القضاء الأميركي يتهم أربعة مسؤولين بيلاروسيين بتحويل مسار طائرة «ريان إير»

بعد نحو سبعة أشهر من حادثة قيام سلطات بيلاروسيا بتغيير مسار طائرة مدنية لاعتقال معارض سياسي، وفي خضم واحدة من أكبر الأزمات بين الولايات المتحدة وروسيا، وجه القضاء الأميركي رسمياً إلى مسؤولين حكوميين في بيلاروسيا تهمة «التآمر لارتكاب عمل قرصنة». واتهم القضاء الفيدرالي في نيويورك في بيان مشترك عن مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) وشرطة نيويورك، أربعة يقيمون في بيلاروسيا ويُعتبرون بذلك «فارين»، «بالمشاركة بشكل أساسي في المؤامرة»، وهم ليونيد ميكالايفيتش تشورو مدير الطيران المدني البيلاروسي ونائبه أوليغ كازيوشيتس، ومسؤولان آخران قال إن هويتهما غير كاملتين أو مجهولتين، لكنهما ضابطان في جهاز أمن الدولة البيلاروسي. وتعهد المدعي العام الفيدرالي في مانهاتن ديميان ويليامز بتقديم «أولئك الذين شاركوا في هذه المؤامرة الشائنة لارتكاب عمل قرصنة إلى القضاء». ودان «انتهاك القواعد الدولية والقانون الجنائي الأميركي وكذلك تعريض أربعة أميركيين وغيرهم من الركاب الأبرياء للخطر». وكانت طائرة تابعة لشركة «ريان إير» في رحلتها رقم 4978 تلقت أمراً في 23 مايو (أيار) 2021 بتغيير مسارها نحو مدينة مينسك، من أجل توقيف صحافي معارض، وعلى متنها «أربعة مواطنين أميركيين وأكثر من مائة راكب آخرين»، كما قال المدعون العامون في مانهاتن. وأثار رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو احتجاجات دولية بإرساله طائرة مقاتلة لاعتراض الطائرة المدنية، بذريعة وجود قنبلة على متن الطائرة. وأجبرت المراقبة الجوية البيلاروسية الطائرة على الهبوط في مينسك من أجل اعتقال الصحافي المنشق رومان بروتاسيفيتش وصديقته صوفيا سابيغا اللذين كانا على متن الطائرة. ويتهم القضاء الأميركي ومكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان المسؤولين الأربعة بالوقوف وراء «مخطط لإنذار كاذب بوجود قنبلة». وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي مايكل دريسكول إن هذه الهيئة «وشركاءها الأجانب سيواصلون محاسبة الذين تهدد أفعالهم بشكل مباشر حياة مواطنينا والذين يهددون استقرار أمننا القومي». وفي يونيو (حزيران) الماضي بعد شهر واحد من تحويل مسار الطائرة، نسقت الدول الغربية للضغط على الرئيس لوكاشنكو عبر فرض عقوبات فردية عليه، وأخرى اقتصادية من قبل الاتحاد الأوروبي. وقرر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبريطانيا وكندا معاً معاقبة عشرات الشخصيات والشركات المرتبطة بسلطات مينسك. وتأتي هذه الاتهامات في أجواء من التوتر الدولي الشديد بين موسكو التي تدعم بيلاروسيا وواشنطن بشأن أوكرانيا.