ظافر العابدين: متحمس لإخراج أفلام لست بطلها

كشف لـ «الشرق الأوسط» عن وجود مفاجآت بـ«عروس بيروت 3»

العابدين في لقطة من مسلسل «عروس بيروت»
العابدين في لقطة من مسلسل «عروس بيروت»
TT

ظافر العابدين: متحمس لإخراج أفلام لست بطلها

العابدين في لقطة من مسلسل «عروس بيروت»
العابدين في لقطة من مسلسل «عروس بيروت»

قال الفنان التونسي ظافر العابدين، إنه يترقب عرض الموسم الثالث من مسلسل «عروس بيروت» بعد تحقيقه مشاهدات واسعة في جزئيه السابقين، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن دراما العمل تسمح بتقديم جزء ثالث منه، وأن سيناريو الحلقات يتميز بتطرقه إلى أبعاد وتطورات جديدة في حياة أبطاله، كما ينتظر العابدين أيضاً عرض الفيلم المصري «العنكبوت» الذي يشارك في بطولته أمام الفنان المصري أحمد السقا ومنى زكي.
ويبدأ عرض الحلقات الجديدة من مسلسل «عروس بيروت» 22 يناير (كانون الثاني) الجاري، على منصة «شاهد»، قبل أن يتم بثه عبر قناة «إم بي سي4».
ويقول الفنان التونسي عن «عروس بيروت»: «هذا عمل سعدت به للغاية، وفاجأني النجاح الكبير الذي حققه في جزئيه الأول والثاني»، مشيراً إلى أن «الجزء الثالث يتضمن كثيراً من المفاجآت الدرامية، وقد عاونني كل فريق العمل في إتقان اللهجة اللبنانية منذ بدأنا تصوير أولى حلقاته».
وينتظر العابدين خلال الفترة المقبلة عرض فيلم «العنكبوت» الذي تدور أحداثه في قالب من الأكشن والرومانسية والتشويق، ويجسد من خلاله شخصية شقيق أحمد السقا، الذي يقوم بأعمال غير مشروعة تدفعه للدخول في صراعات مع رجال المافيا، وهو من إخراج أحمد نادر جلال، ويشير الفنان التونسي إلى حرصه على التنوع في أدواره، ويعلق قائلاً: «من المهم بالنسبة للممثل أن يقدم تنويعات مختلفة في الشخصيات التي يقدمها، وهذا ما أتاحه لي فيلم (العنكبوت) مع نجمين كبيرين مثل السقا ومنى زكي، كما سعدت كثيراً بالعمل مع المخرج أحمد نادر جلال».
وحقق ظافر العابدين خطوة مهمة في مسيرته الفنية خلال عام 2021 حيث فاجأ الجمهور بأول فيلم يحمل توقيعه كمخرج، ولعب بطولته وشارك في كتابته وإنتاجه أيضاً، وجسد من خلاله أزمة «حبيب» الذي يعمل محامياً في مجال حقوق الإنسان، يواجه أزمة تعصف بحياته ويطارده ماضيه السياسي خلال حكم الديكتاتورية في تونس قبل الثورة، ويطرح من خلال فيلم «غدوة» في النهاية سؤالاً حول مدى نجاح «ثورة الياسمين».
ويفسر العابدين سبب إقدامه على خطوة الإخراج في هذا التوقيت، قائلاً: «حلم الإخراج يراودني منذ فترة طويلة، وقد عملت كمساعد مخرج منذ بدايتي الفنية لمدة عام ونصف، وكتبت سيناريو لفيلم سابق، وأقدمت على ذلك عندما شعرت أن الظروف مواتية».
ويضيف: «(غدوة) يراهن على المستقبل، وأن كل ليل يعقبه نهار مشرق من جديد، والعمل يطرح جانباً إنسانياً مهماً، من خلال علاقة أب بابنه، وهي قصة استلهمتها من الواقع، وفجرها عندي مرض شقيقي حاتم بالسرطان، وكان ذلك أمراً مؤلماً حقاً».
ويوضح العابدين: «التصوير جاء في ذروة انتشار وباء كورونا بتونس، كما رافق التحضير وفاة والدتي رحمها الله، وكان هذا بمثابة صدمة لي، إلا أن فريق الفيلم كان لديه طموح لاستكمال العمل وتوصيل الفكرة للمشاهد بأفضل شكل».
ورغم الحفاوة الكبيرة التي قوبل بها الفيلم في مهرجاني القاهرة والبحر الأحمر، فقد تم استبعاده من المشاركة في أيام قرطاج السينمائية، ما أصاب بطله بدهشة كبيرة، ويسترسل بنبرة حزن، قائلاً: «لا أعرف لماذا تم استبعاده من قرطاج، والفيلم في النهاية للجمهور، وهو الذي يحكم عليه، وسوف يطرح في دور العرض التونسية بعد أن ينهي جولته في عدد من المهرجانات».
يؤدي العابدين من خلال «غدوة» شخصية عاشت ظروفاً خاصة، وتعاني اضطراباً نفسياً، وقد استلزم ذلك مقابلة شخصيات من الواقع، مثلما يشير: «تشبعت بشخصية حبيب طويلاً في كل مراحل الفيلم، منذ أن كان فكرة، وخلال كتابة السيناريو وفترات التحضير الطويلة التي مررنا بها، كما أنني التقيت بشخصيات واقعية مرت بالظروف نفسها».
جمع الفنان التونسي بين الإخراج والتمثيل والتأليف والمشاركة في الإنتاج، وهو ما يعلق عليه قائلاً: «لكل عمل متطلباته، فالتحضير قبل التصوير كان مهماً للغاية، وبالنسبة للإخراج فقد اشتغلت كذلك على كل التفاصيل، وهو ما سهل علي الأمر كثيراً، ولم أشعر بأي ارتباك، بالعكس كانت الكواليس طيبة، والتصوير يتم بشكل ميسر كما خططنا، وقد استمتعت شخصياً بكل المراحل».
ويقف النجم التونسي حالياً بين نارين، حماسه للإخراج، وحبه للتمثيل، وعن ذلك يقول: بالتأكيد أحب إخراج أفلام يلعب بطولتها ممثلون آخرون بشرط التحمس لها، وأن تضيف لي على مستوى الإخراج، وتكون قريبة من قلبي، والأهم عندي أن تلامس الناس، وهناك موضوعات مهمة أتحمس كمخرج لها وأجهز لتنفيذها، كما أنني أحب التمثيل وهو مهنتي الأولى، وأسعى لاستكمال مسيرتي به، وأتطلع لمواصلة الاثنين معاً كلما أمكن ذلك.



