لماذا أصبحت التطبيقات فجأة مهتمة بحماية الأطفال؟

لماذا أصبحت التطبيقات  فجأة مهتمة بحماية الأطفال؟
TT

لماذا أصبحت التطبيقات فجأة مهتمة بحماية الأطفال؟

لماذا أصبحت التطبيقات  فجأة مهتمة بحماية الأطفال؟

لن يستطيع الناس بعد اليوم مشاهدة الفيديوهات التي يسجلها ويحملها مستخدمون لم يبلغوا سن الرشد على «يوتيوب». بدوره، أعلن تطبيق «تيك توك» أنه سيتوقف عن إرسال الإشعارات للمراهقين ليلاً، فيما شددت شركتا «فيسبوك» و«غوغل» الخناق على الوسائل التي يستخدمها المعلنون لتصميم إعلانات تستهدف الأحداث القُصر عبر موقعيهما.

خصوصية الأطفال
أعادت شركات الإنترنت في الأشهر الأخيرة تصميم تطبيقاتها وسياساتها لتساعد في تعزيز حماية سلامة وخصوصية الأطفال وصحتهم النفسية، والسبب الرئيسي في ذلك هو بريطانيا. ففي سبتمبر (أيلول) الفائت، بدأت الأخيرة بتطبيق قواعد إرشادية جديدة قد تكون الأسرع تبنياً في العالم في مجال تأمين الحماية الرقمية للأطفال.
وكما في الأمثلة الواردة أعلاه، تساهم القوانين البريطانية الجديدة – التي كانت تُعرف في السابق بـ«قانون تصميم الرموز المناسبة للسن» Age - Appropriate Design Code أو «قانون رموز الأطفال «Children’s Code – في تغيير تجربة الإنترنت للصغار والعائلات في الولايات المتحدة ودول أخرى.
وإليكم فيما يلي المزيد عن قوانين الحماية البريطانية وتأثيراتها الآخذة في الانتشار والتي أثارت فرحة عارمة لدى المدافعين عن حقوق الأطفال.
وهنا، لا بد من الإشارة إلى حقيقة أن بريطانيا أصبحت المرجع لتلقين شركات الإنترنت الأميركية دروساً حول كيفية حماية الأطفال الأميركيين، ما يعني أن الجدل السائد بين المشرعين الأميركيين لتحديث قوانين حماية الأطفال إلكترونياً وتأديب منصة إنستغرام كما حصل منذ أيامٍ قليلة، أتى متأخراً جداً.

قوانين بريطانية
- بماذا تنص القوانين البريطانية الجديدة؟ يرتكز قانون الأطفال البريطاني على فكرة رئيسية هي دفع الشركات إلى تطوير منتجات تراعي مصلحة الأطفال، وتحميلها مسؤولية حمايتهم. وفي الوقت نفسه، لا تعفي هذه القوانين الأهل ومسؤولي الرعاية من المسؤولية، بل تقدم لهم الدعم الذي يحتاجونه.
يفرض القانون أيضاً على المواقع الإلكترونية والتطبيقات تشغيل أعلى مستوى آمن من إعدادات الخصوصية للأشخاص ما دون سن الرشد (18 عاماً)، وتعطيل جميع الخصائص والمزايا التي تتيح تعقب مواقع الصغار، بالإضافة إلى إلزام الخدمات الرقمية بجمع أقل قدر من المعلومات عنهم.
تتسم بعض إرشادات القانون بالضبابية، لا سيما لناحية التصميم، ما دفع صناعة التقنية إلى محاربته منذ إقراره بعد معالجة فوضوية العام الماضي.
لا يزال من المبكر الحديث في فاعلية هذه الإرشادات وكيف سيُصار إلى الحث على تنفيذها، دون أن ننسى بعض المساومات التي لا بد أن تحصل. فمع استمرار الشركات بتجربة وسائل مصادقة (على هوية الشخص وعمره) أكثر قوة، مسايرة للقانون البريطاني وغيره، قد تضطر أخيراً إلى التضحية بسرية الهوية، أي خرق الهوية الشخصية، في العالم الإلكتروني.
في المقابل، يرى معظم المدافعين عن حقوق الأطفال في هذه الإرشادات مقاربة مراعية لإعادة تصميم شبكة الإنترنت بشكلٍ يحمي الصغار المعرضين للمخاطر الإلكترونية. وهنا، يقول جيمس ستيير، الرئيس التنفيذي لشركة «كومون سينس ميديا» إنه «من داعمي هذه المقاربة».
- ما هو سبب انتشار القانون البريطاني عالمياً؟ كان بإمكان شركات مثل فيسبوك وغوغل وغيرهما الالتزام بالقانون البريطاني وتغيير مزايا الخصوصية للأطفال الذين يعيشون في هذه البلاد فحسب، ولكن هذا الخيار لو حصل، كان سيبدو سيئاً جداً على المستويين العملي والنظري.
يسعى المشرعون وتنفيذيو شركات التقنية بشكلٍ متزايد إلى تقديم الدعم لاعتماد مزايا وضوابط مختلفة لحماية الأطفال من أشخاص قد يلاحقونهم للاستغلال الجنسي، والمحتوى غير اللائق، والتنمر، وغيرها من المخاطر الإلكترونية.
تعي شركات الإنترنت جيداً أن قوانين مماثلة للقانون البريطاني آتية ولو بعد حين، ولهذا السبب، تفضل أن تبادر بنفسها إلى اتخاذ بعض الخطوات في هذا الإطار. وكانت سونيا ليفنغستون، أستاذة الاقتصاد في جامعة لندن والتي تدرس حقوق الطفل، قد قالت لموقع «وايرد» في وقتٍ سابقٍ من هذا العام: «أعتقد أن هذه الشركات على دراية بالاعتراضات والاحتجاجات».

