الأوبئة والحميات تفتك باليمنيين في مناطق سيطرة الانقلابيين

TT

الأوبئة والحميات تفتك باليمنيين في مناطق سيطرة الانقلابيين

كشفت مصادر طبية يمنية عن تفشي موجة جديدة من الأوبئة في العاصمة صنعاء ومناطق عدة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية؛ في مقدمها الملاريا والدفتيريا والحصبة وشلل الأطفال ومختلف أنواع الحميات التي يصاحب بعضها زكام والتهابات صدرية وآلام في الحلق والمفاصل والعضلات.
وأفصحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» عن أن القطاع الصحي في مناطق السيطرة الحوثية سجل في غضون شهرين عشرات الآلاف من الإصابات بأمراض الملاريا والدفتيريا والحصبة وشلل الأطفال ومختلف أنواع الحميات والالتهابات الفيروسية.
وفي حين أشارت المصادر إلى أن بعض الحالات فارقت الحياة بعد عجزها عن تلقي رعاية طبية لازمة، توقعت أيضاً أن تكون الأرقام الفعلية لمعدلات الإصابة بتلك الأوبئة وغيرها مرتفعة جداً في ظل استمرار الميليشيات في حجب الأرقام المتعلقة بتفشي عديد من الأوبئة والوفيات الناجمة عنها.
وفي سياق متصل، تحدث أطباء ومختصون في صنعاء عن معاناة غالبية السكان بمناطق الجماعة منذ نحو شهر جراء الإصابة بأعراض مرضية مختلفة. وقال الأطباء لـ«الشرق الأوسط»، إنها شبيهة بالإنفلونزا؛ إذ تصاحبها التهابات تنفسية بعضها حاد وآلام في الحلق والمفاصل والعضلات وحمى شديدة. وأبدى مرضى كُثر في صنعاء تخوفهم من أن تكون لتلك الأعراض علاقة بـ«أوميكرون» المتحور الجديد من «كورونا». في حين رجح صحيون محليون أن غالبية تلك الحالات قد تكون ناتجة عن حالات الطقس المتقلبة، لافتين إلى خلو مشافي صنعاء وبعض المحافظات من أجهزة ومستلزمات فحص وباء «كوفيد19».
وشكا سكان في العاصمة صنعاء وريفها ومدن إب والحديدة لـ«الشرق الأوسط»، من أن أمراضاً عدة وحميات غير معروفة أسبابها لا تزال تفتك بذويهم في ظل انعدام كامل للخدمات الصحية بأغلب المشافي والمرافق الصحية التي تسيطر عليها الجماعة.
وأكدوا أنهم حيال تلك الموجة الجديدة من الأوبئة باتوا في «زمن حكم وفساد الميليشيات» وغير قادرين على الحصول «حتى على أدنى مقومات الرعاية الطبية»، مشيرين إلى «الارتفاع في أسعار الخدمات الصحية والدواء في ظل استمرار فساد وعبث الانقلابيين وتعمد افتعالهم مؤخراً أزمة وقود، قادت هي الأخرى إلى تصاعد حجم المعاناة والآلام».
وعلى الصعيد نفسه، أفاد عاملون بمشاف حكومية في صنعاء بأن معظم مستشفيات العاصمة التي تديرها الميليشيات لا تزال منذ نحو شهرين ترفض استقبال المئات من المرضى من مختلف الأعمار القادمين إليها تباعاً من مناطق متفرقة في العاصمة وريفها بعد إصابتهم بأوبئة وحميات عدة.
وأضافوا، لـ«الشرق الأوسط»، أن القائمين على إدارة المشافي الحكومية بمناطق سيطرة الجماعة برروا جريمة رفضهم استقبال المرضى بأنها أمراض وأوبئة موسمية ولا قلق منها.
ورجحوا أن الأسباب التي تقف خلف ذلك الرفض هي انشغال الجماعة بتقديم الرعاية الطبية لأسر وذوي قتلاها، وفق تعليمات قادتها التي حضت أيضاً على التركيز على استقبال ومداواة الجرحى القادمين من مختلف الجبهات، لا سيما من مأرب.
وأرجع الصحيون تفشي بعض الأوبئة والحميات في صنعاء وبعض المدن إلى منع الجماعة أكثر من مرة دخول اللقاحات إلى مناطق سيطرتها ومصادرتها كميات كبيرة من اللقاحات، إلى جانب شنها، على مدى الفترات السابقة، حملات تشويه واستهداف متعمدة ضد فرق التطعيم ضد بعض الأوبئة والفيروسات والأمراض المُعدية.



فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
TT

فرار مجندين من المعسكرات الحوثية في صنعاء وريفها

الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)
الحوثيون أجبروا مدنيين على الالتحاق بدورات عسكرية (فيسبوك)

شهدت معسكرات تدريب تابعة للجماعة الحوثية في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها خلال الأيام الأخيرة، فراراً لمئات المجندين ممن جرى استقطابهم تحت مزاعم إشراكهم فيما تسميه الجماعة «معركة الجهاد المقدس» لتحرير فلسطين.

وتركزت عمليات الفرار للمجندين الحوثيين، وجُلهم من الموظفين الحكوميين والشبان من معسكرات تدريب في مدينة صنعاء، وفي أماكن أخرى مفتوحة، في مناطق بلاد الروس وسنحان وبني مطر وهمدان في ضواحي المدينة.

جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في صنعاء للتعبئة القتالية (فيسبوك)

وتحدّثت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، عن فرار العشرات من المجندين من معسكر تدريبي في منطقة جارف جنوب صنعاء، وهو ما دفع وحدات تتبع جهازي «الأمن الوقائي»، و«الأمن والمخابرات» التابعين للجماعة بشن حملات تعقب وملاحقة بحق المئات ممن قرروا الانسحاب من معسكرات التجنيد والعودة إلى مناطقهم.

وذكرت المصادر أن حملات التعقب الحالية تركّزت في أحياء متفرقة في مديريات صنعاء القديمة ومعين وآزال وبني الحارث، وفي قرى ومناطق أخرى بمحافظة ريف صنعاء.

وأفادت المصادر بقيام مجموعات حوثية مسلحة باعتقال نحو 18 عنصراً من أحياء متفرقة، منهم 9 مراهقين اختطفوا من داخل منازلهم في حي «السنينة» بمديرية معين في صنعاء.

وكان الانقلابيون الحوثيون قد دفعوا منذ مطلع الشهر الحالي بمئات المدنيين، بينهم شبان وأطفال وكبار في السن وموظفون في مديرية معين، للمشاركة في دورات تدريب على استخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة استعداداً لإشراكهم فيما تُسميه الجماعة «معركة تحرير فلسطين».

ملاحقة الفارين

يتحدث خالد، وهو قريب موظف حكومي فرّ من معسكر تدريب حوثي، عن تعرُّض الحي الذي يقطنون فيه وسط صنعاء للدَّهم من قبل مسلحين على متن عربتين، لاعتقال ابن عمه الذي قرر الانسحاب من المعسكر.

ونقل أحمد عن قريبه، قوله إنه وعدداً من زملائه الموظفين في مكتب تنفيذي بمديرية معين، قرروا الانسحاب من الدورة العسكرية بمرحلتها الثانية، بعد أن اكتشفوا قيام الجماعة بالدفع بالعشرات من رفقائهم ممن شاركوا في الدورة الأولى بوصفهم تعزيزات بشرية إلى جبهتي الحديدة والضالع لمواجهة القوات اليمنية.

طلاب مدرسة حكومية في ريف صنعاء يخضعون لتدريبات قتالية (فيسبوك)

ويبرر صادق (40 عاماً)، وهو من سكان ريف صنعاء، الأسباب التي جعلته ينسحب من معسكر تدريبي حوثي أُقيم في منطقة جبلية، ويقول إنه يفضل التفرغ للبحث عن عمل يمكّنه من تأمين العيش لأفراد عائلته الذين يعانون شدة الحرمان والفاقة جراء تدهور وضعه المادي.

ويتّهم صادق الجماعة الحوثية بعدم الاكتراث لمعاناة السكان، بقدر ما تهتم فقط بإمكانية إنجاح حملات التعبئة والتحشيد التي تطلقها لإسناد جبهاتها الداخلية، مستغلة بذلك الأحداث المستمرة في قطاع غزة وجنوب لبنان.

وكان سكان في صنعاء وريفها قد اشتكوا من إلزام مشرفين حوثيين لهم خلال فترات سابقة بحضور دورات عسكرية مكثفة تحت عناوين «طوفان الأقصى»، في حين تقوم في أعقاب اختتام كل دورة بتعزيز جبهاتها في مأرب وتعز والضالع والحديدة وغيرها بدفعات منهم.

وكثّفت الجماعة الحوثية منذ مطلع العام الحالي من عمليات الحشد والتجنيد في أوساط السكان والعاملين في هيئات ومؤسسات حكومية بمناطق تحت سيطرتها، وادّعى زعيمها عبد الملك الحوثي التمكن من تعبئة أكثر من 500 ألف شخص.