اختبار صعب لإنتر «المتصدر» أمام أتالانتا... ويوفنتوس يواجه أودينيزي

لاعبو الإنتر يدخلون مواجهة أتالانتا منتشين بالتتويج بكأس السوبر (أ.ب)
لاعبو الإنتر يدخلون مواجهة أتالانتا منتشين بالتتويج بكأس السوبر (أ.ب)
TT

اختبار صعب لإنتر «المتصدر» أمام أتالانتا... ويوفنتوس يواجه أودينيزي

لاعبو الإنتر يدخلون مواجهة أتالانتا منتشين بالتتويج بكأس السوبر (أ.ب)
لاعبو الإنتر يدخلون مواجهة أتالانتا منتشين بالتتويج بكأس السوبر (أ.ب)

يخوض إنتر ميلان المتصدر وحامل اللقب اختباراً صعباً، غداً، عندما يحل ضيفاً على جاره أتالانتا الرابع في قمة المرحلة الثانية والعشرين بالدوري الإيطالي لكرة القدم.
ويدخل إنتر ميلان المباراة منتشياً بتتويجه بكأس السوبر المحلية على حساب غريمه التقليدي يوفنتوس 2 – 1، بعد وقت إضافي، وهو اللقب الأول لمدربه الجديد سيموني إينزاغي خليفة أنطونيو كونتي المنتقل إلى تدريب توتنهام الإنجليزي.
وقال إينزاغي عقب التتويج: «كنا نرغب في الفوز بهذه الكأس بأي ثمن، لأنها غابت عن الإنتر منذ 2010... 12 عاماً كانت طويلة جداً بالنسبة لهذا النادي وجماهيره».
ويهيمن إنتر ميلان على ترتيب الدوري برصيد 49 نقطة من 15 فوزاً وأربعة تعادلات وخسارة واحدة فقط وكانت على أرض فريق مدربه الحالي لاتسيو 1 - 3 في الملعب الأولمبي في روما في 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في المرحلة الثامنة، حافظ بعدها على سجله خالياً من الهزائم في 12 مباراة متتالية حقق خلالها 10 انتصارات آخرها على لاتسيو بالذات 2 - 1 الأحد الماضي، في المرحلة الحادية والعشرين.
ويعول إنتر ميلان الذي يملك مباراة مؤجلة على خط هجومه الأفضل في الدوري حتى الآن برصيد 51 هدفاً بقيادة الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز صاحب 11 هدفاً والبوسني أدين دزيكو صاحب ثمانية أهداف، فضلاً عن خط دفاعه الثاني هذا الموسم بعدما استقبلت شباكه 16 هدفاً فقط بفارق هدف واحد خلف نابولي الذي اهتزت شباكه 15 مرة.
وعلق إينزاغي على الترسانة الهجومية التي يملكها والتي لا يلعب أغلبها أساسياً على غرار التشيلي أليكسيس سانشيز صاحب هدف الفوز في مرمى يوفنتوس، قائلاً: «الكل يريد أن يلعب، هذا أمر طبيعي. (روبرتو) غاليارديني الذي كان أحد أفضل اللاعبين ضد لاتسيو، لم يلعب ولو دقيقة ضد يوفنتوس. لدي مهاجمون في حالة جيدة، ولا بد لي من الاختيار. لكن الشيء المهم هو الاستمرار على هذا النحو».
لكن مهمة إنتر ميلان لن تكون سهلة أمام أتالانتا الذي أرغمه على التعادل 2 - 2 في مباراتهما ذهاباً على ملعب «جوزيبي مياتسا» في ميلانو 25 سبتمبر (أيلول) الماضي.
ويتخلف أتالانتا بفارق ثماني نقاط عن الإنتر، ويملك بدوره مباراة مؤجلة، وهو ثاني الفرق أقل هزائم حتى الآن في الدوري مع ثلاث مباريات إلى جانب ميلان ثاني الترتيب بفارق نقطة واحدة خلف جاره الإنتر.
وحقق أتالانتا 12 فوزاً حتى الآن هذا الموسم آخرها كان ساحقاً على حساب مضيفه أودينيزي 6 - 2 في المرحلة الحادية والعشرين.
ويدخل أتالانتا المباراة منتشياً بدوره ببلوغه الدور ربع النهائي لمسابقة الكأس المحلية، حيث كان أول الفرق التي تخطت ثمن النهائي بفوزه على فينيتسيا 2 – صفر، الأربعاء، قبل أن يلحق به، الخميس، ميلان بفوزه على جنوا 3 – 1، بعد وقت إضافي (الوقت الأصلي 1 - 1)، وفيورنتينا بتغلبه على مضيفه نابولي 5 - 2 بعد وقت إضافي أيضاً (الوقت الأصلي 2 - 2).
ويدرك أتالانتا جيداً أهمية النقاط الثلاث لمواجهة الإنتر كونه يواجه ضغطاً كبيراً من يوفنتوس الخامس بفارق ثلاث نقاط، الذي يملك فرصة اللحاق بممثل برغامو عندما يستضيف أودينيزي اليوم في افتتاح المرحلة.
ويأمل يوفنتوس في نسيان خيبة كأس السوبر والبناء على فوزه المثير على مضيفه روما 4 - 3 في الدوري، الأحد الماضي، عندما يلاقي أودينيزي الذي تعادل معه ذهاباً 2 - 2 بالمرحلة الأولى. ويخوض ميلان اختباراً سهلاً أمام ضيفه سبيتسيا السادس عشر، الاثنين، في ختام المرحلة وعينه على قمة أتالانتا وإنتر على أمل انتهائها بالتعادل للانقضاض على الصدارة.
وسيكون نابولي بدوره مطالباً بنسيان خروجه المخيب من مسابقة الكأس عندما يحل ضيفاً على بولونيا الثالث عشر الاثنين أيضاً.
ويلعب اليوم أيضاً سمبدوريا مع تورينو، وساليرنيتانا مع لاتسيو، وغداً ساسوولو مع فيرونا، وفينيتسيا مع إمبولي، وروما مع كالياري، والاثنين فيورنتينا مع جنوا.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.