عادل كرم لـ«الشرق الأوسط»: لم أطو صفحة الكوميديا وأنتظر العرض المناسب

يؤكد كرم على أن التمثيل هو شغفه الأول والأخير على اختلاف أنواعه (الشرق الأوسط)
يؤكد كرم على أن التمثيل هو شغفه الأول والأخير على اختلاف أنواعه (الشرق الأوسط)
TT

عادل كرم لـ«الشرق الأوسط»: لم أطو صفحة الكوميديا وأنتظر العرض المناسب

يؤكد كرم على أن التمثيل هو شغفه الأول والأخير على اختلاف أنواعه (الشرق الأوسط)
يؤكد كرم على أن التمثيل هو شغفه الأول والأخير على اختلاف أنواعه (الشرق الأوسط)

ينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر عرض مسرحية «خيال صحرا» للثنائي التمثيلي جورج خباز وعادل كرم. تبدأ العروض في شهر أغسطس (آب) المقبل لتستمر حتى نهايته، إمكانية تمديدها واردة، كذلك قيامها بجولة عربية وأجنبية، فقد وضع منتجها طارق كرم خطة عمل مدروسة لها.

وفي مؤتمر صحافي عقد في «كازينو لبنان»، تضمن لقاء أهل الصحافة مع بطلي المسرحية، تم تقديم درع لكل منهما، تقديراً لمسيرتهما الفنية. التقت «الشرق الأوسط» الممثل عادل كرم، وتحدث عن أهمية هذه التجربة بالنسبة له، وعما حمله له هذا التعاون على الصعيد المهني.

يشير كرم في سياق حديثه إلى أنه من الممثلين الذين يراقبون كل تفصيل أثناء مشاركته في عمل ما. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «عندما أدخل عملاً ما أركز على كل شاردة وواردة فيه من باب الاطلاع. لست من الممثلين الذين يتكلون فقط على أدائهم. يهمني كثيراً أن يتم تنفيذ العمل بالشراكة مع باقي الفريق. أستمع للآخر وأصغي إليه، كما لا أتوانى عن إعطاء ملاحظاتي».

سبق وتعاون كرم مع جورج خباز في عدة أعمال بينها الفيلم السينمائي «أصحاب ولا أعز»، يومها جرى تقارب بينهما فأسهم في بلورة أفكار كل منهما تجاه الآخر. واليوم يطلّان معاً في «خيال صحرا». وهي مسرحية تحمل نصاً مختلفاً عما سبق وقدمه جورج خباز في مسرحيات سابقة كتبها.

ويصف عادل كرم المسرحية بأنها تشبه قطعة فنية رفيعة المستوى، وتصلح كي تعرض في متحف أو مكتبة تجمع أعمالاً فنية تخرج عن المألوف. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «إنها تشكل محطة مضيئة في مشواري المهني أعوّل عليها الكثير. لا أريد أن أبالغ في كلامي كي لا أعتبر نجاحها مضموناً مائة في المائة، ولكنني أتوقع لها الصدى الطيب. وبالنسبة لي أعتبرها وساماً يشرفني وأعلقه على صدري. هي رحلة مع الفن لا تشبه ما سبقها معي. عندما أتوجه إلى مكان التمرينات اليومي أذهب مفعماً بشغف كبير، وكأني سأتابع واحداً من الصفوف الدراسية التي أعشقها».

