تركيا والإمارات توقعان اتفاقية مقايضة العملة بـ5 مليارات دولار

ترقب لاجتماع {المركزي} التركي رغم توقع تثبيت سعر الفائدة

تراجعت الليرة التركية في تعاملات أمس من مستوى 13.38 ليرة إلى 13.62 ليرة للدولار الواحد (رويترز)
تراجعت الليرة التركية في تعاملات أمس من مستوى 13.38 ليرة إلى 13.62 ليرة للدولار الواحد (رويترز)
TT
20

تركيا والإمارات توقعان اتفاقية مقايضة العملة بـ5 مليارات دولار

تراجعت الليرة التركية في تعاملات أمس من مستوى 13.38 ليرة إلى 13.62 ليرة للدولار الواحد (رويترز)
تراجعت الليرة التركية في تعاملات أمس من مستوى 13.38 ليرة إلى 13.62 ليرة للدولار الواحد (رويترز)

وسط ترقب للاجتماع الأول للجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي هذا العام للنظر في سعر الفائدة المقرر عقده اليوم (الخميس)، أعلن البنك توقيع اتفاقية لمقايضة العملة (سواب) مع البنك المركزي لدولة الإمارات بقيمة 4.7 مليار دولار لمدة 3 سنوات.
وقال المركزي التركي، في بيان أمس (الأربعاء)، إن الاتفاق يستهدف تعزيز التبادل التجاري وتحسين التعاون المالي بين البلدين، مشيرا إلى أن القيمة الاسمية للاتفاق تبلغ 18 مليار درهم، ما يعادل 64 مليار ليرة (4.9 مليار دولار).
وقع الاتفاقية رئيس البنك المركزي التركي شهاب كاوجي أوغلو، ونظيره الإماراتي خالد محمد بالعمى. والاتفاقية قابلة للتمديد بعد مضي 3 سنوات إذا وافق الطرفان على ذلك. ونقل البيان عن كاوجي أوغلو أن «الاتفاقية تعتبر مؤشراً على إصرار البلدين على تعميق التجارة الثنائية بالعملات المحلية». كما نقل عن بالعمى قوله إن الاتفاقية تعد دليلاً على رغبة البلدين في زيادة التعاون الثنائي في الأمور المالية، وبخاصة في مجال التجارة والاستثمارات.
وتعد الاتفاقية أول مؤشرات تطور العلاقات بين أنقرة وأبوظبي، عقب زيارة ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد لتركيا ولقائه الرئيس رجب طيب إردوغان، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وقال ثاني الزيودي وزير الدولة للتجارة الخارجية، في مقابلة مع قناة «بلومبرغ» الأميركية، منذ أيام، إن «الإمارات تراهن على تركيا باعتبارها بلداً سيفتح لنا أسواقاً جديدة من خلال خدماته اللوجيستية وسلسلة توريده».
ونشرت وسائل إعلام أرقاماً عن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وتركيا، حيث بلغ 8.42 مليار دولار بين البلدين، منها 5.6 مليار دولار صادرات إماراتية، في المقابل بلغت الصادرات التركية 2.82 مليار دولار. وتحتل تركيا المرتبة 11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات؛ إذ بلغ إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين خلال العقد الماضي، نحو 329 مليار درهم (89.5 مليار دولار).
وصفقات مقايضة العملة هي أحد الأساليب التي تلجأ لها بلدان ترتبط بعلاقات تبادل تجاري كبيرة لتمويل جزء من علاقاتها التجارية، حيث يتم بموجبها دفع قيمة جزء من المبادلات التجارية بين البلدين بالعملات المحلية دون استخدام أي عملة ثالثة بينهما، مثل الدولار، من أجل تخفيف الطلب على الدولار. وتقوم البنوك المركزية بصفقات مبادلة العملة، عادة، من أجل مواجهة أزمة السيولة في النقد الأجنبي، ومحاولة إصلاح خلل ما في منظومة أسعار الصرف، وتأمين الديون الخارجية بتكلفة أقل.
