السيسي ومدير الاستخبارات الأميركية يتفقان على مواصلة التنسيق في مكافحة الإرهاب

شكري يشدد على تكثيف جهود التحالف للقضاء على «داعش».. ومسؤول عسكري باكستاني بارز في القاهرة

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا، في القاهرة أمس لتقديم العزاء في الضحايا المصريين الذين قتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش في منتصف فبراير الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا، في القاهرة أمس لتقديم العزاء في الضحايا المصريين الذين قتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش في منتصف فبراير الماضي (أ.ب)
TT

السيسي ومدير الاستخبارات الأميركية يتفقان على مواصلة التنسيق في مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا، في القاهرة أمس لتقديم العزاء في الضحايا المصريين الذين قتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش في منتصف فبراير الماضي (أ.ب)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال استقباله جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا، في القاهرة أمس لتقديم العزاء في الضحايا المصريين الذين قتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش في منتصف فبراير الماضي (أ.ب)

شهدت العاصمة المصرية أمس حراكا دوليا واسعا، في إطار الاهتمام والتنسيق الدولي لمواجهة الإرهاب والتصدي لأسبابه وتبعاته عالميا وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص، إذ استقبلت القاهرة كلا من جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، وجون آلن منسق التحالف الدولي للحرب ضد تنظيم داعش، ومسؤول عسكري باكستاني بارز، إضافة إلى رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا.
والتقى الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، مع برينان، وذلك بحضور خالد فوزي، رئيس المخابرات المصرية العامة، ومن الجانب الأميركي كل من ثيودور سينغر، المستشار الخاص لبرينان، والسفير ستيفن بيكروفت، سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة.
وتم خلال اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية، واستعراض آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وقد تم التأكيد خلال اللقاء على قوة روابط الصداقة بين البلدين وأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط بينهما، وحرصهما على تنميتها في مختلف المجالات بما يصب في صالح الشعبين المصري والأميركي، فضلاً عن المساهمة في إرساء دعائم السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. كما تم الاتفاق خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك، ولا سيما بؤر التوتر في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية لمكافحة الإرهاب.
وعلى صعيد متصل، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس الجنرال جون آلن، مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما للحرب ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، والوفد المرافق له خلال زيارته الحالية لمصر، إذ بحثا التعاون القائم في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، والتنسيق الحالي مع الحكومة العراقية في هذا الشأن.
وذكر المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، في بيان صحافي، أن لقاء شكري مع آلن ركز على تناول تطورات الأوضاع الميدانية على الأرض في العراق بهدف هزيمة تنظيم داعش وتحرير الأراضي العراقية من قبضته، إذ عرض المبعوث الأميركي ما حققته القوات العراقية من تقدم ميداني على الأرض في الفترة الأخيرة.
وأضاف عبد العاطي أن شكري جدد خلال اللقاء التأكيد على أهمية تكثيف جهود التحالف للقضاء على تنظيم داعش، وجهود الحكومة العراقية لإشراك جميع القوى السياسية الوطنية في العراق في العملية السياسية، بغض النظر عن الانتماءات العرقية أو الدينية أو الطائفية والعمل على إعادة النازحين العراقيين إلى قراهم وتوفير التأمين اللازم لهم.
وأكد الجنرال آلن أيضا على ذات المفاهيم، مشددا على التعاون القائم بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية في إطار التحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش والعمل على توفير الأمن والحماية والعودة الآمنة للعراقيين السنّة إلى الأماكن المحررة من التنظيم الإرهابي.
وقال عبد العاطي إن شكري طرح خلال اللقاء الأهمية البالغة للتعامل مع تنظيم داعش ومع ظاهرة الإرهاب من منظور شامل وكامل، وليس فقط في منطقة بعينها، مشددا على أن ما يجمع بين التنظيمات الإرهابية عناصر كثيرة مشتركة، سواء في الفكر والآيديولوجيا أو على مستوى التنسيق العملياتي، ومنوها بضرورة وقف التمويل والتسليح الذي تحصل عليه هذه التنظيمات الإرهابية من أطراف إقليمية.
