روسيا تعتبر أي توسع للناتو بمثابة تهديد لها

رفضت الانتقادات الأميركية بشأن تدريبات عسكرية قرب حدود أوكرانيا

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (يسار) ونائب وزير الدفاع الروسي أليكسندر فورمين قبيل المحادثات في بروكسل (د.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (يسار) ونائب وزير الدفاع الروسي أليكسندر فورمين قبيل المحادثات في بروكسل (د.ب.أ)
TT

روسيا تعتبر أي توسع للناتو بمثابة تهديد لها

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (يسار) ونائب وزير الدفاع الروسي أليكسندر فورمين قبيل المحادثات في بروكسل (د.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (يسار) ونائب وزير الدفاع الروسي أليكسندر فورمين قبيل المحادثات في بروكسل (د.ب.أ)

ذكر ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين الروسي أن بلاده تنظر إلى أي توسع لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، على أنه بمثابة تهديد لها، وذلك رداً على تساؤلات حول احتمال انضمام فنلندا للتحالف.
وقالت وكالة «بلومبرغ» للأنباء اليوم الأربعاء إن روسيا ترى أن الإبقاء على سياسة «الباب المفتوح» من جانب حلف الناتو بالنسبة لأوكرانيا، يعد تهديداً لها، وأن موسكو تسعى للحصول على ضمانات ملزمة قانونياً بأن أوكرانيا لن تنضم أبداً للحلف.
إلى ذلك، رفض الكرملين انتقادات أميركية بشأن إجراء تدريبات عسكرية روسية جديدة، بالقرب من الحدود الأوكرانية. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن بيسكوف قوله: «مازلنا نتحدث بشأن وحداتنا ومناطقنا العسكرية في أراضي بلدنا».

وكانت واشنطن قد شكت في وقت سابق من أن موسكو لم تبذل أي جهود لتخفيف حدة التوترات، بالمنطقة، في أعقاب إعلان لوزارة الدفاع الروسية أمس الثلاثاء بأنه تم نقل ثلاثة آلاف جندي، إلى مناطق على الحدود الأوكرانية لأغراض التدريب.
وأعلنت الوزارة اليوم أن عشرة آلاف جندي آخرين بدأوا مناورات في مكان آخر بالمنطقة، المتاخمة لأوكرانيا. وأضاف بيسكوف: «يستمر الحشد والتدريبات العسكرية. إنها ممارسة شائعة لكثافة القوات المسلحة».

ويعتزم، ممثلون عن حلف شمال الأطلسي (ناتو) وروسيا إجراء محادثات أمنية عالية المخاطر اليوم الأربعاء وسط أزمة محتدمة على حدود شرق أوكرانيا، بعد أن ثبت أن تحقيق انفراجة أمر بعيد المنال في اجتماعات مماثلة هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يجتمع الجانبان في مقر الحلف في بروكسل. وعلى رأس جدول أعمال حلف شمال الأطلسي مخاوفه من احتمالية أن تكون روسيا تجهز لتوغل جديد في الأراضي الأوكرانية، على غرار ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014. واحتشد عشرات الآلاف من القوات الروسية بالقرب من الحدود في الشهور القليلة الماضية.
ومن المتوقع أن تدفع موسكو بدورها مطالبها الأمنية الجديدة. وتريد روسيا ضمانات بعدم توسع الناتو شرقاً، وخفض القوات والأسلحة في أوروبا، وأيضاً عدم انضمام أوكرانيا أبداً إلى الحلف، وهو خط أحمر رئيسي للناتو وحليفته الوثيقة كييف.
وتبدو التوقعات بشأن محادثات اليوم منخفضة، لكن الناتو يأمل في جذب موسكو إلى حوار مستدام ودرء التصعيد العسكري. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ هذا الأسبوع إن النتيجة الجيدة ستكون التوصل إلى اتفاق لعقد المزيد من الاجتماعات.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.