مزادات الفن الإسلامي في لندن تتسابق على الأندر والأثمن

كنوز من العصر العثماني والمغولي ومخطوطات نادرة

سيف كان مملوكا لسلطان مغولي، مزاد فنون العالم الإسلامي في سوذبي،  مجموعة من المخطوطات النادرة بلغات عربية وتركية وفارسية في سوذبي، صحن خزفي بالنقوش الدمشقية، عقد يبرز حبا جما للصياغة الهندية، خنجر بمقبض من الكريستال الصخري، عمامة من الحجر (تصوير: جيمس حنا)
سيف كان مملوكا لسلطان مغولي، مزاد فنون العالم الإسلامي في سوذبي، مجموعة من المخطوطات النادرة بلغات عربية وتركية وفارسية في سوذبي، صحن خزفي بالنقوش الدمشقية، عقد يبرز حبا جما للصياغة الهندية، خنجر بمقبض من الكريستال الصخري، عمامة من الحجر (تصوير: جيمس حنا)
TT

مزادات الفن الإسلامي في لندن تتسابق على الأندر والأثمن

سيف كان مملوكا لسلطان مغولي، مزاد فنون العالم الإسلامي في سوذبي،  مجموعة من المخطوطات النادرة بلغات عربية وتركية وفارسية في سوذبي، صحن خزفي بالنقوش الدمشقية، عقد يبرز حبا جما للصياغة الهندية، خنجر بمقبض من الكريستال الصخري، عمامة من الحجر (تصوير: جيمس حنا)
سيف كان مملوكا لسلطان مغولي، مزاد فنون العالم الإسلامي في سوذبي، مجموعة من المخطوطات النادرة بلغات عربية وتركية وفارسية في سوذبي، صحن خزفي بالنقوش الدمشقية، عقد يبرز حبا جما للصياغة الهندية، خنجر بمقبض من الكريستال الصخري، عمامة من الحجر (تصوير: جيمس حنا)

الجولة المنتظرة بين ما أبدع الحرفيون والصناع المسلمون في القرون الماضية متعة لا تعادلها متعه. وفيما يطلق عليه أسبوع الفن الإسلامي تتسابق دور المزادات في لندن على تقديم الأثمن والأندر من كنوز الفن الإسلامي.

* في كريستيز.. عمامات من الحجر

* تأخذنا سارة بلمبلي خبيرة الدار للفن الإسلامي في جولة خاطفة بين عد بارز من القطع الذي تعرض للبيع غدا في لندن. من تلك القطع:
- طبق من خزف أزنيك من مجموعة أوروبية خاصة يعود للقرن الـ19، تشرح بلمبلي أن طريقة الزخرفة والرسم تسمى بـ«الأسلوب الدمشقي»، وإن كانت ليست دمشقية المنشأ. تشرح أكثر أعتقد الناس أن هذا أسلوب في الرسم الفخار يعود لدمشق وظلت تلك الفكرة ثابتة حتى عثر على بعض مصابيح المساجد الخزفية التي صنعت بتكليف من السلطان سليمان ووقع عليها صانعوها بما يؤكد أنها صناعة تركية.
- طبق آخر من خزف إزنيك يتميز بلونه الأحمر وهو لون من الصعب التحكم فيه كما تشير بلمبلي. التأثير الصيني على صناعة الخزف التركي يتعدى التأثر بالألوان ويمتد إلى الزخارف على حواف الطبق «تطور من الأسلوب الذي كان يستخدم في الفخاريات من عصر إمبراطورية مينغ».
- من أجمل القطع وأغربها ما يبدو وكأنه عمامات صنعت من الحجر، هي ضخمة الحجم وتختلف تفاصيلها وتصميماتها وتبدو وكأنها مكسورة القاعدة. تلك القطع كانت توضع على شواهد القبور، وتختلف في تصميماتها بحسب مكانة الميت، فنرى عمامة رجل دين وأخرى لشخصية كانت تعمل في أحد أجهزة الدولة وعمامة أخرى لصوفي. العمامات الحجرية كما تشير محدثتنا كانت قطع فريدة ومنذ القرن التاسع عشر بدأ الناس في نزعها من أماكنها لاستخدامها للزينة داخل البيوت.
- غطاء من النحاس يستخدم لتغطية وجه الحصان خلال المعارك. تشير بلمبلي إلى أن هذه القطعة قد تكون قد صنعت لتماشي حلة مزخرفة تستخدم للمراسم الاحتفالية فقط نظرا لعدم سماكتها وصلابتها.
- من التحف الهندية سيف من المعدن دون مقبض، وعلى الرغم من ذلك يمكن معرفة مالكه من الكتابة المنقوشة على حافته. نجد أيضا جملة «ونصر من الله قريب» مطلية بالذهب وأيضا كلمة «حسام». السيف كان مملوكا لسلطان من المغول حكم في منتصف القرن الـ17 واعتاد على تسمية سيوفه بأسماء تبعث الخوف في قلب أعدائه كما تشير بلمبلي.
> خزانة خشبية مزخرفة بأفرع شجار وزهور، بها عدد من الأدراج الصغيرة خلف ضفتي باب. تشير إلى أن الخزانة كانت مملوكة لأسرة بريطانية توارثتها عبر الأجيال ولم تعرف قيمتها. تشير أيضا إلى النقوش وأوراق الشجر والأزهار المتمايلة وتقول إن البلاط المغولي كان يتميز بحب خاص لرسومات الأشجار والزهور وهو ما نجده على عدد من المعروضات حولنا مثل عدد من الخناجر.

* سوذبي.. مخطوطات نادرة وقرآن أزرق

* في مزادها لفنون العالم الإسلامي اليوم الأربعاء تقدم سوذبي مجموعة نادرة من المخطوطات بالغات العربية والتركية والفارسية إلى جانب الخزفيات والقطع المعدنية وبالطبع الجواهر. من أهم القطع المعروضة:
- صفحة من القرآن الأزرق قد تعود لمنطقة شمال أفريقيا في القرن التاسع أو العاشر. القرآن الأزرق عند اكتماله كان واحدا من أفخم المخطوطات التي كتبت في ذلك الزمن. ويعد اللون الأزرق من الألوان النادرة في المخطوطات الإسلامية إذ كان اللون المعتاد هو الأصفر. وجاء الجمع بين اللون الأزرق الملكي والكتابة بماء الذهب لتزيد فخامة وبهاء المخطوطة.
- صفحة من القرآن مكتوبة بالخط الكوفي الشرقي تعود إلى عام 1075 - 1125. ويقول الخبراء إن الصفحة ضمن مصحف يتميز بالأناقة والجمال الفائق في كتابته خلفيته المزخرفة بالكامل، وهو ما يجعله واحدا من أكثر المصاحف الدقيقة التصميم. ويعتقد أن المصحف قد أنتج في 30 جزءا كل جزء يضم 75 صفحة.
- فصول من كتاب في علم الطب للعالم أبو الحسن أحمد بن محمد الطبري بعنوان «المعالجات البوقراطية».
- معطف من الحرير يعود إلى وسط آسيا من القرن السابع أو الثامن.
- وعاء من اليشم مطعم بالجواهر على هيئة أزهار حمراء وعروق خضراء. الوعاء يعكس مهارة الحرفيون الهنود. الوعاء يعود إلى العصر المغولي (القرن الـ17 - 18)



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».