البنك الدولي يتوقع لتونس نمواً اقتصادياً بـ 3.5% هذه السنة

البنك الدولي يتوقع لتونس نمواً اقتصادياً بـ 3.5% هذه السنة
TT

البنك الدولي يتوقع لتونس نمواً اقتصادياً بـ 3.5% هذه السنة

البنك الدولي يتوقع لتونس نمواً اقتصادياً بـ 3.5% هذه السنة

توقع البنك الدولي أن تكون نسبة النمو الاقتصادي في تونس في حدود 3.5 في المائة خلال السنة الحالية، ليتراجع سنة 2023 إلى 3.3 في المائة فحسب، وهي أرقام تتجاوز التوقعات التي تضمنها قانون المالية التونسية، التي رجحت أن يكون النمو الاقتصادي خلال سنة 2022 في حدود 2.6 في المائة، وهي توقعات قد تكون أقرب للواقع في ظل الانكماش الاقتصادي وتراجع عمليات خلق الثروة.
وأكد البنك الدولي على التأثيرات السلبية التي خلفتها الجائحة على تونس، إذ أعاقت منذ منتصف السنة الماضية الانتعاش الاقتصادي نتيجة القيود التي فرضت على التنقل، بالإضافة إلى حالة من عدم اليقين بالنسبة للوضع السياسي.
وكان البنك الدولي قد توقع نسبة نمو اقتصادي في حدود 2.9 في المائة خلال كامل سنة 2021 في تونس، وهي نسبة يرى عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد والمالية أنها «مبالغ فيها» نتيجة الأداء الاقتصادي الضعيف لمعظم محركات الإنتاج، خاصة عائدات القطاع السياحي التي تدر قسما مهما من النقد الأجنبي، والتصدير الذي عانى خلال السنتين الماضيتين من عدة عراقيل، كما أن الاقتصاد التونسي غالبا ما يتأثر بالحركية الاقتصادية المسجلة في الفضاء الأوروبي الذي يستوعب نحو 70 في المائة من المبادلات التجارية المحلية.
وفي هذا الشأن، قالت جنات بن عبد الله الخبيرة الاقتصادية إن مثل هذه الأرقام تبقى في «باب التوقعات» حتى يقع تأكيدها تماشيا مع الظرف الاقتصادي المتذبذب. وأضافت أن الاقتصاد التونسي يتأثر بصفة مباشرة بأسعار النفط في السوق العالمية، وهي التي غالبا ما تخلف انعكاساتها على العجز التجاري الذي يشهده الاقتصادي التونسي، فقد بنت وزارة المالية التونسية ميزانية السنة الماضية على سعر مرجعي في حدود 45 دولارا، لكن اتضح أن هذا الرقم بعيد كل البعد عن الواقع، وخلال هذه السنة توقعت أن يكون سعر البرميل في حدود 75 دولارا، وهي معطيات أولية غير ثابتة، إذ إن بعض الخبراء يتوقعون أن تتجاوز أسعار النفط هذا الرقم بكثير وهو ما سينعكس سلبا على الوضع الاقتصادي في تونس على حد تعبيرها.
على صعيد آخر، كشف المعهد التونسي للإحصاء عن تفاقم العجز التجاري مع نهاية السنة الماضية ليبلغ نحو 16.2 مليار دينار تونسي، مقابل 12.7 مليار مع نهاية سنة 2020.
وارتفع العجز التجاري مع أربع دول، هي الصين وتركيا وروسيا والجزائر، فيما سجلت المبادلات التجارية التونسية فائضا ماليا إيجابيا مع فرنسا وألمانيا وليبيا. وتؤكد الأرقام التي قدمها المعهد أن إجمالي العجز التجاري مع الدول الأربع المذكورة قد بلغ نحو 12 مليار دينار، وهو ما يمثل نسبة 74 في المائة من العجز المسجل في تونس.



«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
TT

«إتش إس بي سي» ينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين

مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)
مقر بنك «إتش إس بي سي» في العاصمة البريطانية لندن (رويترز)

قالت مصادر مطلعة لـ«رويترز» إن بنك «إتش إس بي سي» سينسحب من أعمال بطاقات الائتمان في الصين بعد 8 سنوات من إطلاقها؛ حيث كافح البنك للتوسع وجعل المشروع مربحاً في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقالت 3 مصادر مطلعة مباشرة على الأمر إن البنك الذي يركز على آسيا، توقّف عن إصدار بطاقات جديدة، ويعمل على تقليص الخدمة المقدمة لجزء كبير من العملاء الصينيين. وقال اثنان منهم إن الإغلاق المخطط له يأتي بعد محاولات فاشلة لبيع الأعمال.

