رقائق إلكترونية طائرة لمراقبة التلوث... وجفاف يهدد المواقع الأثرية الآشورية

البيئة في مجلات الشهر

رقائق إلكترونية طائرة لمراقبة التلوث... وجفاف يهدد المواقع الأثرية الآشورية
TT

رقائق إلكترونية طائرة لمراقبة التلوث... وجفاف يهدد المواقع الأثرية الآشورية

رقائق إلكترونية طائرة لمراقبة التلوث... وجفاف يهدد المواقع الأثرية الآشورية

استقبلت المجلات العلمية السنة الجديدة بعرض موجز عن حالة العلوم خلال السنة الماضية، فكانت جائحة «كوفيد - 19» ولقاحاتها هي الحدث الأبرز في 2021. وفي أكثر من مقال، تناولت المجلات خيارات مراقبة انتشار التلوث بأساليب متطورة، وتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، لا سيما انبعاثات غاز الميثان. وفي مقال مميز، أشارت مجلة «سميثسونيان» إلى الأضرار التي قد تلحق بمئات المواقع الأثرية في العراق بسبب الجفاف.
- «ناشيونال جيوغرافيك»
من بين 1.9 مليون صورة أضافتها ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic) إلى أرشيفها في 2021. انتقت المجلة عدداً من الصور لتوجز ما جرى في سنة «الأمل واللقاحات، والصراعات العنيفة، وكوارث المناخ». وكانت 2021 سنة الصقيع القارس في تكساس خلال فبراير (شباط)، وأعلى درجات الحرارة في التاريخ المسجّل لكندا خلال يونيو (حزيران)، والفيضانات الومضية القاتلة في ألمانيا وبلجيكا خلال يوليو (تموز). وفي هذه السنة عزّزت لقاحات «كورونا» التفاؤل، وساهمت في تخفيف حالة الإغلاق التي عرفها العالم مع انتشار الجائحة، ولكن جهود التطعيم ابتليت بالمعلومات المضلّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقلّة الموارد المتاحة للدول الفقيرة.
- «نيو ساينتست»
قدمت نيو ساينتست (New Scientist) عرضاً موجزاً لأهم الأحداث في 2021، لا سيما لقاحات «كورونا» وأحوال الطقس الاستثنائية والمهمات الفضائية الثلاث إلى المريخ. وتحت عنوان «حان الوقت لنأخذ الميثان على محمل الجدّ» خلُصت المجلة إلى أن خفض انبعاثات الميثان هو طريقة هامة لشراء الوقت في معركة الاحترار العالمي. ويبلغ تركيز الميثان في الجو حالياً 1880 جزءاً في المليار، في حين كان تركيزه قبل النهضة الصناعية 722 جزءاً فقط. ويتسبب كل طن من الميثان باحترار الكوكب بمقدار 28 مرة مما يفعله كل طن من ثاني أكسيد الكربون. ويأتي 40 في المائة من انبعاثات الميثان البشرية المنشأ من القطاع الزراعي، ويليه قطاع الوقود الأحفوري الذي يساهم بنحو 35 في المائة من الانبعاثات.
- «ساينس»
تحت عنوان «قضايا تحت المجهر في 2022» استعرضت ساينس (Science) أهم المسائل العلمية المرتبطة بالعام الجديد. وتشير المجلة إلى أن أي نظرة على المستقبل القريب للعلم يجب أن تبدأ بفيروس كورونا، حيث يعمل العلماء على تطوير جيل جديد من اللقاحات التي قد تمنح طيف مناعة أوسع. ومن المقرر هذه السنة أن يُعقد اجتماع في الصين يضم 196 دولة للتوسع في حماية النُظم البيئية، والتأكيد على الاستدامة، وضمان تقاسم أرباح استخدام الموارد الجينية بعدالة. وفي أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيتم إطلاق قمر اصطناعي لمراقبة انبعاثات غاز الميثان، والتحقق من التزام الدول بتعهداتها في خفض انبعاثاته بنسبة 30 في المائة خلال 10 سنوات. وفي هذه السنة أيضاً، ستتمكن جميع البلدان الأفريقية من استخدام لقاح جرى تطويره على مدى ثلاثة عقود للحماية من الملاريا، التي لا تزال تقتل سنوياً أكثر من 260 ألف طفل دون الخامسة.
- «ساينتفك أميركان»
