جون أوبيكا: ما زلت أحلم باللعب مع توتنهام

بعد انتقاله من الفريق اللندني ولعبه مع 11 نادياً على سبيل الإعارة وعودته منافساً مع موركامب

أوبيكا يتحكم في الكرة خلال مواجهة موركامب وتوتنهام في الجولة الثالثة من كأس إنجلترا (أ.ب)
أوبيكا يتحكم في الكرة خلال مواجهة موركامب وتوتنهام في الجولة الثالثة من كأس إنجلترا (أ.ب)
TT

جون أوبيكا: ما زلت أحلم باللعب مع توتنهام

أوبيكا يتحكم في الكرة خلال مواجهة موركامب وتوتنهام في الجولة الثالثة من كأس إنجلترا (أ.ب)
أوبيكا يتحكم في الكرة خلال مواجهة موركامب وتوتنهام في الجولة الثالثة من كأس إنجلترا (أ.ب)

في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ مشجعو توتنهام المتحمسون يدركون أن شيئاً مميزاً كان يحدث في أكاديمية الناشئين بالنادي. وبينما بدأ الفريق الأول في استعادة توازنه تحت قيادة المدير الفني آنذاك هاري ريدناب، كان توتنهام من وراء الكواليس يُجهّز بهدوء واحداً من أكثر الأجيال الواعدة من اللاعبين الناشئين الذين رآهم النادي منذ سنوات عديدة.
فإذا تحدثت إلى الأشخاص الذين يميلون إلى معرفة مثل هذه الأشياء التي تحدث خلف الكواليس بالداخل، كنت ستسمعهم يشيدون بريان ماسون ويقولون، إنه يلعب خلف المهاجم الصريح، لكنه يسجل الكثير من الأهداف ويلعب من أجل المتعة فقط. وكانوا يعبّرون عن إعجابهم بداني روز، ذلك الجناح الأيسر القادم من ليدز، والذي يمتلك سرعة فائقة، بالإضافة إلى أندروس تاونسند، جناح آخر يلعب بالقدم اليسرى ويمتاز بالتنظيم الشديد والقدرة على التسديد القوي. وكانوا يقولون أيضاً إن هناك مهاجماً فذاً يلعب في فريق النادي تحت 18 عاماً يدعى هاري كين سيكون له شأن كبير في عالم كرة القدم.
وقال جون ماكديرموت، المدير الفني لأكاديمية الناشئين بالنادي آنذاك والذي يشغل الآن منصب المدير الفني للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم «كانت هذه هي المجموعة الأكثر موهبة وإثارة من اللاعبين الذين عملت معهم».
لكن إذا سألت المتابعين المنتظمين لفرق الشباب في توتنهام في عام 2008 أو 2009 عن أي من المهاجمين بالنادي سينتهي بهم الأمر إلى اللعب بقميص المنتخب الإنجليزي، فإن معظمهم لن يقولوا هاري كين، لكنهم سيذكرون اسم المهاجم القوي جون أوبيكا، الذي كان أفضل هداف في أكاديمية الناشئين بالنادي، والحائز جائزة المشجعين لأفضل لاعب شاب، والذي مثّل المنتخب الإنجليزي تحت 19 عاماً، وكان على وشك الانضمام إلى الفريق الأول. نعم، لقد كان الجميع متفقين إلى حد كبير على أن أوبيكا كان نجماً لامعاً في طور التكوين، وأن كل ما يحتاج إليه فقط هو الحصول على فرصة لإظهار قدراته وإمكانياته الكبيرة.
يبلغ أوبيكا الآن من العمر 31 عاماً، لكنه لم يصبح نجماً لامعاً، على الأقل ليس على المستوى الذي توقعه الكثيرون في ملعب «وايت هارت لين». لعب أوبيكا مع تشارلتون وبرايتون في دوري الدرجة الأولى، ثم سويندون تاون وأكسفورد في دوري الدرجة الثانية، قبل أن ينتقل في نهاية المطاف إلى ناديه الحالي، موركامب، بعد فترة ناجحة في أسكوتلندا مع نادي سانت ميرين. لكنه لم يحظ أبداً بمثل هذه الفرصة في توتنهام، على الأقل حتى الآن.
ومنذ اللحظة التي اتضح فيها أن موركامب سيواجه توتنهام في الجولة الثالثة لكأس الاتحاد الإنجليزي، بدأ الحديث يدور عن أوبيكا ومواجهته لناديه السابق. انضم أوبيكا إلى موركامب، الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، الصيف الماضي وقضى معظم فترات الموسم يتعافى من إصابة خطيرة في أوتار الركبة. لكنه شارك مع موركامب ضد ناديه السابق توتنهام، الذي انضم إليه وهو في العاشرة من عمره ويحتفظ بالكثير من الذكريات الجيدة للفترة التي قضاها هناك. يقول أوبيكا «كنت أتمنى الحصول على بعض الفرص لإظهار موهبتي».
لقد كان من الصعب للغاية على أي لاعب شاب بأكاديمية الناشئين بتوتنهام أن يتم تصعيده للمشاركة مع الفريق الأول آنذاك، حيث كان هاري ريدناب قد قاد النادي للتو للتأهل لدوري أبطال أوروبا للمرة الأولى، وكانت الروح المعنوية عالية للغاية، وكان أوبيكا يتدرب يومياً مع لاعبين من الطراز العالمي مثل غاريث بيل، ولوكا مودريتش، ورافائيل فان دير فارت.
