مثقفون عراقيون: معرض بغداد الدولي للكتاب رسالة تحد للإرهاب

وصف مثقفون وإعلاميون عراقيون، إقامة معرض بغداد الدولي الثالث للكتاب لعام 2015، بأنه تحدٍ للإرهاب، ورسالة سلام للعالم بأن بغداد تعيش حياتها المدنية والثقافية في آن واحد. وشاركت أكثر من 370 دار نشر بالأصالة والوكالة مثلت 12 دولة عربية وأجنبية، بأكثر من 100 ألف عنوان في مواضيع واختصاصات متنوعة.
المعرض الذي حمل شعار «الرأي لصاحبه والمعرفة للجميع»، افتتح على أرض معرض بغداد الدولي ويستمر لعشرة أيام، وعلى مساحة 5000 متر مربع من أرض المعرض وافتتحه وزير الثقافة العراقية بحضور عدد كبير من المسؤولين والمثقفين والإعلاميين، إضافة إلى افتتاح كثير من الفعاليات الفنية والثقافية والجلسات والندوات واحتفاليات توقيع الكتب الجديدة، بحضور مؤلفيها داخل جناح خصص لذلك باسم «المقهى الثقافي».
مدير المعرض هاشم الزكي، قال: «تمتاز الدورة الثالثة لمعرض الكتاب الذي تنظمه مؤسسة (صدى العارف للطباعة والنشر)، بالتعاون مع الشركة العامة للمعارض والشركات التجارية العراقية واتحاد الناشرين العراقيين، بتنوع الكتب المعروضة وعدم وجود أي رقابة أو منع لأي كتاب».
وأضاف: «إقامة المعرض في هذا الظرف هو إنجاز استثنائي، بسبب الظروف الحرجة التي يمر بها البلد والمنطقة بشكل عام، هناك تحديات موجودة، ولكننا صممنا وعزمنا على إقامة المعرض في بغداد، وحتى إن كان دون المستوى، مثلما قال البعض عنه».
رئيس اتحاد الكتاب والأدباء في العراق فاضل ثامر أشار، خلال زيارته للمعرض، إلى أنه «متواضع، ولم يستطع استقطاب بعض دور النشر المهمة كما أنه لم يتميز عن المعارض السابقة»، لكنه استدرك بقوله لـ«الشرق الأوسط»: «توجد حاجة ماسة لمثل نشاطات كهذه لاستقطاب عدد أكبر من الجمهور إلى الكتاب بعد العزوف الكبير اللافت الذي نلاحظه بين أوساط الشباب، وابتعادهم عن الكتاب، ومثل هكذا نشاطات تبعث على الحماسة، مثلما يحصل أسبوعيا في شارع المتنبي وسط بغداد، أحد أهم الشوارع الثقافية وهي تستقطب الجميع نحو الكتاب خاصة كتب الرواية العربية والعالمية».
بدوره قال الإعلامي ازمر أحمد خلال زيارته للمعرض: «المعرض خطوة جيدة في هذا الوقت الحرج الذي تمر به البلاد، وحملة التشويه التي ترافقت مع التيارات المتشددة فيه، هو علامة مضيئة وسط عتمة رغم من تواضع إمكانيات إقامته وقلة عدد الزوار». وأضاف: «ما يبعث على الأمل هو وجود مواطنين وأساتذة جامعات وأكاديميين وجدوا على أرضه حتى قبل ساعة الافتتاح، وهذا يبعث على الأمل والتحدي معا، كما أنه جهد ثقافي لمكافحة الإرهاب الذي يعصف بالبلاد، ودليل على أن بغداد ما زالت تعيش حياتها المدنية».
وأشار أحمد إلى مشكلة إقامة المعرض في موقعه الحالي، حيث الحواجز والأسلاك الشائكة وصعوبة الوصول بسبب الزحام، واقترح إقامته في أماكن يسهل الوصول إليها كي تكون متاحة للجميع.
أما الإعلامية جيهان مرتضى، فقالت: «المعرض يفتقر للكتب الأجنبية المهمة ربما بسبب قلة عدد دور النشر الأجنبية المشاركة، وبشأن الأسعار فإنها مناسبة. واهم ما احتواه المعرض هو تنوع عناوينه، خاصة تلك التي تتحدث عن الإرهاب وحواضنه، وبدايات نشأته، إضافة لبعض الكتب والروايات القديمة التي جاءت بطبعات جديدة وأنيقة».
ومن أبرز الدور المشاركة في المعرض لبنان، سوريا، الأردن، مصر، الإمارات، الجزائر، إيران، الهند، الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا، ولأول مرة من قلب مدينة القدس الفلسطينية دار الجندي، ويمكن الإشارة إلى أن المشاركة اللافتة للنظر هي لدور النشر المصرية؛ فهناك نحو 25 دارا من مصر، وتمتاز بكونها متنوعة العناوين وسعرها أقل من أسعار كتب بيروت، أما عدد العناوين في المعرض فهي نحو 100 ألف عنوان.
وكان ما قدمته بعض الفرق التمثيلية من لوحات فنية عاملاً جيدًا في حفل افتتاح المعرض، الأمر الذي راق للزوار، إذ قدمت إحدى الفرق عرضا استوحى فكرته من بعض إرهابيي «داعش»، وتمكن القوات الأمنية الباسلة من صدهم.
يُذكر أن معرض بغداد الدولي للكتاب يقام للسنة الثالثة على التوالي، حيث افتتحت دورته الأولى في عام 2012 بمشاركة أكثر من 200 دار للنشر.