إردوغان يلح لعقد لقاء لرئيسي روسيا وأوكرانيا... وموسكو تنفي أي تحضيرات

TT

إردوغان يلح لعقد لقاء لرئيسي روسيا وأوكرانيا... وموسكو تنفي أي تحضيرات

واصلت تركيا بإلحاح عرضها الوساطة لإنهاء التوتر بين روسيا وأوكرانيا، عبر إعلانها عزمها عقد اجتماع لمجموعة «مينسك» الخاصة بالتسوية الأوكرانية، ورغبتها في استضافة اجتماع للرئيسين الروسي والأوكراني، في الوقت الذي قالت فيه موسكو إنه لا يوجد أي إعداد لمثل هذا الاجتماع. وجدد إردوغان استعداد بلاده للقيام بوساطة لنزع فتيل التوتر بين روسيا وأوكرانيا، ورفضها أي تصعيد في المنطقة، قائلاً إن تركيا تعول على عقد لقاء شخصي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي في وقت قريب. وقال إردوغان، في تصريحات أمس (الجمعة)، إن «حدوث أي تطور أو حرب بغية الاحتلال سيشكل انتهاكاً خطيراً جداً لاستقرار المنطقة... يمكننا أن نلعب دور الوسيط ليعم السلام بين روسيا وأوكرانيا... نريد أن يسود السلام بالمنطقة ومستعدون للقيام بكل ما يقع على عاتقنا».
ولفت إردوغان إلى أنه سيقوم بزيارة إلى أوكرانيا قريباً وربما يتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين هاتفياً ويزور موسكو أيضاً، مؤكداً أن العلاقات بين تركيا وروسيا جيدة جداً.
وسبق أن أكد إردوغان أن تركيا تعول على عقد لقاء شخصي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي في وقت قريب. وقال، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس السلفادور نجيب بوكيلة في أنقرة، ليل الخميس - الجمعة، إن «تركيا تسعى لتحقيق السلام في المنطقة، وألا تكون هناك أي عمليات سلبية»، مضيفاً أن العلاقات بين روسيا وأوكرانيا تسير بالاتجاه «غير الصحيح». وأشار إردوغان إلى أنه سيزور أوكرانيا في أوائل فبراير (شباط) المقبل، وأن أنقرة كذلك «تولي أهمية كبيرة لزيارة بوتين لتركيا». في المقابل، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أنه ليس هناك أي عمل من أجل التحضير للقاء بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وقال بيسكوف، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية، أمس، تعليقا على مبادرة إردوغان في هذا الصدد، إنه «لا يوجد أي شيء بشأن هذا اللقاء»، متهماً السلطات الأوكرانية بأنها لا تنفذ التزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك، وأن ما يجري هو فقط ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا وعدم تنفيذها لاتفاقات مينسك.
وعرض إردوغان، مراراً، تنظيم لقاء شخصي بين رئيسي روسيا وأوكرانيا لإزالة التوترات حول منطقة دونباس الواقعة في جنوب شرقي أوكرانيا، وقال بيسكوف إن موسكو ترحب بأي جهود من شأنها أن تدفع بكييف نحو تنفيذ التزاماتها بموجب اتفاقيات مينسك.
وأعلنت أنقرة نيتها عقد اجتماع لمجموعة مينسك الخاصة بشأن التسوية الأوكرانية في مدينة إسطنبول. وقال مسؤول في الخارجية التركية، الخميس، إن أنقرة ستدعو إلى هذا الاجتماع بخصوص اتفاقات مينسك ممثلين عن روسيا والحكومة الأوكرانية وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين ذاتياً ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف أن موعد الاجتماع لم يحدد بعد، معرباً عن أمل تركيا في أن تنظم جلسات متتالية بهذه الصيغة في إسطنبول على أساس دائم، مؤكداً أن موقف تركيا «لا يزال ثابتاً وواضحاً منذ اندلاع النزاع الأوكراني، وهو يقضي بضرورة اتخاذ خطوات رامية إلى خفض التوترات ومنع تجدد القتال ودعم وتعزيز الحوار مستقبلاً».
وأشار إلى أن تركيا تتخذ هذا الموقف خصوصاً داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتحظى بتأثير ملموس حالياً.



ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

TT

ماكرون يدعو ترمب وزيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»

اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)
اجتماع سابق بين ماكرون وترمب وزيلينسكي في باريس (أ.ف.ب)

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيرَيْه الأميركي دونالد ترمب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى «الهدوء والاحترام»، عقب المشادة الكلامية في البيت الأبيض التي أثارت مخاوف من انسحاب الولايات المتحدة من الملف الأوكراني وحدوث قطيعة مع حلفائها الأوروبيين.

وقال الرئيس الفرنسي لصحيفة «لا تريبون ديمانش» الأسبوعية، وعدة صحف أخرى تصدر الأحد: «أرى أنه بغض النظر عن الغضب، فإن الجميع بحاجة إلى العودة للهدوء والاحترام والتقدير، حتى نتمكّن من المضي قدماً بشكل ملموس؛ لأن ما هو على المحك مهم للغاية».

وذكر قصر الإليزيه أن ماكرون تحدّث منذ مساء الجمعة مع الرئيسَيْن الأوكراني والأميركي، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وحذّر ماكرون من أنه إذا لم يتمّ إيقاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإنه «سيذهب بالتأكيد إلى مولدافيا، وربما أبعد من ذلك إلى رومانيا».

وقال ماكرون إن انسحاباً محتملاً للولايات المتحدة من الملف الأوكراني «ليس في مصلحة» واشنطن؛ لأن «ما تفعله الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات يتوافق تماماً مع تقاليدها الدبلوماسية والعسكرية».

وأضاف أنه إذا وافقت واشنطن على «توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار من دون أي ضمانات أمنية لأوكرانيا» فإن «قدرتها على الردع الجيواستراتيجي في مواجهة روسيا والصين وغيرهما سيتلاشى في اليوم نفسه».