توجهات أميركية
- ما هي تحركات واشنطن في هذا المجال؟ يتداول المشرعون الأميركيون تحديثات محتملة لقانون الحماية الإلكترونية الشاملة للأطفال الصادر عام 1990 والذي أجبر معظم الخدمات الإلكترونية الشعبية في البلاد على حظر المستخدمين دون سن 13 عاماً، ولكن الجميع يعلم أن الكثير من الأطفال الأميركيين يستخدمون الإنترنت بموافقة ذويهم أو من دونها. وهنا يبقى السؤال الأهم: ما الذي يمكن أو يجب فعله لتعزيز سلامة الأطفال الإلكترونية؟
اقترح زملائي في مقطع فيديو نشره قسم الرأي في صحيفة «نيويورك تايمز» أن يقوم الكونغرس الأميركي بتطبيق القوانين البريطانية نفسها، حتى أن بعض المشرعين الأميركيين اقترحوا هذا الأمر، ومنهم السيناتور ريتشارد بلومنثال، الذي تساءل «لما لا نعتمده هنا»، في إشارة منه إلى القانون نفسه خلال الجلسة الأخيرة.
ولكن القوانين البريطانية أصبحت حاضرة وفاعلة، حتى بلا إنفاذ القانون الأميركي. واعترف ستيير أنه يشعر بالإحباط لأن الكونغرس الأميركي لم يقر بعد قوانين جديدة لحماية الأطفال ولكنه رجح أن يحصل هذا الأمر قريباً، لافتاً إلى أن «عام 2022 سيكون مهماً جداً للتشريعات والقوانين الخاصة بالتقنية».
* خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

«ساس»: 2026 عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا يشير تقرير «ساس» إلى أن عام 2026 سيكون عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من الاندفاع والمبالغة (غيتي)

«ساس»: 2026 عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي

«ساس» تتوقع عاماً من المحاسبة لمشاريع الذكاء الاصطناعي التوليدي.

نسيم رمضان (لندن)
الاقتصاد جناح «إم آي إس» في معرض «بلاك هات 2024» بالرياض (موقع الشركة الإلكتروني)

«إم آي إس» السعودية ترسي مشروعاً بـ50.8 مليون دولار مع مركز الأرصاد

أعلنت شركة «المعمر لأنظمة المعلومات (إم آي إس)» السعودية، الاثنين، ترسية مشروع مع المركز الوطني للأرصاد في المملكة، بمبلغ إجمالي 190.5 مليون ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
تكنولوجيا البرنامج الجديد يسعى للتحقق من هوية مطوّري التطبيقات خارج متجر «بلاي» بهدف الحد من التطبيقات مجهولة المصدر والاحتيال (أدوبي)

