المغرب إلى ثمن النهائي... ومصر لتصحيح المسار على حساب غينيا بيساو

تعادل السنغال وغينيا يعزز آمالهما في العبور للدور الثاني لكأس أمم أفريقيا... والسودان في اختبار صعب أمام نيجيريا اليوم

المغربي زكريا أبو خلال (يسار) يراقب تسديدته وهي في طريقها لمرمى حارس جزر القمر (رويترز)
المغربي زكريا أبو خلال (يسار) يراقب تسديدته وهي في طريقها لمرمى حارس جزر القمر (رويترز)
TT

المغرب إلى ثمن النهائي... ومصر لتصحيح المسار على حساب غينيا بيساو

المغربي زكريا أبو خلال (يسار) يراقب تسديدته وهي في طريقها لمرمى حارس جزر القمر (رويترز)
المغربي زكريا أبو خلال (يسار) يراقب تسديدته وهي في طريقها لمرمى حارس جزر القمر (رويترز)

ضمن المغرب مقعده في ثمن النهائي إثر انتصاره على جزر القمر 2 - صفر أمس بالجولة الثانية للمجموعة الثالثة، فيما خطا الجاران السنغالي والغيني خطوة كبيرة نحو الدور الثاني بتعادلهما سلباً ضمن منافسات المجموعة الثانية بنهائيات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقامة حاليا في الكاميرون والتي تشهد اليوم مباراتين حاسمتين للمنتخبين المصري والسوداني ضد غينيا بيساو ونيجيريا بالمجموعة الرابعة.
في ياوندي اكتفى المغرب بهز شباك جزر القمر مرتين وأهدر كثيرا من الفرص، منها ركلة جزاء، وضمن بطاقة العبور إلى ثمن النهائي بتصداره المجموعة الثالثة بست نقاط، بينما تجرع منتخب جزر القمر الهزيمة الثانية تواليا ليظل في المركز الرابع والأخير.
أجرى الصربي (الفرنسي الجنسية) وحيد خليلوديتش مدرب المغرب ثلاثة تغييرات على التشكيلة الأساسية التي فازت 1 - صفر على غانا في المباراة الأولى بالدفع بسفيان أمرابط و وأيوب الكعبي وطارق تيسودالي مكان سامي مايي وزكريا أبو خلال و عز الدين أوناحي.
وأثمر ضغط منتخب أسود الأطلس افتتاح التسجيل بعد مرور 16 دقيقة عن طريق سليم أملاح لاعب ستاندار لييغ البلجيكي إثر دربكة في دفاع جزر القمر. وتواصل الضغط المغربي وارتطمت ضربة رأس للمدافع نايف أكرد في الدقيقة 37 بالعارضة، بعدها أضاع الكعبي فرصة منفردا. ودفع مدرب المغرب بالثلاثي يوسف نصيري وفيصل فجر وزكريا أبو خلال بالشوط الثاني، وحصل الأخير على ركلة جزاء في الدقيقة 83 لكن تسديدة نصيري تصدى لها الحارس سالم بن بوينا الذي كان أبرز لاعب باللقاء تصدى لها.
وبعد الحظ العاثر والتسرع أضاف البديل أبو خلال الهدف الثاني قبل دقيقة من النهاية بعد الاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد، ليضمن المغرب تأهله للدور المقبل مهما كانت نتائج باقي مباريات المجموعة.
وعزز المنتخبان السنغالي والغيني موقعهما في صدارة المجموعة الثانية برصيد أربع نقاط لكل منهما إثر تعادلهما أمس سلبيا، وبعد فوز الأول على زيمبابوي، والثاني على مالاوي بنتيجة واحدة 1 - صفر بالجولة الاولى. وجدد منتخب مالاوي آماله بانتصاره الثمين على زيمباوي 2 - 1 امس ليحصد 3 نقاط قد تفيده في حصد مركز ضمن أفضل ثوالث بالمجموعات الست.
وتقاسم المنتخبان السنغالي والغيني السيطرة على شوطي المباراة، فكانت الأفضلية لغينيا في الشوط الأوّل والسنغال في الثاني دون أن ينجح أي منهما في هز الشباك.
وفي اللقاء الآخر قلبت مالاوي تخلفها بهدف سجله إسماعيل وادي لزيمبابوي في الدقيقة 38، إلى فوز بفضل ثنائية غابادينيو مهانغو في الدقيقتين 43 و58.
ويلتقي منتخب مالاوي في الجولة الأخيرة مع نظيره السنغالي، فيما يلعب زيمبابوي مع غينيا.
(مصر والسودان لإنعاش آمالهما)
يتطلع المنتخبان المصري والسوداني لإنعاش آمالهما في التأهل للأدوار الإقصائية عندما يخوضان، اليوم، مواجهتين متفاوتتي القوة، سهلة على الورق للأول ضد غينيا بيساو، وصعبة للثاني ضد نيجيريا في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الرابعة.
ويتصدر المنتخب النيجيري ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، عقب فوزه 1 - صفر على نظيره المصري (الثلاثاء)، فيما يتقاسم منتخبا السودان وغينيا بيساو المركز الثاني برصيد نقطة واحدة، عقب تعادلهما من دون أهداف.
وتنص لائحة البطولة على تأهل متصدر ووصيف كل مجموعة لدور الـ16، بالإضافة لأفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست بالدور الأول.
