سائقو السيارات العمومية يدعون لـ«يوم غضب» احتجاجاً على «نكث» الحكومة اللبنانية بوعودها

TT

سائقو السيارات العمومية يدعون لـ«يوم غضب» احتجاجاً على «نكث» الحكومة اللبنانية بوعودها

أكد سائقو السيارات العمومية في لبنان أنهم سيقفلون اليوم، البلاد من جنوبها إلى شمالها، احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة اللبنانية اتفاق تطبيق آلية دعم السائقين العموميين، حيث أعلن قطاع النقل البري في لبنان أمس، عن تنفيذه صباح اليوم الخميس «يوم غضب».
وقال رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس، في مؤتمر صحافي عقدته اتحادات ونقابات قطاع النقل البري أمس: «الخميس هو يوم غضب ولن يغير أي شيء»، مضيفاً «ما يُحكى عبر وسائل التواصل لن يغير من مسيرة اتحادات ونقابات قطاع النقل البري». وأكد أن عدم تنفيذ الاتفاق لغاية اليوم «هو مشكلة مع الحكومة التي وافقت على الاتفاق ولم ينفذ».
وأكد أن «خلاصة الجمعيات العمومية التي انعقدت في جميع المناطق اللبنانية طالبت بتحركٍ شاملٍ وكامل، خصوصاً أن السائق العمومي هو لبناني ومواطن عليه واجبات وله حقوق»، معتبرا أن التحركات السابقة كانت رمزية وخجولة واليوم تحركنا جاء نتيجة قرارٍ صارم من القاعدة، وهو فعلاً يوم غضب.
ويطالب القطاع بالبدء بتنفيذ دعمه وفقاً للمشروع المقدم من الاتحادات والنقابات، مرفقاً بالآلية التي وضعها الوزير حمية، على أن تتم تغطيته من قرض البنك الدولي المخصص للنقل في لبنان بقيمة 55 مليون دولار. كما يطالب بتسجيل السائقين العموميين للاستفادة من البطاقة التمويلية، وإعداد مشروع قانون لإعفاء المركبات العمومية من رسوم الميكانيك والمعاينة الميكانيكية.
وأشار رئيس الاتحاد العمالي العام في لبنان بشارة الأسمر إلى أن «اتفاقات كثيرة جرت مع المسؤولين منها المبالغ المقطوعة للقطاع العام وبدلات النقل والاتفاق مع اتحادات ونقابات قطاع النقل البري، لم يُنفذ منها شيء رغم موافقة رئيس الحكومة عليها بحضور الوزراء المعنيين».
واعتبر أن «هذا الاتفاق يجنب قسماً كبيراً من اللبنانيين ولا سيما الطلاب والعسكريين والموظفين والمتقاعدين، تكلفة النقل»، وسأل: «هل المطلوب موت الشعب اللبناني؟»، مشددا على أن «اتحادات قطاع النقل البري هي جزء من الاتحاد العمالي العام بدعم من الاتحاد ستتحرك غداً (الخميس) وسيكون يوم غضب وتحذير وستليها أيام أخرى ومشاركة أكبر إذا لم يبادر المسؤولون إلى تنفيذ الاتفاقات، خصوصاً أن بعضها يمكن تنفيذه بتطبيق القوانين الموجودة».
وقال الأسمر في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «تحرك اليوم ليس للضغط السياسي، بل هو من أجل القضايا المعيشية، وجاء نتيجة عدم التزام رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بتنفيذ الاتفاق كما وعد في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي».
وقال: «التحركات في السابق كانت خجولة وكنا نتهم حينها بأننا نساير السلطة، أما اليوم فنُتهم بأننا نقوم بنوع من الضغط السياسي، في حين أن تمويل مشروع دعم قطاع النقل العام إن كان بقرض البنك الدولي أو من وزارة المالية فيقع على عاتق رئيس الحكومة ووزير المالية يوسف الخليل ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، وهؤلاء المعنيون هم من مكونات سياسية مختلفة وبالتالي لا يوجد ضغط سياسي على جهة معينة».
وعما إذا كانت الجهات المعنية قد تواصلت معه على خلفية الإعلان عن التحرك، أشار الأسمر إلى أن رئيس الحكومة اتصل به وقال إن الأمور عند وزير الأشغال العامة والنقل الذي بدوره أخبر الأسمر في اتصال أنه رفع الأمر إلى مقام مجلس الوزراء، وقضية التمويل هي عند الوزير يوسف خليل أو تحتاج إلى انعقاد جلسة مجلس وزراء ليكون التمويل جزءاً من قرض البنك الدولي، وأضاف «الوزير خليل نفى بدوره أن يكون الحل عنده في حين أن رئيس الحكومة يقول إنه لا يملك القدرة المالية لتنفيذ هذا الدعم».
وأوضح الأسمر أن «دوامة الانهيار الاقتصادي تفرض علينا أموراً غير مقبولة، والكل يرمي الكرة في ملعب الآخر»، مؤكدا أن «ضعف التمويل يخلق هذه المشاكل».
وردا على سؤال عما إذا كان القطاع سينفذ تحركات أخرى في حال عدم تحقيق المطالب، أجاب أننا «سنذهب باتجاه تحركات موسعة أكثر وبعد تحرك الخميس سنجري اجتماعا تقييميا وقد يكون هناك تحرك ثان الأسبوع المقبل».
وختم بالقول: «هذه التجمعات والتحركات هي صرخة لتنفيذ المتفق عليه، ومع ذلك نحن لا نريد التصعيد في البلد، ولسنا من هواة الإضرابات وعرقلة الناس بهذه المرحلة بالذات، وكذلك نؤكد الحرص على ما تبقى من اقتصاد، ونتمنى على المسؤولين ملاقاتنا في منتصف الطريق».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.