تضمّن العدد الجديد من ساينتفك أميركان (Scientific American) مقالاً لـنايومي أوريسكيس حول المبادرات الشخصية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة. وفيما أكدت أستاذة تاريخ العلوم في جامعة هارفارد على أهمية التركيز على دور الشركات الكبرى في التصدي لأزمة المناخ، اقترحت أن يبادر الأفراد إلى تقليل استهلاك اللحوم الحمراء، وذلك لأن 40 في المائة من غازات الدفيئة تنتج عن القطاع الزراعي وإزالة الغابات وتبدّلات استخدام الأراضي. وتساهم اللحوم الحمراء، على وجه الخصوص، بتغيُّر المناخ من خلال انبعاث الميثان عن المواشي ونتيجة قطع الغابات لتحويلها إلى مراعٍ. وتخلُص أوريسكيس إلى أن إقلال تناول اللحوم الحمراء لا يساهم فقط في حماية البيئة، وإنما يساعد أيضاً في تحسين صحة الإنسان.
- «أميركان ساينتست»
تناولت أميركان ساينتست (American Scientist) المشروع البحثي لجامعة نورث وسترن الأميركية في تطوير أسراب من أجهزة الاستشعار المصغّرة لجمع معلومات تخص الإدارة البيئية وانتشار الأمراض ضمن مناطق واسعة. وتتكوّن هذه الأجهزة من رقائق إلكترونية بحجم حبة الرمل تطفو في الهواء من دون طاقة بمحاكاة آلية طيران البذور التي تشتتها الرياح، وهذا ما يجعلها أصغر أجهزة طيران من صنع الإنسان. ويمكن إسقاط هذه الأجهزة الصغيرة من طائرة لتفرّقها الرياح على مناطق واسعة، ثم يجري لاحقاً جمع المعلومات منها باستخدام الترددات الراديوية. وتثير أجهزة الاستشعار الطائرة الصغيرة مخاوف بشأن انتهاكات محتملة في مراقبة السكان.
- «ديسكفر»
أوجزت ديسكفر (Discover) نتائج بعض الأبحاث الأخيرة التي تؤكد الدور الهام الذي تلعبه الفطريات في عزل الكربون وتقليل الاحترار العالمي. وفيما كان الاعتقاد السائد أن هضم فطريات العفن الأبيض لجدران خلايا الأشجار سينتهي بتبخُّر كربون الأشجار إلى الغلاف الجوي، أظهرت الدراسات التي أجريت في 2021 أن هذا الكربون يبقى مختزناً في الفطريات. وكذلك الحال في الفطريات التي تتطفل على الطحالب الصغيرة في المحيطات والبحيرات، حيث تبيّن أن هذه الفطريات تختزن ما يصل إلى 20 في المائة من كربون الطحالب.
- «ساينس نيوز»
عرضت ساينس نيوز (Science News) خريطة لأماكن النُظم البيئية الأكثر أهمية في مواجهة تغيُّر المناخ. وتحدد الخريطة المناطق الطبيعية المعرضة للضغوط البشرية، وهي في الوقت ذاته بمثابة خزانات للكربون. وأبرز هذه المناطق هي حوض الأمازون، وشمال غربي المحيط الهادي، والغابات الاستوائية وأشجار المنغروف في بورنيو ضمن أرخبيل الملايو. وهذه المناطق مهددة بتحويلها إلى أراضٍ زراعية أو لاستخدامات أخرى، وهي تختزن نحو 140 مليار طن من الكربون، أو ما يعادل الانبعاثات العالمية للوقود الأحفوري لمدة 15 سنة وفق المستويات الحالية.
- «سميثسونيان»
في تقرير مصوّر، استعرضت سميثسونيان (Smithsonian) المخاطر التي تهدد مدينة آشور التاريخية قرب بلدة الشرقاط في شمال العراق. وإلى جانب التهديدات الأمنية التي طالت الموقع الأثري بسبب غياب الاستقرار، والمصاعب المرتبطة بحماية الموقع من التعديات، يزداد القلق من بناء سدّ مكحول على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب الشرقاط، بما يمثله من تهديد لنحو 200 موقع أثري بالغمر. وكانت اليونيسكو صنّفت آشور موقع تراث عالمي معرضاً للخطر بسبب خطط لبناء السدّ في سنة 2002. مما جعل السلطات العراقية حينها تتراجع عن خططها، ولكن الجفاف وقلّة المياه في المنطقة أعادا إحياء المشروع خلال العام الماضي.


