المعارضة السورية توقف تقدم القوات النظامية عند «بصر الحرير» بريف درعا

الهجوم المباغت لقطع طرق إمداد المقاتلين إلى البادية وإعادة فتح طريق السويداء

سوري من بلدة دعل بريف درعا جنوب سوريا يحمل جثمان طفله بعد استهداف النظام للمنطقة بالطائرات أول من أمس (رويترز)
سوري من بلدة دعل بريف درعا جنوب سوريا يحمل جثمان طفله بعد استهداف النظام للمنطقة بالطائرات أول من أمس (رويترز)
TT

المعارضة السورية توقف تقدم القوات النظامية عند «بصر الحرير» بريف درعا

سوري من بلدة دعل بريف درعا جنوب سوريا يحمل جثمان طفله بعد استهداف النظام للمنطقة بالطائرات أول من أمس (رويترز)
سوري من بلدة دعل بريف درعا جنوب سوريا يحمل جثمان طفله بعد استهداف النظام للمنطقة بالطائرات أول من أمس (رويترز)

قال معارضون سوريون أمس، إن «القوات الحكومية السورية، فشلت بالسيطرة على بلدة بصر الحرير في محافظة درعا في جنوب البلاد، بعد هجوم مباغت نفذته صباحًا باتجاه ريف درعا الشمالي الشرقي، أسفر عن سيطرتها على عدد من القرى الصغيرة، ضمن خطتها لتأمين خطوط إمدادها إلى السويداء وقطع خطوط اتصال المعارضة باللجاة والبادية السورية».
وقالت مصادر في الجبهة الجنوبية لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات المعارضة تصدت لهجوم واسع نفذته القوات النظامية باتجاه بصر الحرير، وتمكنت من أسر عنصرين من القوات النظامية، وقتل 5 آخرين»، مشيرة إلى أن القوات المهاجمة «تعرضت لمجموعة من الكمائن وقعت فيها دبابات تعرضت لقصف بصواريخ موجهة، فيما استخدم المقاتلون سلاح القناصة ضد القوات المهاجمة، وهو ما أوقفها على أطراف البلدة».
وذكرت شبكة «شام» المعارضة، أن مقاتلي المعارضة «قتلوا 5 مقاتلين نظاميين وأسروا اثنين آخرين على أطراف بلدة ناحتة أثناء تسللهم من كتيبة الرادار».
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، أعلنت في بيان أمس، أن وحدات من الجيش تمكنت صباح الاثنين من إحكام سيطرتها على بلدات مسيكة الشرقية والغربية والخوابى واشنان والدلافة وتطويق بلدتي مليحة العطش وبصر الحرير في ريف درعا، إثر عملية عسكرية نوعية. وأشارت إلى أن «أهمية» العملية، تتمثل في كونها تعيد فتح الطريق الحيوي بين محافظتي درعا والسويداء وتأمينه وتقطع طرق إمداد التنظيمات الإرهابية المسلحة من خلال إغلاق بوابة اللجاة التي كانت تستخدمها لتهريب المرتزقة والأسلحة والذخيرة من الأردن باتجاه البادية والغوطة الشرقية بريف دمشق.
وانطلقت العمليات العسكرية من بلدة المزرعة المجاورة بريف السويداء، وشملت عددا من القرى والبلدات شمال شرقي درعا، بينها بلدتي بصر الحرير وناحتة، كما ذكر «مكتب أخبار سوريا»، وهو ما تزامن مع وصول أرتال عسكرية نظامية مؤلفة من دبابات وسيارات محملة بالجنود تمركزت قرب بلدة المزرعة، حسب ما رصد سكان من المنطقة.
وفي المقابل، حشدت قوات المعارضة مقاتليها في بلدة بصر الحرير، إذ أكدت المصادر أن تعزيزات من جبهة النصرة وألوية العمري التابعة للجيش السوري الحر وأحرار الشام، وصلت إلى البلدة لتشارك في صد الهجوم، فيما دفعت بتعزيزات أخرى إلى اللجاة لمحاصرة القوات المهاجمة عند نقاط محددة، بينما تفرّغ مقاتلون آخرون لقصف مناطق تقدم قوات النظام.
وقال ناشطون إن أكثر من 500 قذيفة دبابة وقذائف هاون وصواريخ وبراميل متفجرة سقطت منذ الصباح على مناطق بصر الحرير والمسيكة واللجاة، في هجوم هو الأعنف الذي تشنه القوات النظامية، منذ هجومها على مثلث درعا – القنيطرة – ريف دمشق في فبراير (شباط) الماضي، بهدف إعادة فتح الطريق بين السويداء وبلدة ازرع في وسط محافظة درعا التي تحتضن ثاني أكبر قاعدة عسكرية حكومية في الجنوب، كما تفتح خطوط الإمداد من العاصمة السورية دمشق إلى محافظة القنيطرة، بعد تمدد قوات المعارضة في مناطق محاذية في ريف درعا الشرقي أواخر الشهر الماضي. وأفاد وقع «سوريا مباشر» المعارض، بأن العملية جاءت «ضمن حملة عسكرية بدأتها قوات النظام بهدف استعادة طريق الإمداد بين مدينة ازرع والمناطق الخاضعة لسيطرته في ريف درعا وصولاً إلى مدينة السويداء».
وبلدة بصر الحرير، خرجت عن سيطرة النظام السوري قبل عامين، وتعد نقطة استراتيجية على طريق دمشق – السويداء. وإثر الهجوم، تمكنت القوات الحكومية من قطع طرق إمدادات المقاتلين المعارضين الذي يربط بين درعا واللجاة، وبين درعا والبادية السورية. ويأتي قطعها ضمن خطة حكومية لقطع خطوط المعارضة وتجزئة مناطق سيطرتها، وقد بدأت بذلك في الهجوم على مثلث القنيطرة - درعا – ريف دمشق، حيث تمكنت من قطع خطوط إمداد المعارضة بين جنوب دمشق ودرعا.
ووسعت القوات النظامية دائرة القصف الجوي أمس، بالتزامن مع المعارك في بصر الحرير، إذ أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد الغارات التي نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق في بلدات وقرى بريف درعا، إلى أكثر من 36 غارة. وأفاد ناشطون بأن الغارات استهدفت الشيخ مسكين، وكفر شمس وعتمان والنعيمة والحراك والكرك الشرقي وناحتة ومليحة العطش.
وفي سياق متصل، نفّذ الجيش الحر، صباح أمس في ريف القنيطرة المحاذي لريف درعا، عملية وصفها ناشطون بأنها نوعية، استهدفت سيارة لعناصر من ميليشيا اللجان الشعبية التابعة لقوات النظام أسفرت عن مقتل قائد ميليشيا «جمعية البستان».
من جانب آخر، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان قيام الطائرات الحربية النظامية بـ13084 غارة خلال الأشهر الستة الفائتة، استهدفت مناطق سورية كثيرة، راح ضحيتها 2312 مدنيًا، بينهم 529 طفلاً.
وأشار المرصد إلى أن النظام كثف غاراته على مناطق وقرى وبلدات ومدن امتدت من محافظة حلب شمالاً إلى درعا جنوبًا، ومن دير الزور شرقًا إلى اللاذقية غربًا، وذلك بعد أسابيع قليلة من بدء التحالف العربي الدولي ضد تنظيم داعش في سوريا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.