مطالب أممية وأميركية بانتخابات ليبية «في أسرع وقت»

TT

مطالب أممية وأميركية بانتخابات ليبية «في أسرع وقت»

طالبت الأمم المتحدة، أمس، جميع الأطراف الليبية بالتوافق على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية «في أسرع وقت ممكن»، والتزام الجدول الزمني المحدد في خريطة الطريق؛ التي توافق عليها «منتدى الحوار السياسي الليبي»، وأقرها مجلس الأمن، وهي الدعوة التي لاقت صدى مماثلاً في واشنطن.
وقدمت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، إحاطة إلى أعضاء مجلس الأمن حول تطورات الأوضاع في ليبيا، أوضحت فيها أن «الاستقطاب بين الفاعلين السياسيين والخلافات ازدادت» بخصوص الجوانب الرئيسية للعملية الانتخابية، التي أُجلت «رغم وصول المفوضية الوطنية العليا للانتخابات إلى مرحلة متقدمة من الاستعدادات الفنية»، علماً بأن المفوضية أشارت إلى «قصور في الإطار القانوني للانتخابات، والأحكام القضائية المتناقضة بشأن الترشيحات»، فضلاً عن «مخاوف سياسية وأمنية».
كما عرضت ديكارلو الخطوات التي اتخذها مجلس النواب؛ بما في ذلك خريطة الطريق الجديدة التي ستحدد الجدول الزمني لإجراء الانتخابات، وتشكيل لجنة جديدة لصياغة دستور جديد، بدعم من خبراء إقليميين ودوليين، مشيرة في هذا السياق إلى الاتصالات التي تجريها المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة حول ليبيا، ستيفاني ويليامز، مع أعضاء المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، والمفوضية العليا للانتخابات، وكذا مجلس النواب والمجلس الأعلى للقضاء، والمرشحين للرئاسة والانتخابات البرلمانية.
وقالت ديكارلو إن «أصحاب المصلحة الليبيين لديهم وجهات نظر مختلفة فيما يتعلق بالمسار الذي يمكن أن تسلكه البلاد نحو انتخابات وطنية حرة ونزيهة وشاملة، وذات صدقية وسلمية»، مضيفة أن ويليامز دعت محاوريها الليبيين إلى «التركيز على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أسرع وقت ممكن، والتزام الجدول الزمني المتفق عليه في خريطة طريق (منتدى الحوار السياسي الليبي)، التي أقرها مجلس الأمن».
ورحبت ديكارلو باتخاذ «مزيد من الخطوات» نحو إعادة توحيد «مصرف ليبيا المركزي»، وكذلك بدفع المصالحة الوطنية على أساس مبادئ العدالة الانتقالية، مشيرة إلى استمرار الجهود المبذولة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار عبر لجنة «5+5» العسكرية المشتركة، وموضحة أن المجموعة الثانية من المراقبين الدوليين في بعثة الأمم المتحدة للدعم لدى ليبيا (أنسميل) «انتشرت رغم التحديات اللوجيستية والأمنية الخطيرة». ورأت أن ليبيا «تمر بمنعطف دقيق وهش في طريقها نحو الوحدة والاستقرار»، داعية إلى «رعاية الخطوات الإيجابية بشكل جماعي».
من جهته، قال المستشار الأول للمندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة للشؤون السياسية الخاصة، السفير جيفري ديلورينتيس، إن 2.8 مليون ليبي تسجلوا للتصويت؛ بينهم أكثر من 2.5 مليون حصلوا على بطاقات التصويت الخاصة بهم، عادّاً أن «الوقت حان لتجاوز الصفقات الخلفية بين دائرة صغيرة من الأفراد الأقوياء، المدعومين من الجماعات المسلحة، ونهب الغنائم وحماية مواقعهم؛ لأن الشعب الليبي مستعد لتقرير مستقبله»، مطالباً الفاعلين السياسيين بـ«مضاعفة جهودهم لإزالة التحديات الصعبة المحيطة بالانتخابات، والقيام بذلك على وجه السرعة»، ومذكراً «الذين يتدخلون في الانتخابات الليبية، أو يؤججون العنف»، بأن مجلس الأمن «يمكن أن يفرض عقوبات على أي شخص (ليبي أو غير ليبي) يعرقل الانتخابات أو يقوضها». كما دعا كل الدول إلى «الالتزام بقراري مجلس الأمن (2570) و(2571)، ودعم الانسحاب الفوري لجميع القوات الأجنبية والمرتزقة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».