برشلونة يصطدم بريال مدريد في نصف نهائي «السوبر الإسباني»

النادي الكاتالوني لا يريد أن يخرج خالي الوفاض الليلة

وصول فريق برشلونة فجر أمس إلى الرياض (المركز الإعلامي لوزارة الرياضة)
وصول فريق برشلونة فجر أمس إلى الرياض (المركز الإعلامي لوزارة الرياضة)
TT

برشلونة يصطدم بريال مدريد في نصف نهائي «السوبر الإسباني»

وصول فريق برشلونة فجر أمس إلى الرياض (المركز الإعلامي لوزارة الرياضة)
وصول فريق برشلونة فجر أمس إلى الرياض (المركز الإعلامي لوزارة الرياضة)

يتطلّع برشلونة إلى التعويض عن موسمه المتعثّر في جميع الجبهات محلياً وأوروبياً عندما يواجه غريمه التاريخي ريال مدريد في نصف نهائي الكأس السوبر الإسباني في كرة القدم، على استاد الملك فهد الدولي في العاصمة السعودية الرياض اليوم (الأربعاء).
وتأتي استضافة الرياض لهذا الحدث الكروي الكبير، نظير الدعم غير المحدود الذي يحظى به القطاع الرياضي من الدولة واستمراراً لاستضافة المملكة لأكبر وأهم الأحداث الرياضية العالمية المختلفة، تنفيذاً لمستهدفات «رؤية المملكة 2030» وضمن مبادرات برنامج «جودة الحياة».
ويدخل الفريق الكاتالوني إلى المواجهة مدركاً تفوّق ريال مدريد الواضح عليه هذا الموسم، حيث يحتل المركز السادس في ترتيب «لا ليغا» بفارق 17 نقطة عن ريال المتصدر، مع مباراة أقل لـ«بلوغرانا». كما أن فريق المدرب تشافي هيرنانديز، ودّع مسابقة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات للمرّة الأولى منذ نحو عشرين عاماً، وبالتالي سيصبّ تركيزه على تفادي الخروج خالي الوفاض من مسابقة جديدة.
وكانت المواجهة الأخيرة بين الجانبين والأولى منذ رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، قد انتهت بفوز ريال 2 - 1 على ملعب كامب نو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ومنذ عام 2010 تواجه الفريقان 40 مرة، ففاز برشلونة 16 مرة مقابل 14 لريال، إضافة إلى عشرة تعادلات. وتُوج برشلونة بلقب الكأس السوبر 13 مرة (رقم قياسي) آخرها عام 2018، مقابل 11 للفريق الملكي. يُعد ريال مدريد الأوفر حظاً في الفوز بمنازلة اليوم، في المسابقة التي تقام للمرة الثانية في السعودية بعد نسخة عام 2019 التي فاز بها الريال على حساب جاره أتلتيكو بركلات الترجيح 4 - 1 على أن تستمر السعودية في استضافة المسابقة حتى عام 2029.
ويتجه ريال بخطى ثابتة نحو إحراز لقب الدوري المحلي بقيادة الثنائي الهجومي «المتوهج» الفرنسي كريم بنزيمة والبرازيلي الشاب فينيسيوس جونيور، اللذين سجّلا بمفردهما هدفين أقل من تشكيلة برشلونة بأكملها.
ورغم أن ريال يتقدم بفارق كبير عن غريمه التقليدي، فإن الفجوة لا تعني بالضرورة أن الميرينغي قد تحسّن عن السابق، إنما تعكس تراجع برشلونة في الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، إذ يعاني العملاق الكاتالوني من ديون بلغت نحو المليار يورو وهي التي أدت في نتيجتها إلى هبوط حاد في مستوى الفريق بعد رحيل بعض النجوم في العامين الأخيرين، وفي مقدمتهم ميسي والأوروغوياني لويس سواريس.