«غوغل» تطلق برنامجاً إلزامياً للتحقق من مطوّري تطبيقات «أندرويد» خارج متجرها الرسمي

خطوة أمان مفصلية لتثبيت التطبيقات غير الموثّقة

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا نُشرت البرمجية عبر ملفات صور «DNG» خبيثة ويُرجّح أنها اعتمدت أسلوب الهجمات «دون نقرة» (شاترستوك)

برمجية تجسس جديدة تستهدف أجهزة «سامسونغ» عبر ثغرة «يوم صفر»

كشف باحثون عن برمجية تجسس جديدة تستهدف سامسونغ عبر ثغرة «يوم صفر»، انتشرت منذ 2024 بقدرات مراقبة واسعة وهجمات بلا نقرة، قبل إغلاقها بتحديثات 2025.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا دليلك لرصد الفيديوهات المزيفة بالذكاء الاصطناعي

دليلك لرصد الفيديوهات المزيفة بالذكاء الاصطناعي

عليك توخي الحذر تجاه أي فيديو ينتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي هذه الأيام. وفيما يلي بعض النصائح لرصد الفيديوهات الزائفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رئيس «غوغل» يحذر من الثقة العمياء في الذكاء الاصطناعي

سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» (أ.ب)
سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» (أ.ب)
TT

رئيس «غوغل» يحذر من الثقة العمياء في الذكاء الاصطناعي

سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» (أ.ب)
سوندار بيتشاي الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل» (أ.ب)

حذر سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة «غوغل»، الناس من الثقة العمياء بكل ما تُخبرهم به أدوات الذكاء الاصطناعي.

وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية، قال بيتشاي إن نماذج الذكاء الاصطناعي «عرضة للأخطاء»، وحثّ الناس على استخدامها إلى جانب أدوات أخرى.

وأوضح بيتشاي أن هذا يبرز أهمية وجود نظام معلوماتي غني، بدلاً من الاعتماد فقط على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

وقال: «لهذا السبب يستخدم الناس أيضاً بحث غوغل، ولدينا منتجات أخرى أكثر رسوخاً في توفير معلومات دقيقة».

وأشار رئيس «غوغل» إلى أنه في حين أن أدوات الذكاء الاصطناعي مفيدة «إذا كنت ترغب في كتابة شيء ما بإبداع، لكنه ينبغي على الناس تعلم استخدام هذه الأدوات فيما هي جيدة فيه، وعدم الوثوق بكل ما تقوله دون وعي».

بالإضافة إلى ذلك، صرح بيتشاي بأن جميع الشركات ستتأثر «في حال انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي».

وقال إنه على الرغم من أن نمو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي كان «لحظة استثنائية»، لكن هناك بعض «اللاعقلانية» في الطفرة الحالية في هذا المجال.

يأتي هذا وسط مخاوف في وادي السيليكون وخارجه من «فقاعة الذكاء الاصطناعي»، حيث ارتفعت قيمة شركات التكنولوجيا التي تعمل في هذا المجال بشكل كبير في الأشهر الأخيرة، وأنفقت الشركات مبالغ طائلة على هذه الصناعة الناشئة.

بيتشاي قال إن نماذج الذكاء الاصطناعي «عرضة للأخطاء» (رويترز)

وعندما سُئل عما إذا كانت «غوغل» ستكون بمنأى عن تأثير انفجار فقاعة الذكاء الاصطناعي، قال بيتشاي إن شركته قد تتمكن إلى حد ما من الصمود أمام هذه العاصفة المحتملة، لكنها مثلها مثل الشركات الأخرى «لن تكون بمنأى عن تأثير هذا الانفجار».

تأتي تصريحات بيتشاي وسط ترقب عالم التكنولوجيا أحدث إصدار من نموذج الذكاء الاصطناعي الاستهلاكي من «غوغل»، «جيميني 3.0».

ومنذ مايو (أيار) الماضي، بدأت غوغل بإضافة «وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode» الجديد إلى محرك بحثها، مُدمجةً به روبوت الدردشة جيميني.

وفي ذلك الوقت، قال بيتشاي إن دمج جيميني مع محرك البحث كان يشير إلى «مرحلة جديدة في التحول الذي يشهده نموذج الذكاء الاصطناعي».

وتأتي هذه الخطوة أيضاً في إطار سعي عملاق التكنولوجيا للحفاظ على قدرته التنافسية ضد خدمات الذكاء الاصطناعي مثل «تشات جي بي تيChatGPT»، التي هددت هيمنة «غوغل» على سوق البحث الإلكتروني.


«ساس»: 2026 عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي

يشير تقرير «ساس» إلى أن عام 2026 سيكون عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من الاندفاع والمبالغة (غيتي)
يشير تقرير «ساس» إلى أن عام 2026 سيكون عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من الاندفاع والمبالغة (غيتي)
TT

«ساس»: 2026 عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي

يشير تقرير «ساس» إلى أن عام 2026 سيكون عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من الاندفاع والمبالغة (غيتي)
يشير تقرير «ساس» إلى أن عام 2026 سيكون عام الاختبار الحقيقي لصناعة الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من الاندفاع والمبالغة (غيتي)

مع اقتراب نهاية 2025، يبدو مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي وكأنه يقف على مفترق طرق حساس. فبين نجاحات سريعة وتطبيقات مذهلة، تتزايد الشكوك حول استدامة النمو، وتظهر تساؤلات صعبة حول فقاعة محتملة، وأزمات طاقة تلوح في الأفق، ومشاريع ذكاء اصطناعي توليدي لم تحقق النتائج التي وُعد بها المستثمرون. وفي هذا السياق، تقدّم شركة «ساس» رؤية متوازنة لعام 2026، الذي تعتبره عاماً ستضع فيه الصناعة نفسها تحت الاختبار الحقيقي.

الشركة ترى أن المستقبل ليس مظلماً، لكنه يتطلب وللمرة الأولى انضباطاً حقيقياً ومسؤولية مشتركة بين قادة البيانات والمطوّرين والشركات. وفي هذا الجانب، يلخص جيريد بيترسون نائب الرئيس الأول لهندسة المنصات المزاج العام بقوله إن «عام 2026 سيُظهر بوضوح أن مراكز البيانات الضخمة ليست حلاً اقتصادياً دائماً، وأن الصناعة بحاجة إلى التفكير بمرونة أكبر».

«ساس»: سيشهد عام 2026 تحولاً جذرياً في دور الوكلاء الذكيين داخل المؤسسات حيث سيصبحون جزءاً أساسياً من فرق العمل وليس مجرد أدوات (شاترستوك)

انتهاء مرحلة الحماس غير المشروط

بعد سنوات من الاندفاع نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي، يؤكد التقرير أن 2026 سيكون عام «النتائج الواقعية». لم يعد الإنفاق على المشاريع الضخمة يُبرّر بالقول إنها «استثمار في المستقبل». الآن، سيطلب المديرون الماليون قياساً واضحاً للعوائد، خاصة بعد مبالغ طائلة ضُخت في منتجات مشابهة لـ«شات جي بي تي» (ChatGPT) دون نتائج ملموسة. ولتأكيد هذا التحول، تقول مانيشا خانا، مديرة أولى للمنتجات في الذكاء الاصطناعي إن «الحديث عن الابتكار لا يكفي... يجب أن تُثبت هذه المشاريع أنها توفر وفورات أو تزيد الإيرادات خلال 6 إلى 12 شهراً فقط».

وكلاء الذكاء الاصطناعي

عام 2026 سيشهد نقلة من استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة إلى دمجه كجزء عضوي من فرق العمل. وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين يستطيعون التعلم والتنفيذ واتخاذ قرارات مستقلة لن يكونوا في الهامش بعد الآن.

ويشير أودو سقالفو، نائب رئيس تطبيقات الذكاء الاصطناعي، عن هذا التحول قائلاً إن «المنظمات ستعمل بفرق مختلطة من البشر والوكلاء... ليس كطرف مساند، بل كشركاء قادرين على فهم السياق وتنفيذ المهام بموثوقية». يوضح هذا الاقتباس أن التحول لا يتعلق بالتكنولوجيا فقط، بل بالثقافة التنظيمية نفسها.

