القوات الكردية تشدد حصارها على سجن غويران بعد «تمرد داعش»

قُتل ما لا يقل عن 70 نزيلاً في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس على السجن في شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
قُتل ما لا يقل عن 70 نزيلاً في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس على السجن في شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
TT

القوات الكردية تشدد حصارها على سجن غويران بعد «تمرد داعش»

قُتل ما لا يقل عن 70 نزيلاً في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس على السجن في شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)
قُتل ما لا يقل عن 70 نزيلاً في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس على السجن في شمال شرق سوريا (أ.ف.ب)

قال سكان ومسؤولون، اليوم (الأحد)، إن فصيل قوات سوريا الديمقراطية الذي يقوده الأكراد شدد، بدعمٍ من قوات أميركية، حصاره على سجن بحي غويران بالحسكة يضم مجموعة ممن يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم «داعش» وذلك بعد سيطرة النزلاء على منشأة السجن.
وقُتل ما لا يقل عن 70 نزيلاً في الهجوم الذي بدأ يوم الخميس على السجن في شمال شرقي سوريا. وقال شهود ومسؤولون إن متطرفين فجّروا سيارة ملغومة قرب بوابات السجن وساعدوا عشرات من النزلاء على الفرار إلى منطقة غويران المجاورة في الحسكة.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية في البداية إنها أحبطت عملية الهروب وألقت القبض على 89 نزيلاً كانوا يختبئون في مأوى بمنطقة قريبة غير أنها اعترفت فيما بعد أن النزلاء سيطروا على أجزاء من المنشأة.
وقالت اليوم (الأحد)، إن 17 من أفرادها سقطوا قتلى في أسوأ شغب في مراكز الاحتجاز التي تضم بين جدرانها آلافاً من المشتبه في انتمائهم إلى المتطرفين والذين أُلقي القبض عليهم بعد هزيمتهم بدعم أميركي في شمال سوريا وشرقها.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفّذ ضربات جوية دعماً لقوات سوريا الديمقراطية في سعيها لإنهاء التمرد داخل السجن.
وقالت شخصيات من العشائر العربية على اتصال بسكان المنطقة إن قوات التحالف سيطرت على مواقع حول السجن وإن طائرات شوهدت تحلق في سماء المنطقة.
ولم يتضح عدد النزلاء في السجن الذي يعد أكبر منشأة تحتجز فيها قوات سوريا الديمقراطية الآلاف. ويقول أقارب عدد كبير من النزلاء إنهم صبية اعتُقلوا باتهامات واهية لمقاومة تجنيدهم إجبارياً لدى قوات سوريا الديمقراطية.
وأغلب النزلاء العرب محتجزون دون أن توجَّه إليهم اتهامات أو تجري محاكمتهم، الأمر الذي يغذّي مشاعر الاستياء بين أفراد العشائر الذين يتهمون القوات الكردية بالتمييز العنصري، وهو اتهام ينفيه الفصيل الذي يقوده الأكراد.
وقالت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، ومقرها الولايات المتحدة، إن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز نحو 12 ألفاً من الرجال والصبية الذين يُشتبه بانتمائهم إلى «داعش» بينهم ما بين 2000 و4000 أجنبي من نحو 50 دولة، مشيرةً إلى أن النزلاء محتجزون في سجون مزدحمة الأوضاع فيها غير إنسانية في كثير من الحالات.
وتقول منظمات مدنية إن آلافاً غيرهم محتجزون في مراكز سرية ينتشر فيها التعذيب. وتنفي القوات الكردية السورية هذه الاتهامات.
وتقول قيادات محلية إن التأييد تنامى لـ«داعش» الذي لجأ إلى أساليب حرب العصابات منذ فقد السيطرة على آخر قطعة من الأرض كانت تحت سيطرته في سوريا في 2019 وذلك مع تزايد الاستياء المحلي من سيطرة الأكراد على حكم المنطقة.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.