مرشحون بارزون في سباق نقابة الممثلين وآخرون مُغيّبون

بينهم شاستين وبن أفلك وليدي غاغا

TT

مرشحون بارزون في سباق نقابة الممثلين وآخرون مُغيّبون

إلى سنوات قريبة كانت هناك ثلاث مناسبات يطمح الممثلون والممثلات الحصول عليها في موسم الجوائز الحالي.
هذا العام، هناك مناسبتان فقط بعد انحسار الاهتمام بجوائز «هوليوود فورِن برس» الشهيرة بـ«ذَا غولدن غلوبز» هما تلك التي توزعها جمعية الممثلين المعروفة بـ«أكتورز سكرين غيلد» وجوائز الأوسكار ذاتها المنتمية إلى «أكاديمية العلوم والفنون السينمائية». الأولى شهدت دورتها الـثامنة والعشرين والثانية ستشهد دورتها الرابعة والتسعين.
قبل يومين تم الإعلان عن المرشحين والمرشحات لجوائز جمعية الممثلين، التي ستعلن نتائجها يوم السابع والعشرين من فبراير (شباط) المقبل، مما يلقي الضوء على الاحتمال الكبير لتكرار أسماء الفائزين بالترشيحات الرسمية عندما تُعلن الأكاديمية ترشيحاتها في الثامن من الشهر المقبل. أحد أسباب ذلك هو أن الأسماء المعلنة تنتمي إلى مجموعة من الأفلام التي سيتكرر ظهور العديد منها في ترشيحات الأوسكار. سبب آخر، أن العديد من مرشحي «أكتورز سكرين غيلد» هم أعضاء فاعلون في الأكاديمية مما يعني أنهم سيكررون التصويت لما قاموا بترشيحه هذا الأسبوع. ترشيحات هذه النقابة لا تشمل أي جوائز لا علاقة لها بالتمثيل (لا أفضل فيلم أو إخراج أو كتابة أو تصوير... إلخ) مما يزيدها تخصصاً وتميزاً وثقلاً.

