ليبيا: اشتباكات في طرابلس... والرئاسي يتجاهل مصير «حكومة الوحدة»

ويليامز لا تعتقد أن تغيير الدبيبة حل

صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه محمد المنفي أمس بأعضاء مجلس الدولة عن المنطقة الشرقية
صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه محمد المنفي أمس بأعضاء مجلس الدولة عن المنطقة الشرقية
TT

ليبيا: اشتباكات في طرابلس... والرئاسي يتجاهل مصير «حكومة الوحدة»

صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه محمد المنفي أمس بأعضاء مجلس الدولة عن المنطقة الشرقية
صورة وزعها المجلس الرئاسي لاجتماع رئيسه محمد المنفي أمس بأعضاء مجلس الدولة عن المنطقة الشرقية

اندلعت اشتباكات مفاجئة في العاصمة الليبية طرابلس، مساء أمس، وقال شهود عيان إنها وقعت «في طريق الشط قرب ميناء طرابلس والمصرف المركزي»، وذلك على خلفية خلافات بيان «جهاز الردع»، و«كتيبة النواصي» المحسوبين على السلطة الانتقالية في البلاد، على توزيع سيارات عسكرية بالميناء ما تسبب في حالة ذعر لدى المارة وارتباك في حركة المرور.
وتحدثت وسائل إعلام محلية عن «إطلاق نار كثيف واشتباكات مسلحة في محيط مقر مصرف ليبيا المركزي، وميدان الشهداء وسط العاصمة طرابلس، مشيرة إلى «سقوط جرحى في هذه الاشتباكات التي تعد الأحدث من نوعها بين الميليشيات المسلحة التي تتنازع باستمرار على مناطق النفوذ والسيطرة في العاصمة».
ولم يصدر على الفور أي تعليق رسمي من السلطات، حيث التزم «المجلس الرئاسي» و«حكومة الوحدة» الصمت حيال هذه الاشتباكات التي تمثل إحراجا سياسيا لها منذ توليها مهام منصبها في شهر مارس (آذار) الماضي.
وقبل ساعات من جلسة سيعقدها مجلس النواب الليبي اليوم (الاثنين) بمقره في مدينة طبرق بأقصى شرق البلاد، لحسم مصير «حكومة الوحدة»، تجاهل «الرئاسي» مساعي بعض أعضاء البرلمان للإطاحة برئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة من منصبه، بينما أعلنت المستشارة الأممية ستيفاني ويليامز ما يشبه الفيتو على إقالته.
ولم يتطرق محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي لدى اجتماعه أمس، مع أعضاء المجلس الأعلى للدولة عن المنطقة الشرقية، إلى مستقبل الحكومة الحالية، لكنه أكد على ضرورة «تطبيق القوانين، واحترام كل قيم العدالة، ومبادئ حقوق الإنسان، بما يعزز تنفيذ مشروع المصالحة الوطنية الشاملة».
بدوره، استبق عبد الله اللافي نائب رئيس المجلس الرئاسي، جلسة البرلمان اليوم بمحادثات عقدها مساء أول من أمس مع رئيسه عقيلة صالح، لمناقشة سبل دعم العملية السياسية، والدفع بالمسار الانتخابي، والاتفاق على استمرار التشاور بين المجلس والبرلمان، لضمان استقرار ليبيا، والوصول بها إلى بر الأمان.
وجدد اللافي التزام المجلس الرئاسي دعم إجراء الانتخابات، من خلال خريطة طريق واضحة، وفق أسس قانونية ودستورية متينة، تلبي طموحات الشعب الليبي، والعمل على نجاح مشروع المصالحة الوطنية، الذي أطلقه المجلس، واعتباره طوق نجاة ليبيا.
كما أكد على دعم المجلس الرئاسي لجهود رئيس البرلمان، في العمل على استصدار القوانين التي تساعد في لم شمل الليبيين، وتهدف لاستقرار ليبيا.
وخلت تصريحات اللافي، التي وزعها مكتبه من أي إشارة إلى مصير حكومة الوحدة رغم تصاعد تحركات بعض أعضاء مجلس النواب لتنصيب رئيس حكومة جديد خلفا للدبيبة.
