القوات العراقية تصطدم بعبوات «داعش» في الرمادي.. ومئات الأسر النازحة تعود

مصدر أمني: التنظيم المتطرف قصف بقنابل الكلور بعض أحياء المدينة

القوات العراقية تصطدم بعبوات «داعش» في الرمادي.. ومئات الأسر النازحة تعود
TT

القوات العراقية تصطدم بعبوات «داعش» في الرمادي.. ومئات الأسر النازحة تعود

القوات العراقية تصطدم بعبوات «داعش» في الرمادي.. ومئات الأسر النازحة تعود

أعلن قائد عمليات الأنبار وكالة اللواء الركن محمد خلف عن تحرير 30 في المائة من منطقة الصوفية شرقي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، مضيفا أن كثرة العبوات الناسفة تعيق تقدم القوات الأمنية.
وقال خلف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات الأمنية المشتركة من قوات الجيش والشرطة وبالتعاون والتنسيق مع جهاز مكافحة الإرهاب تمكنت والمقاتلون من أبناء العشائر تمكنت من فتح الطريق الإستراتيجي شرق مدينة الرمادي باتجاه مقر قيادة عمليات الأنبار بعد أن كان تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف أن «انتشار القناصة فوق أسطح البنايات وبين الأحياء السكنية وكذلك الكم الهائل من العبوات الناسفة المزروعة في الطرقات ومنازل المواطنين أعاقت تقدم قواتنا»، مشيرا إلى أن «هناك تقدما في جميع قواطع الرمادي وخاصة في مناطق الحوز ومنطقة الورار».
بدوره، قال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الأمني في تحسن مستمر والقوات الأمنية استطاعت استعادة السيطرة على كل المناطق وسط مدينة الرمادي والمعارك الآن انتقلت لتحرير مناطق كانت تحت سيطرة المسلحين منذ أشهر بعد أن تمت استعادة السيطرة على المناطق التي احتلها داعش في الأيام الماضية، والقوات المشتركة تشن الآن هجوما من ثلاثة محاور باتجاه تحرير منطقة الحوز غرب الرمادي والمحور الثاني باتجاه منطقة الصوفية شمال المدينة والمحور الثالث باتجاه مناطق شرقي الرمادي، لكن عملية التقدم هذه تأتي حسب الخطط الموضوعة والمدروسة من قبل قيادة العمليات والتحالف الدولي لضمان نجاح هذا التقدم».
من ناحية ثانية، أعلن العيساوي «إن العائلات التي نزحت من الرمادي بدأت بالعودة إلى مناطقها وسجلت مراكزنا الأمنية اليوم (أمس) عودة 1800 عائلة إلى أحياء وسط المدينة مثل حي الأندلس وحي الشركة وحي الجمعية، وتقوم لجان أمنية بتنظيم عودة الأهالي إلى مناطقهم بشكل يضمن سلامتهم ويمنع تسلل المسلحين».
بدوره، قال المواطن ماجد حامد إبراهيم، 23 سنة، وهو من النازحين العائدين إلى الرمادي، لـ«الشرق الأوسط» إنه سيحتفل اليوم «مع أهلي وأصحابي بحفل زواجي الذي تأجل بسبب دخول مسلحي تنظيم داعش إلى مدينتنا ومن ثم نزوحنا باتجاه بغداد، وستكون الفرحة فرحتين، فرحة الزواج والفرحة الكبرى بعودتي إلى مدينتي الحبيبة».
من جهته، أعلن مدير مركز شرطة الحق في مدينة الرمادي الرائد عمر خميس عودة مئات الأسر النازحة إلى خمس مناطق في المدينة بعد ثلاثة أيام من نزوحها. وقال خميس إن «المئات من الأسر النازحة عادت إلى مناطق سكناها في الملعب والورار الجمعية والبو علوان والشركة».
وفي تطور لاحق، كشف عضو مجلس محافظة الأنبار فرحان محمد عن قيام مسلحي تنظيم داعش بقصف بعض النقاط الأمنية والمناطق السكنية في مدينة الرمادي بقنابل تحوي غاز الكلور، فيما أكد حدوث حالات اختناق بين المواطنين. وقال محمد في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «عناصر تنظيم داعش الإرهابي أقدموا على قصف الأحياء السكنية في مدينة الرمادي بقنابل الكلور انتقاما من المدنيين الذين عادوا لمنازلهم بعد حملة النزوح الكبرى من المدينة، إذ يهدف هذا التنظيم الإجرامي لبث الرعب بين صفوف المدنيين وإجبارهم على ترك مناطقهم».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.