مقالات ذات صلة

مصر تبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية

الاقتصاد وزيرة التنمية المحلية القائمة بأعمال وزير البيئة المصرية خلال اجتماعها مع أحد المستثمرين (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر تبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية

عقدت وزيرة التنمية المحلية القائمة بأعمال وزير البيئة المصرية اجتماعاً مع أحد المستثمرين لبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
علوم يؤكد الباحثون أن الصدوع التي تقع على أعماق سحيقة في باطن الأرض يمكن أن تلتحم من جديد بعد انكسارها نتيجة الهزات الأرضية (بيكسباي)

الأرض «تضمد جروحها» بعد الزلازل القوية

توصل فريق من علماء الجيولوجيا في الولايات المتحدة إلى أن الصدوع الزلزالية العميقة في باطن الأرض يمكن أن تلتئم في غضون ساعات بعد حدوث الهزات الأرضية القوية.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
صحتك الأشخاص الذين مارسوا ما لا يقل عن ساعتين ونصف من التمارين الرياضية أسبوعياً انخفض لديهم خطر الوفاة (رويترز)

المشكلة الشائعة التي تُقلّل من فوائد التمارين الرياضية

معروف أن ممارسة الرياضة بانتظام تُحسّن الصحة النفسية، وتُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وتُحسّن محيط الخصر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا أحياء غارقة بكاملها في مدينة نها ترانغ الساحلية بفيتنام جراء الفيضانات (أ.ف.ب)

ارتفاع حصيلة الوفيات من الفيضانات والانهيارات الأرضية في فيتنام إلى 43

أعلنت السلطات الفيتنامية، الجمعة، أن الأمطار الموسمية والانهيارات الأرضية الناجمة عنها أسفرت عن وفاة 43 شخصاً في فيتنام منذ مطلع الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (هانوي)
بيئة طحالب خضراء (أرشيفية - أ.ف.ب)

دراسة: طحالب استطاعت الصمود لمدة 283 يوماً في الفضاء

قال موقع «بوبيلر ساينس» إن الطحالب تمتاز بالقدرة على التكيف حيث إنها تعيش في بيئات قاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن )

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
TT

ارتفاع الحرارة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بوتيرة أسرع من مثلي المعدل العالمي

عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)
عامل يقف تحت أشعة الشمس وسط درجات الحرارة المرتفعة (رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، في تقرير، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سجّلت أكثر الأعوام حرارة على الإطلاق في عام 2024، حيث ارتفعت درجات الحرارة بوتيرة تزيد بمقدار المثلين عن المتوسط العالمي في العقود الأخيرة.

وأصبحت الموجات الحارة في المنطقة أطول وأكثر حدة، وفقاً لأول تقرير للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يركز على المنطقة.

وقالت سيليست ساولو الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «ترتفع درجات الحرارة بمعدل مثلي المتوسط العالمي، مع موجات حرّ شديدة ومرهقة للمجتمع إلى أقصى الحدود».

وخلص التقرير إلى أن متوسط درجات الحرارة في عام 2024 تجاوز متوسط الفترة من 1991 إلى 2020، بمقدار 1.08 درجة مئوية، فيما سجّلت الجزائر أعلى زيادة بلغت 1.64 درجة مئوية فوق متوسط الثلاثين عاماً الماضية.

وحذّرت ساولو من أن الفترات الطويلة التي زادت فيها الحرارة عن 50 درجة مئوية في عدد من الدول العربية كانت «حارة للغاية» بالنسبة لصحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصاد.

درجات الحرارة المرتفعة سجلت أرقاماً قياسية (أرشيفية - رويترز)

وأشار التقرير إلى أن موجات الجفاف في المنطقة، التي تضم 15 بلداً من أكثر بلدان العالم ندرة في المياه، أصبحت أكثر تواتراً وشدة، مع اتجاه نحو تسجيل موجات حرّ أكثر وأطول في شمال أفريقيا منذ عام 1981.