وأكد الجنرال آلن أن بلاده تتحرك في اتجاه قطع التمويل، ودفع أطراف إقليمية على بذل جهود لمنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى العراق وسوريا من خلال حثها على ضبط حدودها والتعاون في تبادل المعلومات الاستخباراتية.
من جهة أخرى، أجرى الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية مباحثات أمس مع الفريق محمد علم ختك، سكرتير عام وزارة الدفاع الباكستانية، والوفد المرافق له الذي يزور مصر حاليا، تناولت آخر المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية وأوجه التعاون المشترك والعلاقات المتميزة التي تربط البلدين، خصوصا بعد الزيارة الناجحة للفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي إلى باكستان.
واستعرض الجانبان سبل دعم التعاون وتعزيز العلاقات العسكرية بين القوات المسلحة في كلا البلدين في مختلف المجالات. وجاء هذا اللقاء، الذي حضره عدد من قادة القوات المسلحة، في ضوء الاجتماع التاسع للجنة العسكرية المصرية الباكستانية المشتركة.
وعلى صعيد موازٍ، استقبل الرئيس السيسي أمس جاستن ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري ببريطانيا، لتقديم واجب العزاء في الضحايا المصريين الذين قتلوا في ليبيا على يد تنظيم داعش في منتصف فبراير (شباط) الماضي. وصرح المتحدث باسم الرئاسة السفير علاء يوسف بأن ويلبي أشار إلى أنه يتابع أوضاع الأقليات المسيحية في منطقة الشرق الأوسط ويدرك عددًا من الأخطار التي يواجهونها، لا سيما في الدول التي تشهد اضطرابات مسلحة.
من جانبه، وجه الرئيس الشكر لويلبي، منوها بأن مصر لا توجد بها أقلية مسيحية، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات إزاء الوطن، مشيرا إلى أن مصر الجديدة تحرص على تقديم خطاب للإنسانية يعبر عن قيمة المشاركة والعدالة والتعاون وقبول الآخر، وهي القيم التي حث عليها الإسلام وأوصى بالتعامل بها. كما أشاد السيسي بدور ووطنية الكنيسة المصرية، منوها بأهمية ثقافة التعدد في شتى مناحي الحياة باعتبارها سُنة كونية، فضلا عن كونها إثراءً للحياة الإنسانية. وأشاد ويلبي بدعوة الرئيس السيسي لتجديد الخطاب الديني وتصويب المفاهيم المغلوطة، مؤكدًا أن هذه الدعوة تساهم بفاعلية في التقريب بين الناس ومواجهة أحداث العنف والطائفية التي انتشرت في الآونة الأخيرة. واستعرض في هذا الصدد عددًا من الجهود التي تبذلها أسقفية كانتربري للحوار بين الأديان والجمع بين القيادات الدينية، للتشجيع على مزيد من التقارب وزيادة التفاهم. وشدد الرئيس السيسي على أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني يتعين أن تتم في إطار الدولة بما يضمن إيكالها إلى المتخصصين، ولا سيما في الأزهر باعتباره منارة للإسلام المعتدل، وأن تُجرى في إطار شامل يتفاعل مع النفس الإنسانية ومنطق التفكير، مشيرا إلى أن عملية تصويب وتجديد الخطاب الديني ستستغرق وقتا طويلا، ولا يتعين خلالها المساس بثوابت العقيدة وأصول الدين. وأضاف الرئيس أن هناك عددا من العوامل التي تتضافر معًا لإنتاج الإرهاب والفكر المتطرف ومن بينها الجهل والفقر والخطاب الديني السيئ، فضلاً عن الانغلاق على الذات ورفض التعرف على ثقافة الآخر، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن تتم إتاحة الفرصة للشباب المصريين للدراسة في الجامعات الغربية، ليس فقط للاستفادة من الإمكانيات التعليمية والتقنية، ولكن للانفتاح على الآخر وتفهم العقليات المغايرة واستيعابها. وفي ذات السياق، أشار الرئيس إلى أهمية دمج المسلمين المقيمين في الدول الغربية في تلك المجتمعات بما يساعدهم على أن يكونوا أكثر انفتاحا وتسامحا وقبولا للآخر.
إلى ذلك، أعلنت القاهرة أمس عن زيارة رسمية للرئيس السيسي إلى كل من قبرص وإسبانيا يومي 29 و30 أبريل (نيسان) الحالي، يعقد خلالها جلسة مباحثات مع نظيره القبرصي، يعقبها قمة ثلاثية مع الرئيس القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني، تعقبها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفود الدول الثلاث.
وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية أن الرئيس سيتوجه عقب اختتام زيارته لقبرص إلى العاصمة الإسبانية مدريد تلبيةً للدعوة الموجهة له من ملك إسبانيا فيليبي السادس الذي سيعقد معه الرئيس السيسي لقاء ثنائيا، يعقبه لقاء آخر مع رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي، ويليه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، إذ سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.