- أصوات حاسمة
إذا كان ما سبق ذكره منوال متكرر من عام لآخر فإن ذلك لا يعني إنه لم يعد مثيراً للمتابعين وهواة السينما و- خصوصاً - لأهل المهنة من ممثلي الشاشتين الكبيرة والصغيرة. كذلك لا يعني عدم وجود مفاجآت مهمّة فيما تم إعلانه من ترشيحات تقسّم الجهود الأدائية التي قام بها لفيف كبير من ممثلي الشاشتين في العام السابق وإلى اليوم بين من فاز بهذه الترشيحات ومن وجد نفسه خارجها.
بعض الذين ارتفعت آمالهم بالفوز بترشيحات نقابتهم هذه فوجئوا بأنهم بقوا خارج مدارها. لا ذكر، على سبيل المثال، لكرستين ستيوارت عن دورها الذي أشاد به النقاد كثيراً في فيلم «سبنسر» الذي يروي حكاية السنوات الأخيرة من حياة الأميرة ديانا. بذلت ستيوارت الكثير لهذا الدور. لأربعة أشهر لم تفعل شيئاً سوى مشاهدة كل فيلم كليب للأميرة الراحلة. قرأت، حسب تصريح لها، كل ما استطاعت الوصول إليه: «عشت الشخصية بالكامل وجهدت في سبيل اتقان اللهجة. لكن في نهاية المطاف لا أعتقد أن كل ذلك كان مفتاحاً لمنح هذا الفيلم ما يستحقّه».
لم يقرأ أعضاء «أكتورز سكرين غيلد» هذا التصريح (الذي أدلت به الممثلة لمجلة «ذا هوليوود ريبورتر») قبل تصويته كونه نُشر في اليوم ذاته لصدور الترشيحات، لكنهم، وبطريقة ما، وجدوا أن ستيوارت لم تنجز المطلوب لتجسيد شخصية ما زالت تعيش بيننا رغم رحيلها.
«سبنسر» يعكس جهداً كبيراً من لدنها وجهداً مماثلاً من المخرج بابلو لاران لكن الجدين لم يلتقيا في مستوى واحد، وبدت تدخلات المخرج في دفع الخيال ليلعب دوراً في سيرة حياة واقعية مدعاة لحالة تشتت عاشتها ستيوارت خلال التصوير.
ربما حظيت بكثير من الأصوات لكنها لم تبلغ مستوى أصوات المرشّحات الأخريات اللواتي نجحن في هذه المرحلة الصعبة والأساسية من ترشيحات النقابة. لا سبيل لمعرفة كم صوتاً نال كل ممثل أو ممثلة، لكن لائحة الممثلات المرشحات في فئة «أبرز أداء لممثلة في دور رئيسي» تعكس جهوداً مساوية، على الأقل، لإتقان أشكال التعبير في أفلام تنوّعت قصصها كما تنوّعت معالجاتها. تتصدّر جيسيكا شاستين القائمة عن دورها في «عينا تامي فاي» للمخرج مايكل شووالتر. دراما حول صعود وهبوط المبشرة الإنجليكية تامي فاي التي ازدهر حضورها التلفزيوني في السبعينات وانطفأ في الثمانينات نسبة لحياة مثقلة بالطموحات التي جمعت بين الدين والمال. هذا الأخير سريعاً ما أطاح بالأول تبعاً لفضائح مادية وأساليب عمل ملتوية في مواجهة منافسة من آخرين. لم تكن هي الوحيدة في هذا المضمار بل شاركها زوجها (أندرو غارفيلد في الفيلم) في طريقي الصعود والهبوط وكل تلك المخططات التي أودت بهما.
في حين أن شاستين ربحت جولتها في هذا الفيلم فحطّت في قائمة المرشّحات لجائزة أبرز تمثيل نسائي في دور أول نجد شريكاها في البطولة مرشّحاً في دائرته لكن عن فيلم آخر مختلف هو «تك... تك... بوم!» (Tick‪…‬ Tick‪…‬ Boom‪!‬) مما يدل على أن المقترعين وجدوه أفضل في هذا الفيلم الموسيقي من الفيلم الذي جمعه مع جيسيكا شاستين.‬‬‬
الممثلة الثانية التي يثير وجودها في خانة الممثلات المرشّحات في أدوار بطولة هي «ليدي غاغا» عن دورها اللافت في فيلم ريدلي سكوت «منزل غوتشي» House of Gucci إذا لم يكن لشيء فلجديّة تأقلم المغنية الاستعراضية المعروفة مع متطلبات التمثيل وكشفها عن موهبة أداء سبق لها وأن لفتت الاهتمام قبل عامين عندما لعبت بطولة «مولد نجمة». باقي المرشّحات هنا هن أوليفيا كولمن عن The Lost Daughter وجنيفر هدسون عن Respect ونيكول كيدمن عن Being the Ricardos وهذه الأخيرة خرجت من جوائز «غودلن غلوبز» بجائزة أفضل ممثلة في فيلم كوميدي أو موسيقي.