وقرب نهاية موسم 2008 – 2009، شارك أوبيكا للمرة الأولى والأخيرة في التشكيلة الأساسية للفريق الأول لتوتنهام، وكان ذلك في كأس الاتحاد الأوروبي أمام شاختار دونيتسك، الذي كان يضم في صفوفه آنذاك ويليان وفرناندينيو. قدم أوبيكا أداءً جيداً، لكن هذه الأوقات لم تكن مناسبة تماماً لمشاركة أوبيكا مع الفريق الأول، حيث كان النادي يمتلك ميزانية كبيرة للتعاقدات الجديدة، وكان سقف الطموح مرتفعاً للغاية، وكان ريدناب يفضل الاعتماد على لاعبين أصحاب خبرات كبيرة من الطراز العالمي. لذلك؛ تعاقد توتنهام مع بيتر كراوتش في صيف 2009 لينضم إلى كل من جيرمين ديفو وروبي كين ورومان بافليوتشينكو في خط الهجوم. وفي عام 2011 ضم النادي أيضاً إيمانويل أديبايور.
في غضون ذلك، وجد أوبيكا نفسه في حلقة مفرغة من الخروج من النادي على سبيل الإعارة، حيث انتقل إلى 11 نادياً في غضون خمسة مواسم فقط، بما في ذلك أندية يوفيل وميلوول وكريستال بالاس وبيتربورو. وفي كل مرة يعود فيها إلى توتنهام على أمل المشاركة في التشكيلة الأساسية للفريق كان يجد طريقه مسدودة نتيجة التعاقد مع لاعبين جدد. لكن أوبيكا يعترف بأنه كان يجب أن يكون أكثر شجاعة وثقة في نفسه.
ويقول «أنا دائماً ما أنتقد نفسي كثيراً. وهناك دائماً أشياء كان بإمكاني القيام بها بشكل أفضل، سواء كان الأمر يتعلق بطلب الحصول على بعض الفرص أو إثبات نفسي بشكل أفضل. لذلك في عام 2014، وبينما كان توتنهام يستعين بخدمات مدير فني شاب ذو تفكير هجومي يُدعى ماوريسيو بوكيتينو، انتقل أوبيكا البالغ من العمر 23 عاماً آنذاك إلى سويندون تاون». يقول أوبيكا عن ذلك «أي لاعب شاب يرغب بشدة في المشاركة في المباريات. عندما انتقلت إلى سويندون تاون سألت نفسي عما إذا كان من الجيد الانتقال إلى هذا العدد الكبير من الأندية على سبيل الإعارة، لكن كان يتعين علي أن أثق في الطريقة التي كان يعمل بها النادي».
وبعد ما يقرب من 250 مباراة مع سويندون تاون وأكسفورد وسانت ميرين وموركامب كمهاجم قوي بدنياً ويمتلك مهارات جيدة والقدرة على الاحتفاظ بالكرة، لا يمكننا أن ندعي أن مسيرته في عالم كرة القدم لم تكن جيدة. يقول ستيفن روبنسون، المدير الفني لأوبيكا في نادي موركامب والذي سبق له أن لعب أيضاً في أكاديمية الناشئين بنادي توتنهام في التسعينات من القرن الماضي «جون أوبيكا هو أحد ألطف اللاعبين الذين قابلتهم في عام كرة القدم».
ويضيف «لقد أصيب في أول مباراة له معنا خلال الاستعدادات للموسم الجديد، وشارك في أول مباراة قبل ثلاثة أسابيع فقط وسجل هدفاً في المباراة التي حققنا فيها الفوز على دونكاستر بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. لم أر قط لاعباً يعمل بهذه الجدية خارج الملعب لتحسين لياقته البدنية. من الجيد أن نرى عودة أحد اللاعبين الجيدين، وستكون هذه مناسبة رائعة بالنسبة له». لقد تغير الكثير من الأمور في توتنهام في السنوات الثماني التي تلت رحيل أوبيكا، لكن بعض الأشياء الأخرى لم تتغير.
ولا يزال بريان ماسون، الذي أصبح الآن مساعد مدرب للفريق الأول، صديقاً مقرباً، ولا يزال أوبيكا على اتصال ببعض أعضاء الفريق الطبي والعاملين بأكاديمية الناشئين بتوتنهام ويحلم باللعب يوماً مع توتنهام.
وهكذا عاد أوبيكا إلى توتنهام مرة أخرى - في المباراة التي فاز فيها توتنهام على موركامب بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد في كأس الاتحاد الإنجليزي – من دون أي شعور بالمرارة، لكن ربما كان يسعى لإثبات أنه كان يستحق الحصول على فرصة مع السبيرز. وطوال السنوات التي قضاها هناك، والعمل الذي قام به، لم يتمكن أوبيكا أبداً من ترك بصماته مع الفريق الأول للنادي الذي انضم إليه وهو طفل صغير.
وبالتالي، كان يمني أوبيكا نفسه بأن يسجل هدفاً ويطيح توتنهام من كأس الاتحاد الإنجليزي ليثبت أن النادي اللندني كان مخطئاً عندما تخلى عن خدماته في السابق، لكن الأمور لم تسر كما يريد هذه المرة أيضاً وحقق توتنهام الفوز وأطاح أوبيكا وفريقه من البطولة.



بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