ويمنّي مدرب برشلونة الجديد تشافي هيرنانديز نفسه بأن يستغل فريقه بعض التحسّن الذي طرأ على أدائه في الفترة الأخيرة، بهدف إيقاف سلسلة انتصارات ريال في مواجهات الكلاسيكو التي بلغت 4 على التوالي، إذ لم يخسر الفريق الكاتالوني في آخر ست مباريات، وتقدم إلى المركز السادس، وكان بمقدوره التقدم أكثر إلى المركز الرابع في المرحلة الأخيرة لولا تعادله بطريقة دراماتيكية في اللحظات الأخيرة أمام مضيفه غرناطة 1 - 1.
ويتسلّح برشلونة بمشاركة أولى مرتقبة للمهاجم فيران توريس المنتقل من مانشستر سيتي الإنجليزي خلال فترة الانتقالات الشتوية والذي بات بمقدوره المشاركة بعد تجديد عقد الفرنسي صامويل أومتيتي، في خطوة منحته مساحة مالية لتسجيل الأول. وقد تعافى توريس أيضاً من إصابته بفيروس «كورونا»، بالإضافة إلى عودة بيدري وانسو فاتي الغائب منذ نوفمبر (تشرين الثاني).
وسيشكّل فوز برشلونة باللقاء مفاجأة كبيرة إلى حدٍّ ما، حيث لم يُخفِ مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي أفضلية فريقه في المواجهة عندما قال: «نظرياً، نحن الأوفر حظاً. لكنّ هناك ما هو نظري وما قد يحصل على أرض الواقع».
ويفتقر برشلونة إلى خدمات لاعبه إيريك غارسيا عن الملاعب لمدة 5 أسابيع، عقب تعرضه لإصابة في أوتار الركبة خلال تعادل الفريق الكاتالوني 1 - 1 مع غرناطة (السبت) بالدوري الإسباني لكرة القدم.
واضطر غارسيا (21 عاماً) للخروج من ملعب المباراة بعد 54 دقيقة من عمر اللقاء، وأثبتت الفحوصات التي أجراها برشلونة مدى خطورة إصابة لاعبه.
وانتقل غارسيا لبرشلونة في صفقة انتقال حر مطلع الموسم الحالي، بعد انتهاء عقده مع فريقه السابق مانشستر سيتي الإنجليزي، حيث خاض 20 مباراة مع الفريق بمختلف المسابقات.
وتعززت صفوف فريق المدرب الإسباني الشاب تشافي هيرنانديز بعودة مجموعة من اللاعبين بعد تعافيهم من الإصابة وكذلك عدوى فيروس «كورونا»، من بينهم المهاجم الهولندي ممفيس ديباي والأميركي سيرجينو ديست، لكنه سيفتقر إلى خدمات غارسيا من الآن حتى منتصف فبراير (شباط) القادم تقريباً. وسيغيب جافي عن المباريات لبعض الوقت، عقب طرده من مواجهة غرناطة. وأكد تشافي أن الجناح الشاب أنسو فاتي سيعود للفريق بعد شفائه من الإصابة في أوتار الركبة، التي تعرض لها في نوفمبر الماضي. في المقابل، يرى قلب دفاع برشلونة المخضرم جيرار بيكيه أن فريقه «متحفز كثيراً لرفع اللقب. هذا نصف النهائي، الكلاسيكو، وسيكون صعباً. لكن نحن نتحسّن وأنا متفائل من قدرتنا على التنافس وبلوغ النهائي». ويدخل ريال إلى المواجهة عقب عرضه القوي في نهاية الأسبوع الماضي بفوزه الكبير على فالنسيا 4 - 1 بفضل هدفين لكلٍّ من بنزيمة وفينيسيوس.
تجدر الإشارة إلى أن الفائز من هذه المباراة سيواجه في النهائي الفائز بين أتلتيك بلباو حامل اللقب، وأتلتيكو مدريد، اللذين يتواجهان غداً (الخميس).



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».