وينتظر المنتخب المصري المزيد من نجمه محمد صلاح أمام غينيا بيساو التي تقام في مدينة غاروا الشمالية حيث يحاول الفراعنة أصحاب الرقم القياسي في عدد الألقاب في العرس القاري (7 مرات) استعادة التوازن بعد الخسارة المخيبة أمام نيجيريا بالجولة الأولى.
وظهر المنتخب المصري بمستوى مخيب أمام نيجيريا، ما أدى إلى تعرضه للخسارة الأولى في دور المجموعات منذ 18 عاما وتحديداً منذ عام 2004 في تونس عندما سقطت أمام الجزائر 1 - 2 في الجولة الثانية.
ومنذ تلك الهزيمة، لم تخسر مصر في 16 مباراة توالياً (12 فوزاً و4 تعادلات) قبل السقوط أمام نيجيريا، الثلاثاء.
وكان صلاح، نجم ليفربول، معزولاً في خط الهجوم بعدما أشركه مدرب الفراعنة البرتغالي كارلوس كيروش، في مركز قلب الهجوم بدلاً من مكانه الاعتيادي كجناح أيمن حيث يُبلي البلاء الحسن ويفرض نفسه أحد أفضل اللاعبين في العالم.
لكن صلاح البالغ من العمر 29 عاماً والذي سجل 54 هدفاً لليفربول منذ بداية الموسم الماضي، يعاني للوصول إلى نفس المستويات مع منتخب بلاده، فهو لم يسجل أي هدف لمصر في المباريات الست الأخيرة بعدما صام عن التهديف في التصفيات المؤهلة لمونديال 2022 حيث تصدرت مصر المجموعة السادسة وبلغت الدور الفاصل الذي تُجرى قرعته في 22 الحالي.
ويدرك البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر، الذي تولى المسؤولية في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلفاً للمحلي حسام البدري، أن تحقيق نتيجة أخرى بخلاف الفوز، سيزيد من حدة الانتقادات الموجهة إليه.
واعترف كيروش بأن مصر بحاجة إلى رفع مستواها. وقال المدرب السابق لريال مدريد الإسباني بعد الخسارة أمام نيجيريا: «أداؤنا في الشوط الأول كان فقيراً للغاية، هذه الحقيقة. لم نكن موجودين على أرضية الملعب. بدأنا نلعب في الشوط الثاني... لم يكن هناك سبب لهذا الإخفاق والخسارة أمام نيجيريا».
وأضاف: «لقد خسرنا هذه المباراة لكن هناك 6 نقاط يجب أن نجمعها في المباراتين أمام غينيا بيساو والسودان لنتأهل إلى الدور القادم».
وتبدو حظوظ مصر كبيرة لتخطي عقبة غينيا بيساو التي تخوض النهائيات للمرة الثالثة على التوالي لكنها لم تفز بعد بأي مباراة في العرس القاري. وتعول مصر كثيراً على تألق نجمها صلاح المرشح لجائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
وقال صلاح في وقت سابق هذا الأسبوع: «لا أعتقد أننا المنتخب المرشح الأول (للفوز) بهذه البطولة، لكننا نبذل قصارى جهدنا للفوز بها. لدينا مدرب جيد ومجموعة جيدة جداً لعبوا للمنتخب الوطني لمدة 10 أو 11 عاماً حتى الآن، نريد أن نقدم أفضل ما لدينا ونأمل أن نفوز».
وفي المجموعة ذاتها، تسعى نيجيريا لحسم تأهلها مبكراً عندما تلاقي السودان في غاروا أيضاً.
وقدم المنتخب النيجيري أحد أفضل العروض في البطولة عندما تغلب على الفراعنة في الجولة الأولى، ويبدو مرشحاً فوق العادة لتحقيق الفوز الثاني توالياً على حساب السودان الذي أفلت من الخسارة أمام غينيا بيساو في الجولة الأولى وخرج بنقطة ثمينة.
وقال مدربه المؤقت أوغوستين إيغوافون: «نتعامل مع أي مباراة كأنها نهائية. نركز الآن في الفوز على السودان، ولا نريد التفكير في أي أرقام قياسية أو كيف سنخوض المباراة الثالثة. يجب أن نتعامل مع الأمر على هذا النحو».
من جهته، قال مهاجم ليستر سيتي الإنجليزي كيليتشي إيهيناتشو، مسجل هدف الفوز على مصر: «سنقدم أفضل ما عندنا للفوز بجميع المباريات».
وهي المواجهة الثالثة بين نيجيريا والسودان في الكأس القارية، حيث حسم الأخير الأولى برباعية نظيفة عام 1963، وثأرت الأولى 1 - صفر في نسخة عام 1976.
ويخوض منتخب السودان الملقب بـ«صقور الجديان» المباراة في غياب مهاجمه محمد عبد الرحمن بداعي الإصابة التي تعرض لها أمام غينيا بيساو. وقال مدربه برهان تيه: «نريد الخروج بنتيجة إيجابية أمام نيجيريا لنُبقي على حظوظنا في البطولة. منتخب نيجيريا منظم وظهر بمستوى جيد أمام مصر، لكنّ ذلك لن يمنعنا من القتال والحصول على نتيجة إيجابية».
وأضاف: «كلنا ثقة باللاعبين وعزيمة شبابنا، سيقدمون مباراة جديدة مثلما ظهروا بأداء مبشر أمام غينيا بيساو، وسنقدم العرض الطيب وسنستمر في البطولة إلى أن نحقق هدفنا».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».