- وجهان معروفان
أندرو غارفيلد سيجد منافسة عنيدة من ول سميث عن «كينغ رتشارد» ودنزل واشنطن عن «تراجيديا مكبث» ومن بندكت كمبرباتش عن The Power of the Dog (اقرأ النقد أدناه) وخافيير باردم عن Being the Ricardos. بعد مشاهدة كل هذه الأفلام يميل هذا الناقد لتوقع أن تذهب الجائزة إما لواشنطن أو لكمبرباتش.
أداء بندكت كمبرباتش في «قوة الكلب» يقف على الحافة بين التكلّف والإتقان. هو دور العمر في فيلم فني الصياغة وممهور باسم مخرجة من أكثر مخرجي ومخرجات السينما تقديراً من قِبل النقاد، تشعر بأنه أراد الغوص في الشخصية لكن ليس كل من يغوص يصل إلى العمق المطلوب.
نسائياً في دائرة الأدوار المساندة نجد كيرستن دنست عن دورها في الفيلم ذاته، كذلك أريادا دبوز عن «وست سايد ستوري» وكايتريونا بالفي عن «بلفاست» وروث نيغا عن «عبور» (Passing) كذلك كايت بلانشِت عن دورها في Nightmare Alley.
بلانشِت ودنست هما الوجهان المعروفان بالنسبة للمشاهدين. أبرز غير المعروفات هنا هي أريانا دبوز التي قد يمنحها دورها في «وست سايد ستوري» فرصة مهمّة لترشيحات الأوسكار في الفئة ذاتها.
رجالياً وجود بن أفلك واحد من المفاجآت. الفضل في ذلك لفيلم «تندر بار»Tender Bar لجورج كلوني الذي ينفض عنه غبار الأعمال العقيمة التي مثّلها كما غبار المرحلة الصعبة التي أدمن فيها على الشرب، مما أثر على اختياراته.
برادلي كوبر اسم شهير آخر وهو مرشّح عن «بيتزا بعرق السوس والتنافس بين هذين الممثلين سيكون وطيداً. الباقون هم كودي سميت - مكفي عن «قوة الكلب» ويارد ليتو عن «منزل آل غوتشي» وتوني كوتسور عن «كودا».
علاوة على ما سبق، هناك جائزتان خاصتان تمنحهما نقابة الممثلين واحدة في فئة الأداء الجماعي والأخرى في خانة ممثلي المشاهد الخطرة.
في القسم الأول تطرح الترشيحات التقدير لخمسة أفلام هي «لا تنظر لفوق» و«كودا» و«بلفاست» و«منزل آل غوتشي» و«الملك رتشاردس». بعض إعادة النظر ربما ينتج عنه استبعاد الأخير على الأقل.
في القسم الثاني، نجد أفلام أكشن من نوع الفيلم البوندي «نو تايم تو داي» و«انبعاث ماتريكس» وShang‪ - ‬Chi and the Legend of the Ten Rings وDune وBlack Widow‬
الملاحظ هنا أنه تم صرف النظر كلياً عن Spider - Man ‪:‬ No Way Home الذي هو، مثل «بلاك وِدو» و«شانغ - تشي» ينتمي إلى سينما الكوميكس.‬

- دور الممثل المهم
ما سبق، على أصعدة التمثيل الفردي، لا يعزز احتمالات المستقبل بالنسبة لممثل معيّن، ذكراً أو أنثى. ليس هناك الاسم الذي يشعر معه المتابع بأنه آيل بالتأكيد لنيل المزيد من الجوائز وصولاً للقمّة المتمثّلة بجوائز الأوسكار.
«وست سايد ستوري» مثال على ذلك، فالأداء هنا أهم عناصره والعديد من الوجوه التي ظهرت فيه التزمت بحرفة صعبة على صعيدي الدراما والحركة البدنية كون الفيلم استعراضياً راقصاً. لكن ما لا يعمل لصالحه هو أنه خالٍ من اسم رئيسي كما كان الحال، مثلاً، مع «لا لا لاند» أو «شيكاغو». بالتالي سيفتر الاهتمام به على هذا الصعيد على الأقل.
«بلفاست»، من ناحيته، لديه وضع مماثل. هو فيلم لافت كحال فيلم ستيفن سبيلبرغ، لكنه خال من الممثل الذي يقود الفيلم إلى الأوسكار أو يعزز حضوره. حتى وإن حظيت الممثلة الجديدة كايتريونا بالفي بتقدير نقابة الممثلين التي منحتها جائزة أفضل ممثلة في دور مساند.
بندكت كمبرباتش في «قوّة الكلب» هو الأكثر ترجيحاً في قدرته دخول سباقي بافتا والأوسكار. والفيلم ذاته يبدو آيلاً إلى الوضع نفسه. وسيستفيد الفيلم من ترشيح كرستن دنست في فئة الممثلة المساندة لكن كل هذه الاحتمالات لا تبدو قادرة على تعزيز اللجوء إلى تكهن قوي بخصوص مستقبل الفيلم ذاته. مما يبدو أكثر احتمالاً هو نجاح كمبرباتش في نيل البافتا والأوسكار معاً، خصوصاً وأن مسيرته بدأت بنيله «غولدن غلوبز» مؤخراً عن دوره في هذا الفيلم.


مقالات ذات صلة

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

يوميات الشرق الملصق الدعائي للفيلم  (حساب المخرج على فيسبوك)

«رفعت عيني للسما» يبدأ رحلته التجارية بدور العرض المصرية

بعد تتويجه بجوائز دولية مرموقة يبدأ الفيلم الوثائقي المصري رحلته التجارية بالعرض في دور السينما المصرية.

انتصار دردير (القاهرة )
سينما 
مدير المهرجان عصام زكريا (مهرجان القاهرة).

