منتدى الحراك الفني السعودي يجمع المبدعين في الدرعية

يعد المنتدى فرصة لتبادل الآراء والأفكار بين الفنانين والمهتمين (تصوير: سعد الدوسري)
يعد المنتدى فرصة لتبادل الآراء والأفكار بين الفنانين والمهتمين (تصوير: سعد الدوسري)
TT

منتدى الحراك الفني السعودي يجمع المبدعين في الدرعية

يعد المنتدى فرصة لتبادل الآراء والأفكار بين الفنانين والمهتمين (تصوير: سعد الدوسري)
يعد المنتدى فرصة لتبادل الآراء والأفكار بين الفنانين والمهتمين (تصوير: سعد الدوسري)

في إطار بناء جسور المعرفة والتواصل، شارك عدد من الجهات الثقافية في السعودية بمنتدى الحراك الفني المحلي، الذي أقيم يومي 21 و22 من شهر يناير (كانون الثاني) الجاري، ضمن فعاليات معرض بينالي للفن المعاصر في حي جاكس بمدينة الدرعية.
وتمثل أحد الأهداف الرئيسية للمنتدى الثقافي، دعم نمو وتطوير المشهد الفني المحلي في السعودية، حيث تم تخصيص فعاليات مكثفة لإقامة المنتدى؛ بهدف جمع كل المساهمين المهمين والجهات المختصة الذين يدفعون بعجلة الحراك الفني والثقافي للأمام، ويعملون على تشكيل وصناعة البنية التحتية للفنون والثقافة في البلاد.
وشارك في الجلسات الحوارية عدد من مندوبي الجهات الحكومية والخاصة المهتمة بالفنون من ضمنها «هيئة تطوير الدرعية» و«الهيئة الملكية للعلا» و«الهيئة الملكية للرياض»، وهيئة الفنون البصرية، وشركة البحر الأحمر للتطوير، بالإضافة إلى معهد مسك للفنون والمجلس الفني السعودي و«فن جميل».
بدورها، تحدّثت الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون ريم السلطان لـ«الشرق الأوسط» عن الدور الرائد للمعهد في قطاع الفن المحلي الهادف لتنمية مجتمع إبداعي مزدهر، وقال إن مشاركتهم في المنتدى تأتي إيماناً بأهمية التعاون بين المؤسسات الفنية والثقافية وإدراكاً لضرورة خلق فرص بناء جسور التواصل بين أعضاء منظومة الفن، مبينة أن هذه البرامج الثقافية التي تتوق لمثلها وتحث على إحيائها تسهم في تغذية الإبداع المستقبلي في السعودية.
من جهته، قال نائب رئيس مجلس إدارة المجلس الفني السعودي «ساك» محمد حافظ لـ«الشرق الأوسط» إن المنتدى وفّر فرصاً كبيرة للفنانين والمهتمين بالتواصل بشكل أقرب، كما أجاب عن أبرز الأسئلة التي تدور في أذهان المجتمع الفني، وأوضح أدوار الجهات المتخصصة، وأبرز المشاريع الفنية الموجودة حالياً، مشيداً بالدعم اللامحدود الذي تقدمه وزارة الثقافة لدعم الحراك الفني في السعودية، والمشاركة في مثل هذه الفعاليات الفنية التي تساعد في توحيد المجتمع الفني ودعم الفنانين بشكل كافٍ ليظهروا إبداعاتهم.
كما يسلط المنتدى الضوء على الفرص المحتملة التي توفرها مبادرات الجهات المختصة الثقافية للفنانين والمتخصصين في مجال الفن، والتي تسعى لضمان إمكانية الوصول إلى شبكة أكبر، وتوفير الفرص اللازمة لتكوين علاقات قوية من شأنها تعزيز رؤية التنمية الثقافية في السعودية.
يشار إلى أن «بينالي الدرعية» بدأ باستقبال عموم الزوار في الحادي عشر من ديسمبر (كانون الأول) الماضي ويستمر حتى الحادي عشر من مارس (آذار) 2022 في حي جاكس بالدرعية، وسط مشاركة ما يزيد على 60 فناناً ومبدعاً من مختلف دول العالم، ومن بينهم 27 فناناً محلياً، يقدمون مجموعة واسعة من التحف الفنية، بما فيها أعمال تكليفية مخصصة، وقطع فنية تحمل توقيع عدد من أشهر الفنانين المعاصرين.



لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
TT

لماذا تُعد ثقافة وضع ميزانية مالية «سامة»؟

خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)
خبيرة توصي بالإنفاق الواعي بدلاً من وضع ميزانية (رويترز)

إذا كنتَ تحاول السيطرة على إنفاقك، فربما قمت بتسجيل أموالك في جدول بيانات، وتتبعت كل دولار، ووضعت خطة إنفاق صارمة؛ لكن الخبيرة دانا ميراندا -وهي معلمة مالية شخصية معتمدة- تقول إن وضع الميزانية بهذه الطريقة يمكن أن يكون «ساماً».

وأوضحت ميراندا في مقابلة مع شبكة «سي إن بي سي»، أن «ثقافة الميزانية هي نهجنا السائد في التعامل مع المال، والذي يعتمد على القيود والشعور بالخجل والجشع»، وشبَّهتها بـ«ثقافة النظام الغذائي».

