مصر تؤكد «موقفها الثابت» من دعم أمن واستقرار الخليج

وزير الخارجية المصري ونظيره العماني في مؤتمر صحافي بمسقط (وزارة الخاجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره العماني في مؤتمر صحافي بمسقط (وزارة الخاجية المصرية)
TT

مصر تؤكد «موقفها الثابت» من دعم أمن واستقرار الخليج

وزير الخارجية المصري ونظيره العماني في مؤتمر صحافي بمسقط (وزارة الخاجية المصرية)
وزير الخارجية المصري ونظيره العماني في مؤتمر صحافي بمسقط (وزارة الخاجية المصرية)

جددت مصر «موقفها الثابت» من دعم أمن واستقرار دول الخليج والدول العربية، وذلك في رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى سلطان عُمان هيثم بن طارق، سلمها وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي يزور مسقط. واختتم في مسقط أمس، اجتماع اللجنة المصرية - العمانية المشتركة في دورتها الخامسة عشرة، التي عقدت برئاسة شكري، وبدر بن حمد بن حمود البوسعيدي وزير خارجية سلطنة عمان، ومشاركة عدد من كبار مسؤولين البلدين. وأعربت مصر وسلطنة عمان عن ارتياحهما البالغ للمستوى العالي الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وأكدا المضي قدماً في العمل على تعزيز مسيرة التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والقضائية والتعليمية والإعلامية وغيرها من المجالات الأخرى.
ووفق البيان الختامي، استعرض الجانبان خلال اجتماع اللجنة المشتركة علاقات التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، ووقعا 6 مذكرات تفاهم في شأن المشاورات السياسية، ومذكرة في مجال الإسكان والتنمية الحضرية، وأخرى للتعاون في مجال الإعلام، وبرنامجاً تنفيذياً لاتفاقية التعاون في المجال القانوني والقضائي، وآخر تنفيذياً في المجال السياحي، وثالثاً بين وزارة التربية والتعليم في البلدين. كما ناقش الجانبان أهم القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعبرا عن ارتياحهما لمستوى التشاور والتنسيق السياسي القائم على مختلف المستويات فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، وأكد الجانبان حرصهما على العمل سوياً في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية من أجل تحقيق مصالحهما المشتركة، بما يحقق آمال وتطلعات شعبي البلدين، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين، كما أكدا التزامهما بمواصلة العمل الجاد لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
كان شكري، سلم رسالة من الرئيس السيسي، إلى سلطان عُمان، خلال لقاء مع نائب رئيس الوزراء العماني لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد. تناول، وفق المتحدث باسم الخارجية المصرية، أبرز القضايا العربية والإقليمية، والتأكيد على موقف مصر الثابت من دعم أمن واستقرار دول الخليج والمنطقة العربية. كما تطرق إلى التضامُن بين البلدين، وعبر شكري عن تقديره لما يُقدَم للجالية المصرية في عمان، ودور الجالية كجسر للتواصل بين البلدين. كما التقى شكري، مع رئيس مجلس الشورى العُماني الشيخ خالد المعولي، وبحث معه سبل تعزيز العلاقات البرلمانية والتشريعية بين البلدين بما يُسهم في مواصلة دفع أوجه التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة.



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.