القوات الباكستانية في «تأهب قصوى» تحسباً لهجمات الإرهابيين

استنفار أمني في مدينة لاهور تحسباً لهجمات حركة «طالبان» (إ.ب.أ)
استنفار أمني في مدينة لاهور تحسباً لهجمات حركة «طالبان» (إ.ب.أ)
TT

القوات الباكستانية في «تأهب قصوى» تحسباً لهجمات الإرهابيين

استنفار أمني في مدينة لاهور تحسباً لهجمات حركة «طالبان» (إ.ب.أ)
استنفار أمني في مدينة لاهور تحسباً لهجمات حركة «طالبان» (إ.ب.أ)

قال وزير الداخلية الباكستاني الشيخ رشيد أحمد، إن وزارته طالبت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الأخرى بالبقاء في حالة تأهب في أعقاب الهجمات الإرهابية المتتالية في مناطق مختلفة من البلاد.
جاءت التصريحات خلال مؤتمر صحافي أشار فيه وزير الداخلية الباكستاني إلى ضرورة تحلي الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الباكستانية باليقظة في مواجهة الهجمات الإرهابية المتجددة في البلاد.
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد في إسلام آباد، قال الشيخ رشيد، «طلبت وزارة الداخلية الليلة الماضية من جميع القوات المسلحة والقوات المسلحة المدنية ومفتشي الشرطة وكبار الأمناء وفرق حرس الحدود البقاء في حالة تأهب وحذر»، إثر التصاعد الأخير في حوادث الإرهاب.
كان من المعتقد بشكل عام أن انفجار القنبلة الذي وقع الأسبوع الماضي في مدينة لاهور كان من تدبير وتنفيذ جماعة «تحريك طالبان باكستان»، لكن وزير الداخلية قال في المؤتمر الصحافي إن جماعة «الجيش الوطني للبلوش» أعلنت مسؤوليتها عن انفجار أناركالي (منطقة تجارية في مدينة لاهور). وفي أعقاب استيلاء «طالبان» على كابول في أغسطس (آب) 2021، أعرب المسؤولون الباكستانيون عن مخاوفهم من أن الجماعات المسلحة والإرهابية المختلفة، بما في ذلك حركة «طالبان باكستان» والانفصاليون البلوش قد تنشط مع صعود «طالبان»، وقد تبدأ هجمات إرهابية في المناطق الحضرية الباكستانية. وقال وزير الداخلية إن «موجة (الإرهاب)» لوحظت في البلاد في الماضي القريب، حيث ارتفعت حوادث الإرهاب بنحو «35 في المائة منذ 15 أغسطس على مدى ثلاثة أشهر تقريباً». وأضاف: «لكن هذا لا يمكن أن يطيح بأمتنا ومعنوياتنا وروحنا وقواتنا المسلحة». وقال «سترون باكستان تتقدم»، مضيفاً أن البلاد لم تفقد حوالي 80 ألف شخص خلال الحرب ضد الإرهاب فحسب، بل أنفقت أيضاً 150 مليار دولار عليها. وكان وزير الداخلية الباكستاني، قد أعرب بالفعل عن مخاوفه من توقع مزيد من الهجمات الإرهابية في الأيام المقبلة. كما أعرب عن أسفه لفشل المحادثات مع حركة «طالبان باكستان» بسبب مطالبهم المبالغ فيها.
وتحدث رشيد أيضاً عن فشل المحادثات بين حركة «طالبان باكستان» المحظورة والحكومة، وعن دور «طالبان» الأفغانية في التوسط في هذه المحادثات. وقال إن حركة «طالبان» الأفغانية «لعبت دور الجسر» في هذا الأمر، لكن المحادثات فشلت لأن شروط حركة «طالبان باكستان» كانت ذات طبيعة لا يمكن قبولها. وقال الوزير: «أبوابنا مفتوحة أمامهم (حركة طالبان باكستان) إذا أرادوا الاقتراب منا، والالتزام بقانون ودستور باكستان، لكن إذا قاتلوا، فسنقاوم».
وأضاف أن المشاعر السائدة في أفغانستان لم تعد ضد باكستان. وبدأت قوات الأمن الباكستانية، بما في ذلك الشرطة والجيش ووكالات الاستخبارات، بالفعل، حملة منخفضة المستوى ضد الجماعات الإرهابية في المناطق القبلية. تشمل هذه العملية إجراءات لمقاومة استعادة الجماعات إرهابية لحيازة الأسلحة.



بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
TT

بلينكن يصل إلى لاوس لحضور اجتماعات «آسيان» ولقاء نظيره الصيني

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (أ.ف.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، فجر السبت، إلى لاوس حيث سيحضر اجتماعات رابطة دول «آسيان» ويجري محادثات مع نظيره الصيني، وذلك في مستهل جولة آسيوية تشمل دولاً عدة وتهدف إلى تعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها الإقليميين في مواجهة بكين.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش محادثات وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي تعقد في فينتيان، عاصمة لاوس.

منافسة حادة

ويسعى بلينكن لتحقيق تطلّع بجعل منطقة المحيطين الهندي والهادئ «منطقة حرة ومفتوحة ومزدهرة»، وهو شعار يحمل في طيّاته انتقاداً للصين وطموحاتها الاقتصادية والإقليمية والاستراتيجية في المنطقة.

وقالت وزارة الخارجية في بيان صدر قبل وقت قصير من وصول بلينكن إلى فينتيان، إنّ «محادثات الوزير ستواصل البناء والتوسع غير المسبوق للعلاقات بين الولايات المتحدة وآسيان»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وهذه هي الزيارة الـ18 التي يقوم بها بلينكن إلى آسيا منذ توليه منصبه قبل أكثر من ثلاث سنوات، ما يعكس المنافسة الحادة بين واشنطن وبكين في المنطقة.

ووصل بلينكن بعد يومين على اجتماع عقده وزيرا خارجية الصين وروسيا مع وزراء خارجية تكتل «آسيان» الذي يضم عشر دول، وقد عقدا أيضاً اجتماعاً ثنائياً على الهامش.

وناقش وانغ وسيرغي لافروف «هيكلية أمنية جديدة» في أوراسيا، وفق وزارة الخارجية الروسية.

وقالت الوزارة إن وانغ ولافروف اتفقا على «التصدي المشترك لأي محاولات من جانب قوى من خارج المنطقة للتدخل في شؤون جنوب شرق آسيا».

وتقيم الصين شراكة سياسية واقتصادية قوية مع روسيا. ويعتبر أعضاء حلف شمال الأطلسي بكين مسانداً رئيسياً لموسكو في حربها على أوكرانيا.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ، الجمعة، إن وانغ وبلينكن «سيتبادلان وجهات النظر حول مسائل ذات اهتمام مشترك».

ووفق وزارة الخارجية الأميركية سيناقش بلينكن «أهمية التقيّد بالقانون الدولي في بحر الصين الجنوبي» خلال محادثات «آسيان».

توترات متصاعدة

وتأتي المحادثات في خضم توترات متصاعدة بين الصين والفلبين في بحر الصين الجنوبي، حيث سجّلت مواجهات في الأشهر الأخيرة بين سفن فلبينية وصينية حول جزر مرجانية متنازع عليها.

وتتمسك بكين بالسيادة شبه الكاملة على الممر المائي الذي تعبره سنوياً بضائع بتريليونات الدولارات، على الرغم من حكم أصدرته محكمة دولية قضى بأن لا أساس قانونياً لموقفها هذا.

وفقد بحار فلبيني إبهامه في مواجهة وقعت في 17 يونيو (حزيران) حين أحبط أفراد من جهاز خفر السواحل الصيني محاولة للبحرية الفلبينية لإمداد قواتها في موقع ناء.

وانتقدت الصين في وقت سابق من العام الحالي تصريحات لبلينكن أبدى فيها استعداد واشنطن للدفاع عن الفلبين إذا تعرضت قواتها أو سفنها أو طائراتها لهجوم في بحر الصين الجنوبي.

وتصر بكين على أنه «لا يحق» للولايات المتحدة التدخل في بحر الصين الجنوبي.

والبلدان على طرفي نقيض في ملفات التجارة وحقوق الإنسان ووضع جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي.

وتشمل جولة بلينكن ستّ دول هي لاوس وفيتنام واليابان والفلبين وسنغافورة ومنغوليا.

ومن المقرر أن يصدر وزراء خارجية الدول المنضوية في «آسيان» بياناً مشتركاً في ختام الاجتماعات التي ستُعقد على مدى ثلاثة أيام.