مهرجان القاهرة المقبل بين أيدٍ خبيرة

لى مدار 44 دورة سابقة، جسّد مهرجان القاهرة السينمائي شخصيات مدرائه وقدراتهم على إنجاز دورات متفاوتة النجاح ومختلفة في أسباب ذلك.

محمد رُضا‬ (لندن)
يوميات الشرق المخرج السعودي عبد الله المحيسن (هيئة الأفلام السعودية)

عبد الله المحيسن: الصدق مفتاح وصول الأعمال السعودية للعالمية

شهدت الجلسة الافتتاحية بالنسخة الثانية من «مؤتمر النقد السينمائي» بالرياض، مساء الأربعاء، احتفاءً بالمخرج السعودي عبد الله المحيسن.

أحمد عدلي (الرياض)
يوميات الشرق رانيا محمود ياسين ووالدها في لقطة من فيلم «قشر البندق» (حساب المخرج خيري بشارة بـ«فيسبوك»)

رانيا محمود ياسين: «قشر البندق» كان نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر

رغم مرور 30 عاماً على إنتاج فيلم «قشر البندق» فإن إحدى بطلاته رانيا محمود ياسين، تعرب عن اعتزازها الشديد به، عادّةً إياه «نقطة انطلاق السينما الشبابية في مصر».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق المؤتمر في نسخته الثانية تناول الصوت في السينما (الشرق الأوسط)

مؤتمر النقد السينمائي يطلق رحلة استكشافية بالرياض لفن «الصوت في السينما»

انطلقت في الرياض جلسات مؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه هيئة الأفلام في نسخته الثانية، لينقل حضوره إلى الجانب الآخر من الشاشة الكبيرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

شاشة الناقد: ‫ THE CROW

من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
TT

شاشة الناقد: ‫ THE CROW

من «جلال الدين» (مهرجان مينا).
من «جلال الدين» (مهرجان مينا).

هناك صنف من الأفلام العربية والغربية على حد سواء تتبنى الرغبة في تقديم موضوع بهدف أخلاقي وتعليمي أو إرشادي يتداول موضوع القيم المجتمعية والإنسانية والدينية على نحو إيجابي.

الرغبة تغلب القدرة على توفير فيلم بمعايير وعناصر فنية جيدة في أغلب الأحيان. يحدث هذا عندما لا يتوخى المخرج أكثر من تبني تلك الرغبة في حكاية توفر له تلك الأهداف المذكورة. لعله غير قادر على إيجاد عناصر فنية تدعم فكرته، أو لا يريد تفعيل أي وسيلة تعبير تتجاوز الحكاية التي يسردها.

هذا ما يحدث مع فيلم حسن بنجلون «جلال الدين»، فهو، في غمرة حديثه، يستند إلى الظاهر والتقليدي في سرد حكاية رجل ماتت زوجته بعد معاناة، فانقلب حاله من رجل يشرب ويعاشر النساء ويلعب القمار، إلى مُصلِح ورجل تقوى ودين.

يبدأ الفيلم برجل يدخل مسجداً وينهار مريضاً. لن يتجه الفيلم لشرح حالته البدنية، لكننا سنعلم أن الرجل فقد زوجته، وهو في حالة رثاء شديدة أثّرت عليه. ننتقل من هذا الوضع إلى بعض ذلك التاريخ وعلاقته مع زوجته الطيّبة وابنه الشاب الذي يبدو على مفترق طرق سيختار، تبعاً للقصّة، بعض التيه قبل أن يلتقي والده الذي بات الآن شيخاً.

في مقابلاته، ذكر المخرج بنجلون أن الفيلم دعوة للتسامح وإبراز القيم الأخلاقية والإنسانية. هذا موجود بالفعل في الفيلم، لكن ليس هناك جودة في أي عمل لمجرد نيّته ورسالته. هاتان عليهما أن تتمتعا بما يتجاوز مجرد السرد وإبداء النصيحة وإيجابيات التطوّر من الخطأ إلى الصواب. في «جلال الدين» معرفة بكيفية سرد الحكاية، مع مشاهد استرجاعية تبدو قلقة لكنها تؤدي الغرض منها. لكن ليس هناك أي جهد إضافي لشحن ما نراه بمزايا فنية بارزة. حتى التمثيل الجيد توظيفياً من ياسين أحجام في دور جلال الدين له حدود في رفع درجة الاهتمام بالعمل ككل.