وخلص التقرير إلى أن مواسم الأمطار المتتالية، التي لم يسقط فيها المطر، تسببت في جفاف في المغرب والجزائر وتونس.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن أكثر من 300 شخص في المنطقة لقوا حتفهم العام الماضي بسبب الظواهر الجوية القاسية، ولا سيما موجات الحر والفيضانات، في حين تضرر ما يقرب من 3.8 مليون شخص.

وأكّد التقرير الحاجة الماسة للاستثمار في الأمن المائي، عبر مشروعات مثل تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي، إلى جانب تطوير أنظمة الإنذار المبكر للحدّ من مخاطر الظواهر الجوية. ويمتلك نحو 60 في المائة من دول المنطقة هذه الأنظمة حالياً.

ومن المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة في المنطقة بمقدار 5 درجات مئوية، بحلول نهاية القرن الحالي، في ظل مستويات الانبعاثات الحالية، استناداً إلى التوقعات الإقليمية الصادرة عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.


دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
TT

دراسة جينية تكشف مرحلة فارقة في تاريخ استئناس القطط

قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)
قطة سوداء تظهر بين قطط أخرى في ملجأ للحيوانات بجنوب إسبانيا (أ.ف.ب)

تعيش مع البشر مئات الملايين من القطط في جميع أنحاء العالم، سواء أكانت سيامية أو فارسية أو من سلالة ماين كون أو غيرها. لكن على الرغم من شعبيتها كحيوانات أليفة، ظلّ تاريخ استئناسها وتربيتها بالمنازل سرّاً صعباً يستعصي على العلماء.

وتقدم دراسة جينية جديدة نظرة في هذه المسألة، من خلال تحديد التوقيت الزمني لمرحلة رئيسية في تدجين القطط، عندما استُقدمت القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا.

ووجد الباحثون أن القطط الأليفة وصلت إلى أوروبا منذ ما يقرب من ألفي عام، في أوائل عصر الإمبراطورية الرومانية، ربما من خلال التجارة البحرية.

ويحتمل أن يكون البحارة قد جلبوا بعض هذه القطط لاصطياد الفئران على متن السفن التي كانت تجوب البحر المتوسط حاملة الحبوب من حقول مصر الخصبة إلى الموانئ التي تخدم روما والمدن الأخرى في الإمبراطورية الرومانية مترامية الأطراف.

تتناقض هذه النتائج مع الفكرة السائدة منذ فترة طويلة بأن الاستئناس حدث في عصور ما قبل التاريخ، ربما قبل 6 إلى 7 آلاف سنة، حينما انتقل المزارعون من الشرق الأدنى والشرق الأوسط القديم إلى أوروبا لأول مرة، حاملين القطط معهم.

قطة (أ.ف.ب)

وقال عالم الجينات كلاوديو أوتوني، من جامعة روما تور فيرجاتا، المؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت اليوم (الخميس)، في مجلة «ساينس»: «أظهرنا أن أقدم جينومات للقطط المنزلية في أوروبا تعود إلى فترة الإمبراطورية الرومانية وما بعدها»، بداية من القرن الأول الميلادي.

استخدمت الدراسة بيانات جينية من بقايا القطط من 97 موقعاً أثرياً في جميع أنحاء أوروبا والشرق الأدنى، وكذلك من قطط تعيش في الوقت الحاضر. قام الباحثون بتحليل 225 عظمة من عظام القطط، الأليفة والبرية، التي ترجع إلى نحو 10 آلاف سنة مضت إلى القرن التاسع عشر الميلادي، وأنتجوا 70 جينوماً قديماً للقطط.

ووجد الباحثون أن بقايا القطط من مواقع ما قبل التاريخ في أوروبا تنتمي إلى القطط البرية، وليس القطط الأليفة القديمة.

كانت الكلاب هي أول حيوان مستأنس من قبل البشر، إذ انحدرت من فصيلة ذئاب قديمة مختلفة عن الذئاب الحديثة. وجاءت القطط الأليفة في وقت لاحق، منحدرة من القط البري الأفريقي.

