القبائل اليمنية ترى أن خادم الحرمين أنقذ اليمن من السيناريو الصومالي والارتماء في أحضان إيران

قائد المقاومة في تعز لـ («الشرق الأوسط») : نسيطر على ثلاثة أرباع المدينة

القبائل اليمنية ترى أن خادم الحرمين أنقذ اليمن من السيناريو الصومالي والارتماء في أحضان إيران
TT

القبائل اليمنية ترى أن خادم الحرمين أنقذ اليمن من السيناريو الصومالي والارتماء في أحضان إيران

القبائل اليمنية ترى أن خادم الحرمين أنقذ اليمن من السيناريو الصومالي والارتماء في أحضان إيران

سجل في اليوم الأول لانتهاء عملية «عاصفة الحزم» كثير من الخروقات في الساحة اليمنية من قبل المتمردين الحوثيين، فقد واصلوا عملياتهم العسكرية في محافظة تعز، فيما شهدت بعض المحافظات اشتباكات متقطعة.
وجاء ذلك في حين اعتبرت مصادر قبلية يمنية أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أنقذ اليمن من «الصوملة» والارتماء في أحضان إيران، في الوقت الذي طالب فيه الحوثيون بوقف كامل للعمليات العسكرية ورفع للحصار.
وقالت مصادر محلية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» إن المسلحين الحوثيين تمكنوا من السيطرة على معسكر «اللواء 35 مدرع» الموالي لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، بعد مواجهات دامية شهدتها المدينة ومحيط المعسكر.
وجاء ذلك في الوقت الذي أشارت فيه المعلومات إلى أن طيران التحالف قام بقصف أماكن تجمعات الحوثيين في مدينة تعز، وبالأخص تلك التجمعات في اللواء العسكري، حيث شن الطيران سلسلة من الغارات، واستمرت المواجهات العنيفة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي ومسلحي المقاومة الشعبية من جهة، والميليشيات الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق والمخلوع علي عبد الله صالح.
ومن جهة أخرى، وقال شهود عيان في تعز لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين قاموا بمهاجمة مقر «اللواء 35» بمختلف أنواع الأسلحة التي كانت مخزنة معهم في معاهد التدريب المهني والمعاهد الصحية وبعض المدارس والمنشآت الحكومية.
وأشار شهود العيان يمنيون إلى استمرار القناصة في قنص المواطنين الذين يتحركون في شوارع تعز وبالأخص في منطقة الحصب والمرور، بوسط المدينة، وتشير المعلومات إلى حصول الحوثيين على تعزيزات عسكرية من مدينة المخا.
وميدانيا، قال الشيخ حمود المخلافي، قائد المقاومة الشعبية في محافظة تعز لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «وضع المقاومة في تعز، ممتاز جدا، وهي تسيطر على ثلاثة أرباع المدينة، تقريبا، والمعنويات مرتفعة جدا». وحول ما يطرح عن استيلاء الحوثيين على «اللواء 35 مدرع»، قال المخلافي إن ما سيطر عليه الحوثيون لم يكن مقرا للواء، و«إنما مؤخرة تتبع اللواء، وبها سرية تتكون من 41 شخصا، وقاوموا بكل ما لديهم من ذخيرة حتى فجر أمس، وسقط عشرات القتلى من الطرف المهاجم، ثم انسحبوا وتركوا لهم الأرضية فارغة إلا من بعض الدبابات المعطوبة»، مشيرا إلى أن وجود الحوثيين في ذلك المكان «سوف يسهل من عملية قصفهم من قبل طيران التحالف».
وتعليقا على قرار إنهاء عمليات «عاصفة الحزم»، قال الشيخ المخلافي: «إننا لا نريد توقفا، نحن نريد أن نردهم خائبين من حيث أتوا»، وأضاف أن «العشر الدول المشاركة في العاصفة توقفت، لكن ستأتي 150 دولة لتطبيق القرار الأممي (قرار مجلس الأمن الدولي)».
وقالت مصادر سياسية يمنية لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان متوقعا أن تواصل الميليشيات الحوثية هجماتها البربرية على أبناء محافظة تعز وأبناء المحافظات الجنوبية، خاصة أنهم اعتبروا إعلان انتهاء عملية (عاصفة الحزم) نصرا لهم، ولم يقدموا، حتى الآن، على خطوات تثبت حسن نياتهم من أجل الالتحاق بركب العملية السياسية»، وتوقعت المصادر مزيدا من الأعمال والخروقات التي «سوف يرتكبها الحوثيون وقوات صالح»، وأشارت هذه المصادر إلى أن «هؤلاء لا يلتزمون بأي اتفاقات، وقد تراجعوا مرات كثيرة عن وعود واتفاقات أبرمت معهم، في سياق سعيهم الأعمى للسيطرة على السلطة وخدمة أسيادهم الإيرانيين»، على حد وصف هذه المصادر.
إلى ذلك، أفرجت جماعة الحوثي عن وزير الدفاع في الحكومة اليمنية، اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، وذلك بعد اعتقاله قبل نحو شهر عند اندلاع المواجهات المسلحة إثر محاولة الحوثيين اجتياح المحافظات الجنوبية، حيث اعتقل في جبهة محافظة لحج التي ينتمي إليها، كما أفرج الحوثيون، أيضا، عن اللواء الركن فيصل رجب، قائد «اللواء 119»، وشقيق الرئيس هادي، اللواء الركن ناصر منصور هادي.
من جهة ثانية، طالب المتمردون الحوثيون في اليمن، أمس، بوقف كامل للعمليات العسكرية ورفع الحصار عن اليمن، وقال محمد عبد السلام، الناطق الرسمي للحوثيين، في بيان صادر عنه، إنهم مع الحوار، وطالبوا باستئنافه برعاية الأمم المتحدة «من حيث توقف».
ووفي سياق ردود الفعل على قرار انتهاء العمليات العسكرية لعملية «عاصفة الحزم»، رحب الشيخ علوي الباشا، الأمين العام لتحالف قبائل مأرب والجوف بقرار خادم الحرمين الشريفين وقادة دول التحالف بإطلاق «عملية الأمل» وانتهاء عملية «عاصفة الحزم».
وقال الباشا ان هذه الخطوة تأتي بعد أن «أدت مهمتها بنجاح لحماية الدولة اليمنية من السقوط والشعب اليمني من عنف وتنكيل كتائب وميليشيات صالح والحوثيين، خاصة أن هذا القرار جاء مرتكزا على شروط هامة تقتضيها واجبات الأخوة تجاه الدولة والشعب اليمني والسلم الاجتماعي وعودة العملية السياسية إلى مسارها الصحيح وفق إعادة سيطرة الشرعية الدستورية ومضامين المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني ووثيقة الإجماع اليمني، التي لا تنازل عنها بأي حال من الأحوال».
وأضاف الباشا لـ«الشرق الأوسط» أنه يحيي «هذا القرار والإنجاز التاريخي لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، ووزير الدفاع، وحكومة وشعب المملكة، ودول مجلس التعاون الخليجي، وبقية دول التحالف، وفي الطليعة مصر العروبة ورئيسها عبد الفتاح السيسي، على الوقفة العربية التاريخية الصلبة التي أنقذ بها العاهل السعودي وإخوانه قادة التحالف اليمن من الوقوع في مشروع الهيمنة الإيرانية أو الصوملة وضياع الدولة».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».