«الغراب» (ليونزغايت)

فيلم حسن بنجلون السابق لهذه المحاولة: «من أجل القضية»، حوى أفكاراً أفضل في سبيل سرد وضع إنساني أعلى ببعض الدرجات من هذا الفيلم الجديد. حكاية الشاب الفلسطيني الذي لا يجد وطناً، والصحافية اليهودية التي تتعاطف معه، لم تُرضِ كثيراً من النقاد (على عكس هذا الفيلم الجديد الذي تناقل ناقدوه أفكاره أكثر مما بحثوا في معطياته الأخرى) لكنه كان أكثر تماسكاً كحكاية وأكثر إلحاحاً. بدوره لم يحمل تطوّراً كبيراً في مهنة المخرج التي تعود إلى سنوات عديدة، لكنها كانت محاولة محترمة لمخرج أراد المزج ما بين القضية الماثلة (بطل الفيلم عالق على الحدود بين الجزائر والمغرب) وتلك الدعوى للتسامح التي يطلقها الفيلم الجديد أيضاً.

• فاز بالجائزة الأولى في مهرجان مينا - هولاندا.

‫ THE CROW

ضعيف

أكشن عنيف لغراب يحمل قضية بلا هدف

بعد ساعة وربع الساعة من بداية الفيلم يتحوّل إريك (بل سكارغارد) إلى غراب... ليس غراباً بالشكل، بل - ربما، فقط ربما - روحياً. أو ربما تحوّل إلى واحدة من تلك الشخصيات العديدة التي مرّت في سماء السينما حيث على الرجل قتل مَن استطاع من الرجال (وبعض النساء) لمجرد أنه يريد الانتقام لمقتل شيلي (ف. ك. أ. تويغز)، الفتاة التي أحب، والتي قتلوها. لم يقتلوها وحدها، بل قتلوه هو أيضاً، لكنه استيقظ حياً في أرض الغربان وأصبح... آسف للتكرار... غراباً.

يستوحي الفيلم الذي أخرجه روبرت ساندرز حكايته من تلك التي وضعها جيمس أو بار الذي وُلد، كبطل شخصيّته، يتيماً وماتت صديقته في حادثة سيارة. لكن لا الحكاية الأولى (من سلسلة «الكوميكس» بالعنوان ذاته) مُعبّر عنه في هذا الفيلم ولا يستوحي المخرج ساندرز من أفلام سابقة (أهمها فيلم بالعنوان ذاته حققه سنة 1994 أليكس بروياس بفاعلية أفضل). كذلك هناك إيحاء شديد بأن شخصية كرو مرسومة، بصرياً، لتشابه شخصية جوكر في فيلم تود فيلبس الشهير، كما قام به يواكيم فينكس.

في الـ75 دقيقة الأولى تأسيس للشخصيات. إريك صغيراً شهد مقتل حصانه المفضل. بعد 3 دقائق هو شاب في مصحة ما تريد تهيئة مَن فيها لحياة أفضل، لكنه يفضل الهرب مع شيلي التي كانت هربت من الموت على يدي أحد رجال الشرير ڤنسنت (الممثل داني هيوستن الوحيد الذي يعرف ما يقوم به). كانت شيلي تسلمت على هاتفها مشاهد لعصبة ڤنسنت، لذلك لوحقت وقُتلت. لكن عصبة كهذه يقودها رجل لا يموت (حسب الفيلم) لِمَ عليها أن تخشى صوراً على الهاتف؟ ليس أن الفيلم يحتاج إلى مبرر واقعي، بل يفتقر إلى تبرير حتى على هذا المستوى.

مشاهد الأوبرا التي تقع في خلفية الفصل الذي سيقوم فيه إريك بقتل أكثر من 30 شريراً من أزلام الرئيس، ويتلقى أكثر من ضعف ذلك العدد من الرصاصات التي لا تقتله (لأنه ميت - حي ومن نوع نادر من الغربان التي لا تموت) قُصد بها التزاوج بين مقطوعة فنية ومقطوعة من العنف المبرح. لكن كلا الجانبين يتداخل مع الآخر من دون أثر يُذكر.