القادة الإسرائيليون يرفضون لقاء الرئيس الأميركي الأسبق كارتر

يعتبرونه معاديًا لإسرائيل ومتعاطفًا متطرفًا مع الفلسطينيين ويسمحون له بزيارة غزة

القادة الإسرائيليون يرفضون لقاء الرئيس الأميركي الأسبق كارتر
TT

القادة الإسرائيليون يرفضون لقاء الرئيس الأميركي الأسبق كارتر

القادة الإسرائيليون يرفضون لقاء الرئيس الأميركي الأسبق كارتر

في خطوة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين، رفض كل من رئيس الدولة في إسرائيل، رؤوبين ريفلين، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لقاء الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، الذي يتوقع وصوله إلى إسرائيل والمناطق الفلسطينية الأسبوع المقبل.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع في القدس، إن «هذا الموقف يعتبر موقفا رسميا من الحكومة الإسرائيلية، إذ إن ريفلين ونتنياهو رفضا التقاء كارتر بعد مشاورات جرت بين وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي في ديوان نتنياهو». وقد أوصت الخارجية بعدم لقاء ريفلين ونتنياهو مع كارتر بسبب مواقفه في السنوات الأخيرة، التي تعتبرها الوزارة «معادية لإسرائيل» و«متعاطفة مع الفلسطينيين بشكل متطرف». ويسود الغضب في إسرائيل بشكل خاص، بسبب المواقف التي اتخذها من الحرب الأخيرة على غزة، إذ انتقدها كارتر بشدة، ووصفها بأنها «كارثة إنسانية رهيبة تسببت بها إسرائيل». ودعا إلى إخراج حماس من قائمة التنظيمات الإرهابية في وزارة الخارجية الأميركية، وطالب الإدارة الأميركية بالاعتراف بحماس كممثل شرعي لمواطني غزة.
وقد اتخذت إسرائيل موقفا عدائيا منه. ولكن هناك من يعيد هذا العداء لكارتر، إلى الكتاب الذي نشره في العام 2006 بعنوان «فلسطين: سلام وليس أبارتهايد»، الذي ألقى بغالبية مسؤولية فشل عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين على إسرائيل، مقدما شهادات ووثائق تبرهن على صحة موقفه واتهاماته. لكن القادة الإسرائيليين لم يمتنعوا عن لقاء كارتر بسبب ذلك. وهذه هي أول مرة يتم فيها التعاطي مع أي رئيس أميركي سابق بهذا الجفاء. إلا أن إسرائيل حرصت على الإعلان بأنها وافقت على أن يقوم كارتر بزيارة قطاع غزة عبر الأراضي الإسرائيلية، كجزء من الجهود التي يبذلها لإطلاق مشاريع الترميم والبناء.
المعروف أن كارتر كان الرئيس الأميركي الذي رعى اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، بين عامي 1978 - 1979. وهو الذي قرر المساعدة الثابتة لإسرائيل بمقدار 3 مليارات دولار في السنة، لدعم أمنها واقتصادها.
تجدر الإشارة إلى أن كارتر يصل إلى المنطقة في إطار نشاطه في «مجموعة الحكماء الدولية»، التي تضم عددا من الشخصيات السياسية الكبيرة. وهو يحضر مع رفيقه في هذه المجموعة، رئيس الوزراء النرويجي الأسبق، غرو برونتلاند، وتستغرق زيارتهما 3 أيام.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.