«ساعة القيامة»... ماذا نعرف عن الساعة التي تتنبأ بقرب نهاية العالم؟

«ساعة القيامة» ستظل ثابتة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (أ.ف.ب)
«ساعة القيامة» ستظل ثابتة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (أ.ف.ب)
TT

«ساعة القيامة»... ماذا نعرف عن الساعة التي تتنبأ بقرب نهاية العالم؟

«ساعة القيامة» ستظل ثابتة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (أ.ف.ب)
«ساعة القيامة» ستظل ثابتة عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (أ.ف.ب)

كشف علماء أن «ساعة القيامة» ستظل عند 100 ثانية قبل منتصف الليل (نهاية العالم) للعام الثالث على التوالي، لأن «العالم ليس أكثر أماناً مما كان عليه العام الماضي في مثل هذا الوقت».
وأعلنت «نشرة علماء الذرة» أو (Bulletin of the Atomic Scientists) ومقرها شيكاغو، والتي تتولّى ضبط الساعة الرمزية (الخميس) تثبيت عقارب الساعة عند 100 ثانية قبل «ساعة الصفر»، والتي تشهد منذ 3 سنوات ضبطها على بعد زمني أقل من دقيقتين قبل منتصف الليل، لأول مرة منذ ظهورها في عام 1947.

وقال العلماء إنّهم اتخذوا قرارهم الأخير «أساساً» في ضوء تفشي فيروس كورونا. كذلك أشاروا إلى مخاطر مستمرّة تحيط بالعالم، من بينها تغيّر المناخ وتطوير منظومات أسلحة نووية جديدة وأكثر خطورة.
وتصور «ساعة القيامة» مدى قرب البشرية من نهاية العالم، لكن من أين أتت هذه الساعة، وكيف نقرأها؟
كانت السرعة والعنف اللذان تطورت بهما التكنولوجيا النووية مذهلين، حتى لأولئك المشاركين عن كثب في تطوير هذه التكنولوجيا. ففي عام 1939. كتب العالمان المشهوران ألبرت أينشتاين وليو تسيلارد إلى رئيس الولايات المتحدة عن تطور مفاجئ في التكنولوجيا النووية يمكن أن تكون له عواقب هائلة في ساحة المعارك، لدرجة أن قنبلة نووية واحدة «يحملها قارب وتنفجر في ميناء، يمكن أن تدمر الميناء بالكامل».
أدت هذه الرسالة إلى تأسيس تعاون علمي وعسكري وصناعي يُعرف بـ«مشروع مانهاتن»، الذي أنتج بعد 6 سنوات فقط قنبلة أقوى بكثير من تلك التي تخيلها أينشتاين وتسيلارد، قادرة على تدمير مدينة بأكملها. وبعد سنوات قليلة فقط، كانت الترسانات النووية قادرة على تدمير الحضارة كما نعرفها، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وأبدى العديد من العلماء الذين عملوا في «مشروع مانهاتن» تحفظات قوية حول قوة الأسلحة التي ساعدوا في صناعتها. وبعد أول محاولة ناجحة لتقسيم الذرة في جامعة شيكاغو عام 1942. والتي أكدت القدرة على إطلاق الطاقة، تشتت فريق العلماء العاملين في «مشروع مانهاتن»، وانتقل العديد منهم إلى مختبرات حكومية أخرى لتطوير أسلحة نووية، في حين بقي آخرون في شيكاغو لإجراء أبحاثهم الخاصة، وكثير منهم كانوا مهاجرين إلى الولايات المتحدة.
بدأ من بقي من العلماء العمل على مشروع للحفاظ على مستقبل التكنولوجيا النووية آمناً. وساعدوا في تقديم «تقرير فرانك» في يونيو (حزيران) 1945، والذي توقع حدوث سباق تسلح نووي خطير ومكلف، وعارضوا شن هجوم نووي مفاجئ على اليابان. لكن توصياتهم لم تلق قبولاً من صناع القرار في ذلك الوقت.
واصلت هذه المجموعة عملها وأطلقت ما يسمى بـ«نشرة علماء الذرة» في شيكاغو، والتي نُشر عددها الأول بعد أربعة أشهر فقط من إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما وناغازاكي، وفقاً لـ«بي بي سي».
وبدعم من رئيس جامعة شيكاغو، ومشاركة زملاء في القانون الدولي والعلوم السياسية والمجالات الأخرى ذات الصلة، ساعد هؤلاء العلماء في إطلاق ودعم حركة عالمية تضم مواطنين عاديين وعلماء من أجل التأثير على النظام النووي العالمي.
وبعد عامين من تأسيس «نشرة علماء الذرة» قررت النشرة التحول من رسالة إخبارية مطبوعة إلى الصدور في شكل مجلة من أجل إشراك أكبر عدد ممكن من القراء. وفي هذه المرحلة، طلب المؤسسون من فنانة المناظر الطبيعية، مارتيل لانغسدورف، تصميم رمز لغلاف المجلة الجديدة، وصُممت أول ساعة ليوم القيامة.
ابتكرت لانغسدورف هذه الساعة للفت الانتباه إلى مدى إلحاح التهديد الذي تواجهه البشرية، وأيضاً لإيمانها بأن المواطنين المسؤولين يمكن أن يمنعوا وقوع كارثة من خلال التعبئة والمشاركة، وكانت رسالة الساعة هي أن عقاربها قد تتقدم للأمام أو تتراجع للخلف.
فمثلاً في عام 1949. اختبر الاتحاد السوفياتي أسلحته النووية الأولى، ورداً على ذلك حرك محرر النشرة عقارب الساعة من سبع إلى ثلاث دقائق قبل منتصف الليل. وفي عام 1953، تحركت الساعة للأمام مرة أخرى، لمدة دقيقتين قبل منتصف الليل، بعد أن فجرت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي أول أسلحة نووية حرارية. وكان هذا هو أقرب توقيت إلى منتصف الليل على هذه الساعة في القرن العشرين.