يقول كرم إنه يستمتع في هذا العمل ويشعره بلذة المسرح الحقيقي. «أعتبر جورج خباز أستاذاً مسرحياً كبيراً. وعندما عرض علي فكرة مشاركته المسرحية لم أتردد بتاتاً. وهذه الرحلة من أجمل ما قمت به في حياتي».

بكى عادل كرم خلال المؤتمر الصحافي، وحدث ذلك أثناء كلامه عن واحد من أصدقائه المقربين الذي يهدي المسرحية إلى روحه. «رحيل صديقي المنتج فريديريك دومون أثر في كثيراً. ولا أنسى كلماته التي زودني بها قبل رحيله. فقد طلب مني أن أكمل مشواري المهني كما عرفني دائماً صلباً وناجحاً. قال لي إذا ما رحلت عن هذه الدنيا احفظ وصيتي لك. أريدك قوياً ومستمراً في عطائك الفني على أكمل وجه. فكان لا بد أن أهديه هذا العمل الذي أعتبره محطة مضيئة في مسيرتي التمثيلية».

يقول كرم إنه ما أن قرأ نص المسرحية حتى جذبته بأحداثها ومغزاها. ويتابع: «إنني حتى اليوم أتساءل عن السر الذي دفعني للوقوع في حبها من النظرة الأولى. لقد تأثرت كثيراً بالنص المكتوب من قبل زميلي جورج خباز. ولن تعرفوا معنى ما أقوله إلا بعد أن تشاهدوا المسرحية».

سبق وصرّح عادل كرم بأنه في مواقف عدة في مهنته كان يمتهن التمثيل، وأن الفن الكوميدي ما عاد يلفته كما في بداياته. فهو طوى هذه الصفحة واليوم يغوص أكثر في عالم الدراما. لكنه خلال حديثه مع «الشرق الأوسط» صحّح ما قصده ويقول في هذا الإطار: «طيلة مشواري المهني كنت أمارس التمثيل. تنقلت بين أدوار كوميدية وأخرى درامية. وكذلك قدمت برامج تلفزيونية و(ستاند أب) كوميدي وغيرها. وفي جميع الحالات كنت أمثل كل دور حسب ما هو مطلوب مني، حتى في أثناء تجربتي في تقديم البرامج لم أطوِ الصفحة الكوميدية من مسيرتي المهنية أبداً، فهي كغيرها من صفحات مشواري تؤلف واحداً من عناصره. التمثيل هو شغفي الأول والأخير على اختلاف أنواعه. الكوميديا اليوم ليست بعيدة عن مشاريعي المستقبلية، ولكنني في المقابل أنتظر النص الذي يقنعني كي أقوم بتجربة جديدة في هذا المجال».

يقال إن الممثلين المحترفين يتحمسون لمراقبة طبيعة أداء زملائهم في المهنة ولا سيما الرائدين فيها. فهل عادل كرم خلال تعاونه مع خباز مارس هذه القاعدة؟ وماذا اكتسب منه؟ يرد لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حفّزني على حب المسرح أكثر. فأنا أحب الوقوف على الخشبة. ولكن شغف خباز دفعني لعشقها مثله تماماً. تعلمت منه تقنية مسرحية لم أكن على بيّنة منها. خباز يملك أسلوباً مسرحياً مختلفاً لم يسبق أن صادفته من قبل. كل ذلك زوّدني بمتعة العمل، وفتح أمامي باباً واسعاً على مسرح جديد من نوعه».

بحسب طارق كرم منتج العمل وشقيق عادل، فإنه وضع خطة عمل للمسرحية. وهي تشمل جولات في بلدان عربية وأجنبية. ويؤكد أنها ستحط رحالها في بلدان الخليج العربي. وتسأل «الشرق الأوسط» عادل كرم عما إذا هو مطلع على المسرح الخليجي: «في الحقيقة بدأت أخيراً البحث والاطلاع، واكتشفت أنه يملك قدرات تمثيلية هائلة على الصعيد الكوميدي والاجتماعي والدرامي. لا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي أسهمت في فتح الفضاءات العربية على بعضها البعض. وأشعر بسعادة كبيرة كون الخليج العربي يتطور بسرعة هائلة ولا سيما السعودية. وأتمنى يوماً ما أن أقف أمام الجمهور السعودي الذواق. وكذلك أمام أي جمهور عربي تحملني إليه مسرحية أو أي عمل تمثيلي آخر».