة والبشعة"، معلنا استعداد وزارته لدراسة المقترحات التي تطالب بايقاع عقوبة الاعدام في جرائم اخرى، مذكرا بأن "المغرب لم يطبق هذه العقوبة منذ نحو 20 سنة ولا وجود لما يبرر الخوف من الابقاء عليها"، من وجهة نظره.
وكشف تقرير المنظمة ان المغرب أصدر تسعة أحكام جديدة بالإعدام خلال عام 2014 فيما يوجد 117 شخصا حكم عليهم بالاعدام بينهم ثلاث نساء، مقابل حالة اعدام واحدة عام 2007.
وقال محمد السكتاوي رئيس فرع المنظمة في المغرب، إن الإبقاء على العقوبة في القانون الجنائي رغم عدم تنفيذها منذ 1993، يتيح إمكانية تنفيذها في أي وقت، بدليل استئناف سبعة بلدان تنفيذ هذه العقوبة خلال العام الماضي بعد تجميدها لمدة من الزمن.
واشار السكتاوي الى أن تخفيض مسودة مشروع القانون الجنائي لعدد الجرائم التي يحكم فيها بالاعدام من 31 إلى11 جريمة غير كاف للتدليل على عزم الدولة المغربية إلغاء هذه العقوبة، وعد الإبقاءعليها "تناقضا مع روح الدستور، ومع مصادقة المغرب على البروتوكول الاختياري الملحق بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية".
وعلى الصعيد الدولي، سجل التقرير تزايد عدد الدول التي اصدرت احكاما بالاعدام خلال 2014، بنسبة 28 في المائة مقارنة مع 2013، وذلك بذريعة "التصدي لتهديدات حقيقية أو متصورة لأمن الدولة ترتبط بالإرهاب والجريمة"، إلا انه في المقابل انخفضت حالات تنفيذ الإعدام خلال العام ذاته بنسبة 22 في المائة.
واشار التقرير الى ان نيجيريا ومصر من بين البلدان التي أصدرت محاكمهما اكبر عدد من الاحكام بالاعدام عام 2014 ، حيث قفز العدد في نيجيريا من 141 حكما عام 2013 إلى 659 عام 2014 ، فيما قفز عدد حالات الإعدام بمصر من 109 سنة 2013 إلى 409 حالات خلال سنة 2014. وأرجع التقرير ذلك الى تزايد الاضطرابات داخل البلاد.
وأضاف التقرير أن 140 بلدا ألغى عقوبة الإعدام في القانون أو لم يطبقها في الواقع الفعلي في شتى أنحاء العالم؛ أي ما يزيد على ثلثي بلدان العالم، فيما 11 دولة مستمرة في تنفيذ الإعدام.
ويوجد في المغرب ائتلاف مغربي للمطالبة بالغاء عقوبة الاعدام يضم عدة جمعيات حقوقية، كما انشئت قبل سنتين شبكة برلمانيين ضد عقوبة الاعدام؛ وهي هيئات مدنية تطالب بالغاء هذه العقوبة لأن الابقاء عليها لم يساهم، من وجهة نظرها، في التقليل من الجرائم، مستشهدة بما يحدث في دول اخرى مثل الولايات المتحدة. إلا ان الحكومة متشبثة بالابقاء على هذه العقوبة، كما ان غالبية افراد المجتمع يؤيدون الاحتفاظ بها، حسبما كشف استطلاع للرأي.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.