وقالت المصادر إن البنك الذي لا يزال في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط، قد يستمر في خدمة بطاقات الائتمان لشريحة صغيرة من العملاء «المميزين». وقال أحد المصادر إن عملاء بطاقات الائتمان «المستقلين» لدى البنك، أولئك الذين لا يستخدمون خدمات «إتش إس بي سي» المصرفية في الصين، لن يتمكنوا من تجديد بطاقاتهم عند انتهاء صلاحيتها، مضيفاً أن هؤلاء العملاء يشكلون جزءاً كبيراً من الأعمال في البلاد.

ويؤكد قرار الانسحاب، الذي لم يتم الإبلاغ عنه سابقاً، على التحديات التي يواجهها البنك في توسيع نطاق وجوده في الصين كجزء من تعهده بالتحول إلى آسيا وتعميق وجوده في الاقتصادات الإقليمية الرئيسية.

ورفضت المصادر الكشف عن هُويتها لأنها غير مخوّلة بالتحدث إلى وسائل الإعلام. وقال متحدث باسم الشركة لـ«رويترز»، دون الخوض في التفاصيل: «كجزء من خدماتنا المصرفية الخاصة المتميزة والعالمية في البر الرئيسي للصين، نواصل تقديم خدمات بطاقات الائتمان التي تركز على السفر الدولي وميزات نمط الحياة».

وتمثل هذه الخطوة تراجعاً عن طموح البنك في تنمية أعمال بطاقات الائتمان في الصين بسرعة بعد إطلاقها في أواخر عام 2016 كجزء من محوره الآسيوي وتوسيع خدماته المصرفية للأفراد وإدارة الثروات في الصين.

وتُظهر بيانات من إصدارات البنك أن «إتش إس بي سي»، الذي يقع مقره الرئيسي في لندن، والذي يحقق الجزء الأكبر من إيراداته في آسيا، كان لديه نحو مليون مستخدم لبطاقات الائتمان الخاصة به في الصين بحلول سبتمبر (أيلول) 2019.

وقال أحد المصادر إنه في غضون 18 شهراً من إطلاق الخدمة، شهد بنك «إتش إس بي سي» وصول الأعمال إلى 500 مليون دولار من الرصيد المستحق، قبل أن يتوقف النمو وتنخفض المعاملات بسبب عمليات الإغلاق الصارمة الناجمة عن كوفيد في الصين... ومنذ ذلك الحين، شدد المستهلكون الصينيون الإنفاق في ظل تباطؤ الاقتصاد، مما أدى إلى انكماش سوق بطاقات الائتمان بشكل أكبر.

ووفقاً لبيانات من «إنسايت آند إنفو كونسالتينغ»، نما إجمالي إصدار البطاقات في 6 سنوات متتالية ليصل إلى ذروة بلغت 800 مليون بطاقة في عام 2021، وانخفض إلى 767 مليون بطاقة بحلول عام 2023.

وقالت مصادر إن «إتش إس بي سي» واجه أيضاً منافسة شديدة وقيوداً تنظيمية في أعمال بطاقات الائتمان في الصين لم يواجهها من قبل في أسواق أخرى، مثل القواعد المتعلقة بتسعير أسعار الفائدة وكيفية تعامل البنوك مع التخلف عن السداد. وأضافوا أن هذه القيود، إلى جانب ارتفاع تكلفة اكتساب العملاء والاحتيال، قوضت آفاق الأعمال.

وبصرف النظر عن نظرائها المصرفيين الصينيين، تواجه البنوك الأجنبية مثل «إتش إس بي سي» أيضاً تحديات من المنصات الرقمية الصينية التي توسعت بسرعة لتقديم خدمات القروض الاستهلاكية بتكاليف أقل بشكل حاد. ولا تقدم سوى حفنة من البنوك الأجنبية خدمات بطاقات الائتمان في الصين، بما في ذلك «ستاندرد تشارترد» وبنك شرق آسيا.

كما يراجع بنك «إتش إس بي سي» النفقات والضوابط التشغيلية في أعمال الثروة الرقمية الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى تسريح العمال، حسبما ذكرت «رويترز»، الشهر الماضي.

وتُعد منطقة الصين الكبرى، التي تضم هونغ كونغ وتايوان، أكبر مصدر للدخل للمجموعة، لكن الصين هي السوق الوحيدة عالمياً التي لم تحقق فيها أعمال الثروة والخدمات المصرفية الشخصية في «إتش إس بي سي» أرباحاً بعد. وفي النصف الأول من عام 2024، أعلنت الوحدة عن خسارة قدرها 46 مليون دولار مقارنة بـ90 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي.