«الجمهوري» التونسي ينتقد أداء الحكومة.. ويصفه بـ«المتعثر»

المتحدث باسم الحزب: هناك بوادر أزمة حادة في البلاد.. والوضع الاجتماعي أصبح متفجرا

«الجمهوري» التونسي ينتقد أداء الحكومة.. ويصفه بـ«المتعثر»
TT

«الجمهوري» التونسي ينتقد أداء الحكومة.. ويصفه بـ«المتعثر»

«الجمهوري» التونسي ينتقد أداء الحكومة.. ويصفه بـ«المتعثر»

عقد الحزب الجمهوري التونسي أمس بمقره في العاصمة مؤتمرا صحافيا، انتقد فيه أداء الحكومة بزعامة حركة نداء تونس، وقدم خلاله موقف الحزب من القضايا السياسية المطروحة على المستوى المحلي، وفي مقدمتها مشروع قانون المجلس الأعلى للقضاء، ومشروع قانون زجر الاعتداء على القوات الحاملة للسلاح، ومشروع قانون مكافحة الإرهاب، ومنع غسل الأموال، وهي مشاريع قوانين لا تزال معطلة بسبب الانتقادات الكثيرة التي وجهت لها، سواء من قبل الخبراء في القانون، أو من طرف المنظمات الحقوقية التونسية والدولية، وكذا منظمات المجتمع المدني.
وخلال هذا المؤتمر عبر عصام الشابي، المتحدث باسم الحزب الجمهوري، عن انشغال القيادات السياسية بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد، واعتبر أن أداء الحكومة التي يترأسها الحبيب الصيد، وتتزعمها حركة نداء تونس، «متعثر». وقال إن هناك بوادر أزمة حادة في البلاد، وذلك «نتيجة عدد من الإضرابات الاحتجاجية التي شملت قطاعات وأنشطة اقتصادية واجتماعية، وقد تمتد إلى باقي النسيج الاجتماعي» على حد تقديره.
وأشار الشابي إلى أن الوضع الاجتماعي أصبح «متفجرا بكل معنى الكلمة، ولا يمكن بالتالي تغطية الشمس بالغربال»، مقرا بأن أداء الحكومة التي تشكلت بداية شهر فبراير (شباط) الماضي «لا يصل إلى الحد المأمول، ويفتقد لأي رؤية أو بوصلة تحدد الأولويات الفعلية المؤثرة على حياة التونسيين، وهذا ما يعيق حتى الآن نجاح المسار الاقتصادي بعد نجاح المسارين الحكومي والدستوري، ويؤجل بالتالي تحقيق أهداف الثورة وانتظارات الفئات الضعيفة».
وطالب الشابي الحكومة بالإسراع في إيجاد حلول جديدة للمشكلات الاجتماعية التي تعوق البناء الاقتصادي، وبالعودة إلى ثقافة الإنتاج التي باتت ضرورة ملحة لإنقاذ البلاد. أما في مجال الحريات فأوضح الشابي أن قيادات الحزب الجمهوري عبرت أكثر من مرة عن قلقها الشديد تجاه مظاهر الحد من الحريات الفردية والجماعية، وقال إنها لمست محاولات معاقبة للمس من استقلال القضاء، والعودة إلى ممارسات العهد البائد، مشيرا في هذا السياق إلى التضييقات المتنوعة التي سلطت على رجال الإعلام، و«المماطلة» في إرساء الهيئات الدستورية، وفي مقدمتها المجلس الأعلى للقضاء، وهو هيكل دستوري لم تسفر النقاشات المتكررة عن أي اتفاق نهائي بشأن تركيبته، ومن يمثل أجنحة القضاء بداخله.
وبخصوص الجبهة الاجتماعية الديمقراطية التي يتزعمها الحزب الجمهوري، والتي تضم 7 أحزاب سياسية خسرت الانتخابات الأخيرة، قال الشابي إن اللجنة المركزية للحزب طالبت المكتب السياسي للحزب الجمهوري خلال اجتماعها الأخير بضرورة الوضوح السياسي والتنظيمي في حال الانضمام إلى هذه الجبهة السياسية، مشيرا إلى أن الحزب سيتولى خلال الفترة المقبلة الاتصال بمكونات الجبهة لتوضيح بعض النقاط، وفي مقدمتها شكل التحالف، وطبيعته وأهدافه المستقبلية.
وأضاف نفس المصدر أن الأحزاب المكونة للجبهة السياسية ما زالت بصدد إعداد ورقة سياسية، في انتظار إعداد الورقة التنظيمية والهيكلية لتحضير الأرضية والإطار التنظيمي، وأوضح في هذا الشأن بأن التردد والبطء في تشكيل هذا التحالف السياسي المضاد للائتلاف الحكومي لا يخدم الجبهة السياسية، وقد تكون له آثار سلبية على مجمل المشهد السياسي التونسي.
يذكر أن الحزب الجمهوري لم يحصل سوى على مقعد برلماني واحد، خلافا لانتخابات المجلس التأسيسي (البرلمان) التي جرت يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2011، والتي فاز فيها بـ17مقعدا برلمانيا، وحل في المرتبة الخامسة.
من جهة أخرى، طالبت عدة هياكل نقابية وأحزاب سياسية البرلمان التونسي بالتخلي عن مشروع قانون زجر الاعتداءات على القوات المسلحة، وشددت على خطره المحدق بالحريات، حيث أوضح حزب المسار الديمقراطي الاجتماعي، بزعامة سمير الطيب، بأن مشروع القانون المذكور «ذو طابع عقابي محض، ويمس بحقوق التونسيين ويهدد حرية الإعلام».
وفي السياق ذاته، أشار حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (حزب أسسه المنصف المرزوقي الرئيس التونسي السابق) إلى أن هذا القانون يمثل «مؤشرا واضحا لإمكانية خرق الدستور التونسي من قبل الأغلبية البرلمانية والسلطة التنفيذية». كما طالب شري حمادة، المتحدث باسم النقابة التونسية، قوات الأمن الداخلي بالتخلي عن القانون المتعلق بزجر الاعتداءات على القوات المسلحة لأنه «سيخلق قطيعة بين قوات الأمن والتونسيين، وهو ما ترفضه القوات الأمنية»، على حد قوله.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.