ولجأ البنك المركزي التركي إلى مبادلة العملة مع قطر عام 2018 في ذروة أزمة تعرضت لها الليرة التركية، حيث وقع الطرفان اتفاقية مبادلة بقيمة 5 مليارات دولار. وفي مايو (أيار) 2020 تمت زيادة مبلغ المبادلة بين البلدين ليصل إلى 15 مليار دولار، في محاولة لدعم الليرة التركية التي فقدت نحو 45 في المائة من قيمتها، ولتوفير سيولة أجنبية تحتاجها أنقرة، التي تعاني من مشاكل حادة في سعر صرف الليرة.
وسعت تركيا إلى التوصل لاتفاقيات مشابهة مع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي والبنك المركزي الأوروبي وبنك الشعب الصيني والبنكين المركزيين الياباني والبريطاني من أجل تعزيز الاحتياطي الأجنبي لتركيا، وبالتالي المساهمة في تحسن سعر صرف الليرة بشكل جيد، لكن هذه المحاولات قوبلت بالرفض لعدم الثقة في المناخ الاقتصادي واستقلالية البنك المركزي التركي.
ويقول مراقبون إن الاحتياطي الأجنبي لتركيا «دون حد الأمان بكثير حاليا» بسبب تأثيرات وباء «كورونا»، والفجوة الناتجة عن تراجع الصادرات وفقدان إيرادات السياحة، بالإضافة إلى خروج الاستثمارات قصيرة الأجل من تركيا، لذلك فإن اتفاقيات مبادلة العملات توفر لتركيا فرصة تجنب الاستدانة من صندوق النقد الدولي، وبالتالي الخضوع لشروطه.
في الوقت ذاته، تترقب الأسواق والأوساط الاقتصادية اجتماع لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي التركي المقرر اليوم (الخميس)، وهو أول اجتماع للجنة في العام الجديد، حيث سيؤثر القرار الخاص بسعر الفائدة الذي سيتخذه البنك المركزي بشكل مباشر على الأسواق.
ومن المتوقع ألا تتخذ اللجنة قرارا جديدا بخفض سعر الفائدة بعدما خفضته خلال الأشهر الثلاثة الماضية بواقع 500 نقطة أساس من 19 إلى 14 في المائة، في ظل ارتفاع معدل التضخم السنوي في نهاية العام المنصرم إلى 36.08 في المائة، وهو أعلى مستوى يصل إليه في 19 عاما، وانهيار الليرة التركية إلى مستويات قياسية غير مسبوقة بسبب تيسير السياسة النقدية وخفض الفائدة لتصل إلى ذروة تراجعها في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي عند مستوى 18.4 ليرة للدولار ما أدى إلى تدخل البنك المركزي في الأسواق، إضافة إلى تطبيق إجراءات جديدة تمثلت في تدخل الحكومة لحماية الودائع الآجلة بالليرة التركية المقومة بالدولار وتحمل خزانة الدولة فروق الفائدة في حال تغير سعر الصرف.
وقال البنك المركزي في ديسمبر إنه لن يجري خفضا جديدا على سعر الفائدة الرئيسي خلال الربع الأول من العام الجاري، وسيستخدم جميع الوسائل المتاحة لدعم الليرة وخفض التضخم. واعتبر محللون أن قرار البنك الإبقاء على سعر الفائدة ثابتا في الربع الأول من العام هدفه مراقبة آثار الخطوات المتخذة لضبط سعر الصرف والأسواق بعد خفض سعر الفائدة بمقدار 500 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول) الماضي من أجل حفز النمو.
وتوقع خبراء أن يرتفع معدل التضخم إلى 50 في المائة خلال النصف الأول من العام بسبب رفع الحد الأدنى للأجور بنحو 50 في المائة وارتفاع أسعار الطاقة، ورجحوا أن يكون هناك «منعطف» في السياسة النقدية في المستقبل.
وتنبأ بنك «غولدمان ساكس» باتخاذ الحكومة التركية خطوات إدارية وتنظيمية أخرى قبل الوصول إلى هذه النقطة، حتى إذا اضطرت إلى التخلي عن إجراء ربط الودائع بالليرة التركية بسعر صرف الدولار. وتوقع أن تؤدي معدلات الفائدة الحقيقية المنخفضة للغاية والنمو الائتماني المرتفع إلى إبقاء التضخم مرتفعا والضغط على الليرة.
ورغم إعلان توقيع اتفاقية المقايضة مع الإمارات، فإن حالة الترقب التي تسود انتظارا لقرارات لجنة السياسة النقدية بالمركزي التركي قادت الليرة التركية إلى تراجع في تعاملات أمس من مستوى 13.38 ليرة للدولار إلى 13.62 ليرة للدولار.



ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
TT
20

ترمب يقلل من المخاوف حول الرسوم... ولا يستبعد حدوث ركود هذا العام

ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)
ترمب يستمع إلى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت في البيت الأبيض (رويترز)

رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب المخاوف التجارية بشأن حالة عدم اليقين الناجمة عن التعريفات الجمركية المخطط لها على مجموعة من الشركاء التجاريين الأميركيين، واحتمال ارتفاع الأسعار، دون أن يستبعد احتمال حدوث ركود، هذا العام.

بعد فرض تعريفات جمركية بنسبة 25 في المائة على الواردات من المكسيك وكندا، والتي دفعت الأسواق إلى الانهيار بسبب مخاوف من حرب تجارية، قال ترمب إن خططه لفرض تعريفات «متبادلة» أوسع نطاقاً ستدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان) المقبل، وترفعها لتتناسب مع ما تُقدره الدول الأخرى.

وقال، في مقابلة مسجلة مع قناة «فوكس نيوز»: «في 2 أبريل، يصبح كل شيء متبادلاً. ما يفرضونه علينا، نفرضه عليهم».

وعندما سُئل عن تحذير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا من انكماش اقتصادي، في الربع الأول من العام، أقرّ ترمب، على ما يبدو، بأن خططه قد تؤثر على النمو في الولايات المتحدة. ومع ذلك، زعم أنها ستكون في النهاية «رائعة بالنسبة لنا».

وعندما سُئل عما إذا كان يتوقع ركوداً في عام 2025، ردَّ ترمب: «أكره التنبؤ بأشياء من هذا القبيل. هناك فترة انتقالية لأن ما نقوم به كبير جداً. نحن نعيد الثروة إلى أميركا. هذا شيء كبير». ثم أضاف: «يستغرق الأمر بعض الوقت».

في «وول ستريت»، كان أسبوعاً صعباً مع تقلبات جامحة تهيمن عليها المخاوف بشأن الاقتصاد وعدم اليقين بشأن تعريفات ترمب.

وقد تجاهل ترمب المخاوف من جانب الشركات التي تسعى إلى الاستقرار، أثناء اتخاذ قرارات الاستثمار. وقال إن «العولميين، العولميين الكبار، كانوا، لسنوات، ينهبون الولايات المتحدة، والآن كل ما نفعله هو استعادة بعضٍ منها، وسنعامل بلدنا بشكل عادل... كما تعلمون، يمكن أن ترتفع التعريفات الجمركية مع مرور الوقت، وقد ترتفع، كما تعلمون، لا أعرف ما إذا كان ذلك قابلاً للتنبؤ».

وكان ترمب قد رفع، الأسبوع الماضي، التعريفات الجمركية على المكسيك وكندا على شركات تصنيع السيارات الأميركية، ثم جميع الواردات إلى الولايات المتحدة تقريباً، لكنه أبقاها على السلع من الصين.

وهناك مزيد من التعريفات الجمركية، هذا الأسبوع، حيث قال وزير التجارة هوارد لوتنيك، لقناة «إن بي سي»، إن التعريفات الجمركية بنسبة 25 في المائة على واردات الصلب والألمنيوم ستدخل حيز التنفيذ، يوم الأربعاء. وأوضح لوتنيك أن التعريفات الجمركية التي هدّد بها ترمب على منتجات الألبان والأخشاب الكندية ستنتظر حتى أبريل.

وقال: «هل ستكون هناك تشوهات؟ بالطبع... قد تصبح السلع الأجنبية أكثر تكلفة قليلاً. لكن السلع الأميركية ستصبح أرخص، وسوف نضطر إلى خفض أسعارها. إنك ستساعد الأميركيين من خلال شراء المنتجات الأميركية».