مقتل 150 حوثياً خلال يومين وتدمير قدرات نوعية بضربات «التحالف»

TT

مقتل 150 حوثياً خلال يومين وتدمير قدرات نوعية بضربات «التحالف»

بالتزامن مع تقدم للجيش اليمني في صعدة وجنوب مأرب، واستمرار قوات ألوية العمالقة في تطهير مديرية حريب، واصل تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية عملياته المساندة، مستهدفاً تعزيزات الميليشيات الحوثية وقدراتها النوعية في صنعاء والحديدة وفي جبهات القتال؛ حيث أكد مقتل 150 عنصراً إرهابياً على الأقل خلال يومين بضربات جوية في مأرب.
وذكر التحالف في تغريدة، بثتها «واس» أمس (الخميس)، أنه نفذ 12 عملية استهداف ضد الميليشيات خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 4 آليات عسكرية، وقضت على أكثر من 60 عنصراً إرهابياً.
إعلان التحالف جاء بعد ساعات من إعلانه استهداف مستودعات أسلحة بمعسكر القوات البحرية الخاضع للحوثيين في الحديدة، مؤكداً أن الأسلحة تم نقلها من ميناء الحديدة تحت غطاء تجاري؛ حيث أصبح الميناء ثكنة عسكرية تهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وأوضح التحالف أنه ينفذ «عملية عسكرية واسعة لشلّ قدرات الحوثيين بعدد من المحافظات». وأنه يتتبع «القيادات الإرهابية المسؤولة عن استهداف المدنيين». مؤكداً أنهم «ليسوا بمنأى عن التعامل». حيث تأتي هذه العملية «استجابة للتهديد ومبدأ الضرورة العسكرية لحماية المدنيين من الهجمات».
وكان تحالف دعم الشرعية أفاد «الأربعاء» أنه نفذ 19 عملية استهداف في مأرب خلال 24 ساعة، وأن الاستهدافات دمرت 11 آلية عسكرية، وقضت على 90 عنصراً إرهابياً.
في السياق نفسه، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن كبار قادة الميليشيات الحوثية اختفوا عن الأنظار خلال الأيام الأخيرة؛ حيث نقلوا أماكن سكنهم المعروفة خشية استهدافهم بالضربات التي طالت في اليومين الأخيرين معسكرات ومستودعات أسلحة في صنعاء وعدداً من المواقع المحيطة بها.
وفيما تقدر مصادر عسكرية أن الميليشيات الحوثية خسرت خلال الشهرين الأخيرين أكثر من 12 مسلحاً من عناصرها بضربات التحالف وخلال المعارك مع الجيش اليمني والمقاومة وألوية العمالقة، أشارت إلى أنها تواصل استجداء رجال القبائل في مناطق سيطرتها لتعويض خسائرها.
كما ذكرت المصادر أن الجماعة لجأت أخيراً إلى نقل تعزيزاتها من صنعاء وذمار باتجاه البيضاء عبر وسائل نقل مدنية، خشية الاستهداف من طيران تحالف دعم الشرعية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن قوات ألوية العمالقة تواصل عمليات تطهير مديرية حريب التي لا يزال الحوثيون يتحصنون في بعض مناطقها، وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن القوات تحرص على حماية المدنيين، وتتجنب اقتحام مركز المديرية، وأنها تتعامل مع عشرات القناصة في المناطق الجبلية وحقول الألغام المزروعة في الطرقات.
وتأمل المصادر أن تتمكن القوات من تطهير مديرية حريب، وصولاً إلى منطقة ملعاء التي تقترب منها قوات الجيش الوطني والمقاومة من الجهة الجنوبية لمأرب، التي باتت على مشارف معسكر «أم ريش» التدريبي.
وتؤدي السيطرة على منطقة ملعاء الرابطة بين حريب والجوبة عملياً إلى قطع أهم طرق الإمداد الحوثية إلى حريب، كما يعني ذلك تطويق عناصر الميليشيات في الأجزاء الشمالية من مديرية الجوبة، وفق ما تقوله مصادر ميدانية.
في الأثناء، أفاد الإعلام العسكري للجيش اليمني بأن القوات مسنودة بمدفعية تحالف دعم الشرعية أحرزت «الخميس» تقدمات جديدة في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة.
ونقلت وكالة «سبأ» عن مصدر عسكري يمني قوله: «إن قوات الجيش الوطني سيطرت على مواقع جديدة في جبهة النقعة بمديرية الصفراء غرب محافظة صعدة»، وإن المعارك المستمرة منذ «الأربعاء» عبر محورين أسفرت عن تكبيد ميليشيا الحوثي الإرهابية خسائر في الأرواح والعتاد.
وأوضح المصدر «أن قوات الجيش الوطني شنّت عملية نوعية باتجاه مواقع ميليشيا الحوثي عبر محورين باتجاه منطقة عار ومنطقة مربع الحماد في إطار عملية عسكرية واسعة لتطهير جميع مناطق جبهتي عار والنقعة».
على الصعيد الميداني نفسه، كان الإعلام العسكري أفاد بأن قوات الجيش الوطني كسرت «الأربعاء» هجوماً شنته الميليشيا الحوثية شمال مديرية عبس بمحافظة حجة (شمال غرب).
ونقل الموقع الرسمي للجيش عن مصدر عسكري قوله: «إن المواجهات التي خاضها الجيش في جبهات عبس أسفرت عن خسائر بشرية تكبّدتها ميليشيات الحوثي الانقلابية؛ حيث دكت المدفعية متاريس وخنادق عناصر الجماعة».
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية كانت ولا تزال ترفض كل مساعي السلام الأممية والدولية؛ حيث تدفع بمزيد من المجندين الجدد إلى جبهات القتال، على أمل أن تتمكن من السيطرة على مناطق يمنية جديدة، غير أنها منيت أخيراً بخسائر كبيرة في جنوب مأرب وفي مديريات شبوة الثلاث التي استعادتها قوات ألوية العمالقة.


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».