حراس الأقصى يدعون المصلين للحذر من تسلل مستوطنين

على الرغم من الاعتراف بالخطأ في تشخيص أحد المصلين المسلمين على أنه مستوطن يهودي متخفٍ، توجهت هيئة حراس المسجد الأقصى إلى المصلين، داعية إياهم لمواصلة التنبه والحذر لمنع تسلل مستوطنين متطرفين إلى صفوفهم.
وقد جاء هذا النداء، أمس، في أعقاب اتضاح ذلك الخطأ يوم الجمعة الماضي. ففي حينه، أعلنت هيئة الحراس، أنها ضبطت مستوطناً يهودياً وهو يحاول الاندساس بين صفوف المصلين خلال صلاة الجمعة، عندما كان في الأقصى وباحاته نحو 30 ألف مصل.
وقد انتشر الخبر بسرعة بالغة. وراح المزيد من الفلسطينيين يتدفقون على المسجد. وتدخلت الشرطة الإسرائيلية لإنقاذه. ولكن بعد التحقيق معه تبين أنه ليس مستوطناً متنكراً بزي المسلمين، بل هو مسلم فرنسي من أصول باكستانية، يعيش في القدس العربية المحتلة بشكل مؤقت ويعد رسالة دكتوراه.
وتبين أن الالتباس في الموضوع نجم عن أسباب عدة، أولها أن «القناة 13» للتلفزيون الإسرائيلي، كشفت قبل أسبوعين عن جماعة يهودية تدعى «كوزريم لحار» (وتعني العودة إلى جبل الهيكل)، وتنتمي إلى اليمين المتطرف وتدعو إلى «الدفاع عن سيادة اليهود» على المسجد الأقصى، وأنها تدرب أعضاءها على التنكر بزي المسلمين أو حمل مصاحف وسجادات وتسابيح وحفظ آيات من القرآن وأحاديث نبوية وأمثال شعبية، وتعلّم الصلاة الإسلامية من أجل الدخول للمسجد الأقصى بادعاء أنهم مسلمون، حتى وسط الصلوات. وقد شك الحراس بالرجل المذكور؛ لأنهم حاولوا اختباره فتكلم بلغة عربية مكسرة ولكنة أجنبية، وعندما قال إنه مسلم طلبوا منه تلاوة بعض الآيات من الذكر الحكيم، فشرع في إنشاد أنشودة «طلع البدر علينا»، وهو ما زاد من الشكوك حوله.
وقالت هيئة الحراس، أمس، إن الخطأ الذي ظهر في هذه القصة يستدعي الحذر والتصرف بمسؤولية، ولكن هذا لا يعني أن يخفف من اليقظة إزاء اعتداءات المستوطنين. فالجمعية المذكورة ما زالت تعمل ولم تتخلَ عن أهداف التهويد العدوانية في الأقصى. والشرطة الإسرائيلية لم تحاسبها على نشاطاتها. لا، بل إن بعضهم يتجولون في باحات الأقصى وأزقة البلدة القديمة بالقدس، ويحرصون على إقامة الصلوات اليهودية بينما يتظاهرون بأداء الصلوات الإسلامية.
في الأثناء، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، باقتحام عشرات المستوطنين، أمس (الخميس)، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية. وقالت دائرة الأوقاف، في بيان صحافي، إن «المستوطنين وطلاب المعاهد التوراتية اقتحموا الأقصى، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، وأدوا طقوساً تلمودية في باحاته».
ووفق الوكالة الرسمية، «يتعرض المسجد الأقصى لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال على مدار الأسبوع، باستثناء يومي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيّاً». وأشارت إلى «مواصلة قوات الاحتلال ممارساتها الاستفزازية بحق المقدسيين في البلدة القديمة ومحيط الأقصى والأحياء المقدسية الأخرى».