وأضافت: «تُظهر الأبحاث في وضع الميزانية، ونرى الشيء نفسه مع مجموعة أوسع بكثير من الأبحاث في مجال الحمية الغذائية، أن هذا النوع من القيود لا ينجح».

وأشارت إلى أن الناس «يميلون إلى الفشل في الالتزام بهذه القواعد، وبالتالي سوف تشعر بهذا الخجل؛ لأنك لا تصل إلى هذه الأنواع من الأهداف التعسفية التي يتم تحديدها».

مع ذلك، يقول كثير من المخططين الماليين، إن إنشاء ميزانية هو أفضل شيء يمكنك القيام به لتحسين الأوضاع المالية.

إلا أن ميراندا استشهدت بدراسة أجريت عام 2018 من قبل باحثين في جامعة مينيسوتا، وجدوا القليل من الأدلة على أن الميزانية تساعد في تحقيق الأهداف المالية طويلة الأجل، مضيفة أنها يمكن أن تزيد أيضاً من القلق.

من ناحية أخرى، قالت شيدا إيزابيل إلمي، مديرة برنامج الأبحاث في برنامج الأمن المالي بمعهد أسبن، لشبكة «سي إن بي سي»، إن الميزانية يمكن أن تكون صعبة بشكل خاص للأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وذلك لأنهم أكثر عرضة لتقلُّب الدخول والأجور المنخفضة، والتي لا يمكن إدارتها بسهولة من خلال ميزانية صارمة ومحددة.

جرِّب الإنفاق «الواعي»

وفقاً لميراندا، تنبع سُمِّية الميزانية من ثقافة رأسمالية تهدف إلى جني مزيد من المال وتجميع الأصول، بدلاً من التركيز على جودة حياة الأفراد.

بدلاً من التوفير، أوصت ميراندا بـ«الإنفاق الواعي». وقالت إنه «مثل نهج بديهي أو واعٍ لإنفاق واستخدام الأموال».

وأضافت: «بدلاً من وضع خطة لأموالك حول أين سيذهب كل دولار ومحاولة الالتزام بذلك، ومعاقبة نفسك عندما لا تفعل ذلك، ومكافأة نفسك عندما تفعل ذلك، خذ الأمر بوعي أكبر، لحظة بلحظة».

وتابعت: «اسأل كيف يخدمك المال في هذه اللحظة؟ كيف يمكن للمال أن يخدمك بطريقة أوسع خارج الأرقام وجداول البيانات التي نميل إلى وضعه فيها؟».

واعترفت ميراندا بأنه ليس من السهل تبنِّي هذه العقلية؛ لكنها قالت إن الناس بحاجة في البداية إلى الثقة بأنفسهم أكثر.

وعندما سُئلت عن مخاطر الإفراط في الإنفاق، قالت ميراندا إنه من الجيد تحمل ديون بطاقات الائتمان. وعلى الرغم من الجدل، قالت إن تحمل الديون ليس دائماً «خطأ أخلاقياً» أو «مدمراً» كما يجعلك المجتمع تعتقد.

وأضافت: «اعتبرها جزءاً من الموارد المتاحة لك للإنفاق، طالما أننا نفهم كيف تعمل منتجات الديون لدينا، وعواقب القرارات المختلفة التي نتخذها بشأن الديون».

اذهب في «موعد مالي»

ولفتت ميراندا إلى أن هناك طريقة أخرى لتجنب الإنفاق المتهور، وهي أن تأخذ نفسك في «موعد مالي» كل أسبوعين.

وأوضحت أنها طريقة لأتمتة إدارة أموالك، حتى لا يكون لديك هذا النبض المستمر للتوتر المالي في رأسك.

في الموعد المالي، يمكنك التحقق من كيفية تأثير إنفاقك على مجالات مختلفة من حياتك، وتحديد أولويات ما هو مهم.

قالت ميراندا: «بذلك، إذا أخذت هذه الإجازة التي يخطط لها أصدقائي، فكيف يؤثر ذلك على الأموال التي أضعها في مدخرات التقاعد الشهر المقبل؟ أو كيف يؤثر ذلك على ما أنفقه في مجالات أخرى؟ كيف يؤثر ذلك على مقدار ما سأستخدمه في بطاقة الائتمان الخاصة بي؟».

وأضافت أنه يمكنك أيضاً إنشاء «خريطة مالية» تساعد في تنظيم أهدافك والموارد التي يمكنك الوصول إليها والتزاماتك المالية، ويجب أن تكون مرنة.

على سبيل المثال، إذا كنت تخطط في البداية لتخصيص 10 في المائة من أموالك لمدخرات التقاعد كل شهر، ولكنك أدركت بعد ذلك أنك تفضل إنفاق هذه الأموال الآن، فيمكنك القيام بذلك باستخدام خريطة مالية.

وقالت: «يمكنك تحريكها نوعاً ما حسب ما هو منطقي بالنسبة لك؛ لكنها تساعدك على رؤية وضعك المالي حتى تتمكن من فهم عواقب القرارات التي تتخذها. يمكنك التأكد من أن لديك دائماً هذا الفهم لوضعك المالي، بحيث يكون من السهل اتخاذ قرارات الإنفاق الواعية أثناء قيامك بمهامك اليومية».