والمقصود بقراءة ساعة يوم القيامة بذلك هو الإشارة إلى المستوى الحالي للمخاطر التي تواجه البشرية. وتحتوي قاعدة بيانات تقييمات المخاطر، التي جمعها باحث في جامعة أكسفورد، حالياً على أكثر من 100 تنبؤ من قبل مختلف العلماء والفلاسفة الذين يدرسون هذه المسألة.
ويرى مراقبو الساعة المتخصصون أن «ساعة القيامة» لا تهدف لإخبارنا بحجم الخطر الذي تواجهه البشرية فحسب، ولكن أيضاً إخبارنا بمدى نجاحنا في الاستجابة لهذا الخطر. فمثلاً، شهدت معاهدة الحظر الجزئي للتجارب النووية لعام 1963 عودة عقارب الساعة من منتصف الليل لمدة خمس دقائق كاملة.



ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)
TT

ولد عام غرق «تيتانيك» وعاش الحربين العالميتين... وفاة أكبر معمر في العالم

جون تينيسوود (رويترز)
جون تينيسوود (رويترز)

توفي أكبر رجل معمر في العالم عن عمر ناهز 112 عاماً.

وُلد جون تينيسوود في ليفربول في 26 أغسطس (آب) 1912، وأصبح أكبر رجل معمر في العالم في أبريل (نيسان)، وفق ما أعلنت عائلته وموسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، الثلاثاء.

قالت عائلته في بيان نقلته صحيفة «الإندبندنت»، إن جون تُوفي يوم الاثنين في دار رعايته في ساوثبورت، ميرسيسايد، «محاطاً بالموسيقى والحب».

وقالت العائلة: «كان جون يحب دائماً أن يقول شكراً. لذا، نيابة عنه، شكراً لجميع أولئك الذين اعتنوا به على مر السنين، بمن في ذلك مقدمو الرعاية له في دار رعاية هوليز، وأطباء الأسرة، وممرضات المنطقة، والمعالج المهني، وغيرهم من موظفي هيئة الخدمات الصحية الوطنية».

وعاش تينيسوود، الذي ترك وراءه ابنته سوزان وأربعة أحفاد وثلاثة من أبناء الأحفاد، ليكون رابع أكبر رجل بريطاني في التاريخ المسجل.

وقالت عائلته: «كان لدى جون العديد من الصفات الجميلة. كان ذكياً وحاسماً وشجاعاً وهادئاً في أي أزمة، وموهوباً في الرياضيات ومحادثاً رائعاً».

وأضافوا: «انتقل جون إلى دار رعاية هوليز قبل عيد ميلاده المائة بقليل، وكان لطفه وحماسه للحياة مصدر إلهام لموظفي دار الرعاية وزملائه المقيمين».

في وقت سابق من هذا العام، أخبر موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية أنه لا يشعر «باختلاف» لبلوغه 112 عاماً.

وقال: «لا أشعر بهذا العمر، ولا أشعر بالإثارة تجاهه. ربما لهذا السبب وصلت إلى هذا العمر. أنا فقط أتعامل مع الأمر بصدر رحب مثل أي شيء آخر، لا أعرف على الإطلاق لماذا عشت كل هذه المدة».

وأضاف: «لا أستطيع التفكير في أي أسرار خاصة لدي. كنت نشيطاً للغاية عندما كنت صغيراً، كنت أمشي كثيراً. لا أعرف ما إذا كان ذلك له علاقة بذلك. لكن بالنسبة لي، أنا لا أختلف عن أي شخص. لا أختلف على الإطلاق».

بخلاف تناول السمك والبطاطا المقلية كل يوم جمعة، لم يكن جون يتبع أي نظام غذائي معين، وقال: «أنا آكل ما يقدمونه لي وكذلك يفعل الجميع».

جون تينيسوود، الذي ولد في العام الذي غرقت فيه السفينة «تيتانيك»، عاش الحربين العالميتين، وكان أكبر رجل في العالم من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية. عمل في منصب إداري في هيئة رواتب الجيش.

بالإضافة إلى الحسابات والتدقيق، كان عمله يتضمن مهام لوجيستية مثل تحديد مكان الجنود العالقين وتنظيم الإمدادات الغذائية، ثم عمل محاسباً في «شل وبي بي» قبل تقاعده في عام 1972.

وكان تينيسوود من مشجعي نادي ليفربول لكرة القدم طيلة حياته، وقد وُلد بعد 20 عاماً فقط من تأسيس النادي في عام 1892 وشهد جميع انتصارات ناديه الثمانية في كأس الاتحاد الإنجليزي و17 من أصل 19 فوزاً بالدوري.

التقى تينيسوود بزوجته بلودوين في حفل رقص في ليفربول، واستمتع الزوجان معاً لمدة 44 عاماً قبل وفاة بلودوين في عام 1986.

وأصبح أكبر رجل على قيد الحياة في أبريل (نيسان) عن عمر 111 عاماً، بعد وفاة خوان فيسينتي بيريز عن عمر 114 عاماً من فنزويلا.