حريق يلتهم مكتبة لمُسن تحت جسر في بيروت... «الفرحة لم تدم»https://aawsat.com/home/article/3431666/%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%82-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%87%D9%85-%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A9-%D9%84%D9%85%D9%8F%D8%B3%D9%86-%D8%AA%D8%AD%D8%AA-%D8%AC%D8%B3%D8%B1-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%AA-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AD%D8%A9-%D9%84%D9%85-%D8%AA%D8%AF%D9%85%C2%BB
حريق يلتهم مكتبة لمُسن تحت جسر في بيروت... «الفرحة لم تدم»
رواد مواقع التواصل الاجتماعي أعربوا عن تعاطفهم التام مع الرجل الثمانيني
أثارت الحادثة موجة تعاطف كبيرة مع الرجل الثمانيني
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
بيروت:«الشرق الأوسط»
TT
حريق يلتهم مكتبة لمُسن تحت جسر في بيروت... «الفرحة لم تدم»
أثارت الحادثة موجة تعاطف كبيرة مع الرجل الثمانيني
لم تدم فرحة المُشرد محمد المغربي، البالغ من العمر 82 عاماً، سوى أيام قليلة بعد زيارة وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى له وتقديمه مجموعة من الكتب، فالرجل المقيم في العراء تحت جسر «الفيات» شرق بيروت، والذي حول المكان إلى مكتبة عامة تجمع عشرات الكتب في المجالات واللغات كافة كان هدفاً لبعض «الجاهلين» الذين أقدموا على إضرام النار بمكتبته. وأثارت الحادثة موجة تعاطف كبيرة مع الرجل الثمانيني وسط تضارب في المعلومات بشأن سبب الحادث. وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق إحراق المكتبة والنيران تلتهم الكتب، معربين عن تعاطفهم التام مع الحادث المؤلم لكون المكتبة كانت تمثل مصدر رزق الرجل الوحيد ومتنفساً ثقافياً لمدينة بيروت التي تعيش أزمات اقتصادية خانقة. ويُقيم المغربي تحت الجسر منذ عامين ولا يشترط دفع أي مبلغ مقابل بيع الكتب وكان يتخذ من المكان منزلاً مكوناً من سرير ومكتبة، مع مذياع قديم وموقد حطب وملابس بالية وأثاث مختصر بفراش وكرسيين، وأغطية يتقي بها برد الشتاء وبعض الأشياء الأخرى. وقال المغربي في أحد لقاءاته الصحافية: «لا يهمني المال، فمن يطلب كتاباً ولا يحمل نقوداً أقدمه إليه بكل سرور، ما يهمني ألا تندثر القراءة، وألا ينقطع حبل الثقافة». ودخلت وزارة الثقافة على الخط وأكدت في بيان أنها تعمل مع «الأمن العام اللبناني، ومع المراجع القضائية المختصة لجلاء ملابسات هذه الحادثة وتداعياتها والعمل على معالجة الموضوع في أسرع وقت ممكن، على أن يستكمل بعد ذلك العمل على معالجة أوضاعه المذكورة». وكان وزير الثقافة قد زار المغربي قبل أيام من الحادثة للاطلاع على أوضاع الرجل المسن والاستفسار عن حياته الشخصية تمهيداً لتقديم المساعدة اللازمة، كما قدم المرتضى مجموعة من الكتب للمغربي.
انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيينhttps://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/5098860-%D8%A7%D9%86%D8%AE%D9%81%D8%A7%D8%B6-%D8%B4%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%AF%D8%AE%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1-%D8%A8%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%8A%D9%86
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.
ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.
وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.
وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وضع متدهور
على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.
وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.
وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.
ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.
وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.
تحديات هائلة
بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.
وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.
ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.
وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.