قال ماركو دي مارتينو، عالم الحفريات بجامعة روما تور فيرجاتا، والمؤلف المشارك في الدراسة: «دخول القطط الأليفة إلى أوروبا مهم لأنه يمثل لحظة مهمة في علاقتها طويلة الأمد مع البشر. فالقطط ليست مجرد نوع آخر وصل إلى قارة جديدة. إنها حيوان أصبح مندمجاً بعمق في المجتمعات البشرية والاقتصادات حتى المعتقدات».

وحدّدت البيانات الجينية مرحلتين لدخول القطط إلى أوروبا من شمال أفريقيا. فمنذ ما يقرب من 2200 سنة، جلب البشر القطط البرية من شمال غربي أفريقيا إلى جزيرة سردينيا، التي تنحدر قططها البرية الحالية من تلك القطط المهاجرة.

لكن هذه القطط لم تكن أليفة. فهناك هجرة منفصلة من شمال أفريقيا بعد نحو قرنين من الزمان، شكّلت الأساس الجيني للقطط المنزلية الحديثة في أوروبا.

تشير نتائج الدراسة إلى أنه لم تكن هناك منطقة أساسية واحدة لترويض القطط، بل لعبت عدة مناطق وثقافات في شمال أفريقيا دوراً في ذلك، وفقاً لعالمة الآثار الحيوانية والمؤلفة المشاركة في الدراسة، بيا دي كوبير، من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية.

وقالت دي كوبير: «يتزامن توقيت الموجات الوراثية لإدخال القطط من شمال أفريقيا مع الفترات التي تكثفت فيها التجارة حول البحر المتوسط بقوة. ومن المرجح أن القطط كانت تسافر لصيد فئران على متن سفن الحبوب، لكن ربما أيضاً كحيوانات ذات قيمة دينية ورمزية».

كانت القطط مهمة في مصر القديمة، وكان ملوك مصر يحتفظون بقطط أليفة، وأحياناً يحنطونها لدفنها في توابيت أنيقة.

ولعب الجيش الروماني القديم، الذي انتشرت مواقعه العسكرية في جميع أنحاء أوروبا، وحاشيته، دوراً أساسياً في انتشار القطط الأليفة في جميع أنحاء القارة، وتشهد على ذلك بقايا القطط التي اكتشفت في مواقع المعسكرات الرومانية.

ويرجع تاريخ أقدم قط مستأنس في أوروبا تم تحديده في الدراسة، وهو قط مشابه وراثياً للقطط المنزلية الحالية، إلى ما بين 50 قبل الميلاد و80 ميلادية من بلدة ماوترن النمساوية، وهي موقع حصن روماني على طول نهر الدانوب.

ومع ذلك، لم تكشف الدراسة عن توقيت ومكان التدجين الأولي للقطط.

قال أوتوني: «تدجين القطط أمر معقد، وما يمكننا قوله حالياً هو توقيت دخول القطط المنزلية إلى أوروبا من شمال أفريقيا. لا يمكننا أن نقول الكثير عما حدث قبل ذلك، وأين حدث».


إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
TT

إسطنبول تتجه لحظر الكلاب الضالة في الأماكن العامة

رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)
رجل يحمل كلباً على كتفه (أ.ف.ب)

أصدرت السلطات المحلية في إسطنبول، اليوم (الاثنين)، مرسوماً يقضي بحظر إطعام الكلاب الضالة داخل المدينة في المستقبل، وكذلك منع وجودها في الأماكن العامة بالمدينة.

وقالت السلطات إنه سيتم منع الكلاب الضالة من الوجود على الأرصفة، والمرافق الصحية والتعليمية، والمطارات، ودور العبادة، والمتنزهات، وذلك بهدف منع انتشار الآفات والتلوث البيئي.

ولم يتم تقديم أي تفاصيل حول العقوبات المحتملة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وتهدف الإجراءات الجديدة أيضاً إلى تسريع عملية الإمساك بالكلاب التي لا مالك لها وتعقيمها، وإيوائها في ملاجئ الحيوانات. وستكون البلديات مسؤولة عن تنفيذ القواعد الجديدة.

وأصبحت هذه القضية محل جدل كبيراً منذ صدور قانون العام الماضي، يسمح في حالات معينة بإعدام الكلاب الضالة. ويمكن الآن إلزام البلديات بإمساك الحيوانات الضالة وإيوائها في ملاجئ خاصة.

وتقوم هذه الملاجئ بالبحث عن مالكين جدد للاعتناء بهذه الحيوانات.