القوات الأمنية العراقية تطرد «داعش» من وسط الرمادي.. وتنقل المعارك إلى محيطها

قائد عمليات الجزيرة والبادية يعلن فك الحصار عن البغدادي وحديثة

جنود عراقيون يطلقون قذائف مدفعية صوب أهداف لـ«داعش» في منطقة الكرمة غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
جنود عراقيون يطلقون قذائف مدفعية صوب أهداف لـ«داعش» في منطقة الكرمة غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

القوات الأمنية العراقية تطرد «داعش» من وسط الرمادي.. وتنقل المعارك إلى محيطها

جنود عراقيون يطلقون قذائف مدفعية صوب أهداف لـ«داعش» في منطقة الكرمة غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)
جنود عراقيون يطلقون قذائف مدفعية صوب أهداف لـ«داعش» في منطقة الكرمة غرب بغداد أمس (أ.ف.ب)

أعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء الركن ناصر الغنّام عن فك الحصار عند مدينتي البغدادي (90 كم غرب الرمادي، مركز محافظة الأنبار) وقضاء حديثة (160 كم غربا).
وقال الغنّام في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «استطعنا فك الحصار عن المدينتين المحاصرتين من قبل مسلحي تنظيم داعش منذ أشهر بتأمين الطريق البري الرابط بينهما وتم إيصال 700 طن من المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية إلى قضاء حديثة وناحية البغدادي». وأضاف الغنّام أن «قوات عمليات الجزيرة والبادية ساعية لتطهير المدن والقرى غرب الأنبار وفك الحصار عن الآلاف من أهلنا المحاصرين في المدن التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي وسنسعى إلى إيصال المساعدات لهم».
وفي الرمادي، أعلن قائد شرطة الأنبار اللواء الركن كاظم الفهداوي عن تطهير شارع 17 وسط المدينة، بينما أكد مقتل 13 عنصرًا من تنظيم داعش في معارك التطهير. وقال الفهداوي في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية من منتسبي الجيش والشرطة تمكنوا من التقدم بشكل كبير في معارك تطهير مناطق وسط مدينة الرمادي، وإن الاشتباك مع عناصر تنظيم داعش تحولت من وسط المدينة إلى محيطها في مناطق الصوفية والسجارية والبو فراج والحوز».
وأضاف الفهداوي أن «القوات الأمنية تمكنت من تطهير مناطق واسعة بعد تطهير شارع 17 وشارع 20 وسط الرمادي كما تم قتل 13 مسلحًا من عناصر التنظيم خلال عمليات التطهير وتدمير 4 عجلات كان يستخدمها في استهداف قوات الشرطة باستخدام أسلحة ثقيلة ومنصات لإطلاق الصواريخ مثبتة على العجلات التي تم استهدافها».
بدوره، قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، الموجود مع القطعات العسكرية في وسط الرمادي لـ«الشرق الأوسط»، إن الخطر الذي كان يهدد مركز محافظة الأنبار من قبل مسلحي «داعش»، قد «زال بشكل تدريجي بعد البسالة والصمود من قبل القوات الأمنية التي لم تغادر أماكنها وقررت الدفاع عن مدينة الرمادي حتى الموت، وكذلك الوقفة المشرفة للأبطال من متطوعي العشائر من أبناء محافظة الأنبار». وأضاف العيساوي: «المعارك الآن انتقلت إلى أطراف المدينة بعد أن كان مسلحو تنظيم داعش على مقربة أمتار من المجمع الحكومي قبل يومين». وأشار العيساوي إلى «وصول تعزيزات عسكرية مكنت القوات الموجودة من الانتقال من حالة التموضع الدفاعي إلى حالة الهجوم وشن هجمات على أماكن وجود مسلحي تنظيم داعش وطردهم من مدينة الرمادي».
لكن فارس إبراهيم الدليمي، عضو مجلس «حلف الفضول»، الذي يضم العشائر التي أعلنت وقوفها بوجه «داعش» أقر بأن المبادرة لا تزال بيد «داعش». وبسؤاله عما إذا كانت التعزيزات العسكرية التي بات يعلن عن وصولها إلى الأنبار بدأت تحقق نجاحات في المناطق التي احتلها «داعش»، أخيرا، مثل: السجارية، والبو فراج، والبو غانم. قال الدليمي: «في واقع الحال لا تزال المبادرة بيد (داعش) بسبب عدم وجود خطة أو استراتيجية للمعارك الدائرة؛ حيث إنه في الوقت الذي تبدو فيه منظومة القيادة والسيطرة متكاملة عند تنظيم داعش، فإنها ليست كذلك لدى القوات العراقية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.