ورغم أن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، فتحي المريمي، لم يؤكد صحة بيان متداول ويحمل توقيعات تشير إلى أسماء 22 من أعضائه للمطالبة بتعيين فتحي باشاغا وزير الداخلية السابق والمرشح الرئاسي لمنصب رئيس حكومة الوحدة، فإن المريمي قال لوسائل إعلام محلية إن «هناك مطالب برلمانية بتغيير الدبيبة بسبب اتهام بعض الأعضاء للأخير، بارتكاب مخالفات كثيرة وقضايا فساد لا يمكن السكوت عنها»، على حد تعبيره.
ونفى أعضاء في «مجلس النواب» صحة الرسالة التي تداولها نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن وثيقة تدعي أنها محضر اتفاق بين اللافي، وصالح لتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة برئاسة الدبيبة تتكون من 14 وزيرا.
وتزامن ظهور الوثيقة التي امتنعت مصادر برلمانية وحكومية عن تأكيدها، مع تسريب لتسجيل صوتي منسوب لخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة، يكشـف فيه النقاب عن «مساعي الدبيبة لاستمالة عدد من النواب لتشكيل كتلة مؤيدة له بمجلس النواب، بالإضافة إلى اجتماع مزعوم بين الدبيبة، وصدام نجل المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني، تضمن عرضا بقيمة نصف مليار دينار مقابل قبول المجلس بميزانية الحكومة».
وقال عبد الله بليحق الناطق باسم مجلس النواب إن جلسته اليوم التي ستعقد برئاسة عقيلة صالح للمرة الأولى منذ عودته لاستئناف مهام عمله عقب إجازة استمرت 3 أشهر ستشهد حضور محمد بالتمر رئيس مصلحة الأحوال المدنية للتعقيب على إعلان عماد السايح رئيس «المفوضية العليا للانتخابات» حول صدور نحو 700 ألف رقم وطني ومزور.
في المقابل، أكدت ستيفاني ويليامز مستشارة الأمين العام للأمم المتحدة بشأن ليبيا التي وسعت دائرة المشاورات الإقليمية والدولية التي تجريها بزيارة مفاجئة إلى القاهرة التي وصلتها مساء أول من أمس للقاء كبار المسؤولين المصريين أن التركيز في المرحلة المقبلة يجب أن يتمحور على إنجاز العملية الانتخابية، معربة عن عدم اعتقادها بأن «الحل سيكون بتشكيل حكومة انتقالية جديدة».
وأبلغت ويليامز، في تصريحات صحافية «الحل يمر من خلال تشكيل أفق سياسي ثابت الأركان يؤدي إلى اختيار حكومة منتخبة، ورئيس منتخب».
وبعدما أعربت عن تفاؤلها بإجراء الانتخابات الليبية حتى شهر يونيو (حزيران) المقبل، قالت ويليامز إن «ليبيا بحاجة إلى مؤسسات دائمة منتخبة ديمقراطياً»، معتبرة أن «أفضل طريقة لذلك هي أن يذهب الليبيون إلى صناديق الاقتراع».
وقال بيان لجامعة الدول العربية، إن أمينها العام أحمد أبو الغيط، بحث مع ويليامز، أمس «آخر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية، وشهد توافقاً حول أهمية إجراء الانتخابات الليبية لتعكس إرادة الشعب الليبي، مع التأكيد على ضرورة مواصلة المسارات العسكرية والأمنية والاقتصادية بذات الوتيرة التي كانت قائمة قبل تأجيل الانتخابات الرئاسية مؤخراً».
إلى ذلك، اعتبرت نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة أن ملف الهجرة غير القانونية يستنزف موارد كبيرة للدولة الليبية أمنياً واقتصادياً، ويتطلب تعاونا دولياً جاداً من قبل المنظمات الإنسانية ودول الجوار للحد من هذه الظاهرة، وحماية حقوق المهاجرين إنسانيا وصحيا.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.