يبرز التقرير مخاوف كبيرة حول استهلاك الطاقة المتزايد لمراكز البيانات ما قد يهدد القدرة العالمية على مواكبة سباق الذكاء الاصطناعي (شاترستوك)

زمن التوازن الدقيق

مع تسارع القوانين الحكومية حول الذكاء الاصطناعي، ستحتاج الشركات إلى تطوير أنظمة حوكمة ذاتية. لن يكفي الامتثال للقوانين فقط، بل سيصبح «السلوك المسؤول» أحد المعايير التنافسية. ويضيف ريجي تاونسند نائب رئيس أخلاقيات البيانات رؤية مهمة «بأن النجاح في 2026 لن يكون لمن يتبنى الذكاء الاصطناعي أولاً، بل لمن يفهم أن الحوكمة ليست عائقاً... بل عنصراً أساسياً للابتكار المستدام». ينسجم هذا التصريح مع جوهر التقرير الذي يؤكد أن الانضباط سيحدد الفائزين الحقيقيين.

تحديات الطاقة... والتنافس العالمي

يبرز في التقرير تحذير حاد حول مستقبل الطاقة؛ إذ تتوقع «ساس» أن النمو الحالي غير مستدام. الطلب المتصاعد على الطاقة لتشغيل مراكز البيانات قد يهدد قدرة بعض الدول، خاصة الولايات المتحدة، على المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي. هذا البعد الجيوسياسي يجعل عام 2026 أكثر حساسية، ويكشف أن مستقبل الذكاء الاصطناعي ليس تقنياً فقط بل اقتصادياً وطاقوياً أيضاً.

التقرير يتوقع أيضاً توسعاً في مجال الحوسبة الكمية، ونضجاً ملموساً في استخدام البيانات الاصطناعية كـ«وقود بديل» لنماذج الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى ازدياد الطلب على هياكل ذكاء اصطناعي سيادية تمنح الشركات والحكومات سيطرة أكبر على البيانات والبنية التحتية.

ما بين كل هذه التوقعات، من إعادة تقييم الاستثمارات، إلى صعود وكلاء الذكاء الاصطناعي، إلى أزمات الطاقة، إلى تحولات الحوكمة، تتفق «ساس» على نقطة واحدة؛ أن عام 2026 سيكون امتحاناً شاملاً للصناعة. تقول الشركة إن موجة المبالغة التي رافقت الذكاء الاصطناعي خلال عامي 2023 و2024 ستتراجع، وإن ما سيصمد هو الابتكار المسؤول القادر على تحقيق نتائج قابلة للقياس.


هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
TT

هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت»: تصميم فريد وجريء بأداء قوي وسعر منخفض

دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي
دعم متقدم لتقنيات التصوير والتحرير باستخدام الذكاء الاصطناعي

يستهدف هاتف «ناثينغ فون 3 إيه لايت» Nothing Phone 3a Lite جيل الشباب والطلاب بسبب تصميمه الجريء ومواصفاته التصويرية المتقدمة ومزايا تحرير الصور وعروض الفيديو وحماية الخصوصية وبطاريته ذات العمر الممتد، في سعر منخفض. ويتميز الهاتف كذلك بتصميم فريد مما يجعله منافساً قوياً وجذاباً.

واختبرت «الشرق الأوسط» الهاتف، ونذكر ملخص التجربة.

تصميم أنيق وجريء بمواصفات متقدمة

تصميم أنيق

يواصل الهاتف تبني الفلسفة الجمالية لتصاميم الشركة من خلال تصميمه البسيط والأنيق، حيث يتميز بإطار مسطح مصنوع من الألمنيوم، ما يمنح إحساساً بالجودة والمتانة، ويكمله زجاج واقٍ على الجهتين الأمامية والخلفية لحمايته من الصدمات والخدوش. ويمنح الوزن المنخفض إحساساً مريحاً ومطمئناً عند الإمساك به. ويتوفر الهاتف بألوان كلاسيكية أنيقة ويتميز بمقاومته للغبار ورذاذ الماء وفقاً لمعيار IP54، مما يؤكد على متانته اليومية.

تجربة بصرية متقدمة

شاشة الهاتف هي واحدة من أبرز نقاط قوته، حيث إن قطرها كبير مع توفير دقة كبيرة. وتقدم الشاشة تجربة مشاهدة غامرة بفضل أطرافها النحيفة والمتساوية، وهي تدعم عمق ألوان 10 بت، ما يعني قدرتها على عرض أكثر من مليار لون بدقة مذهلة، وهي مزودة بزجاج خاص لحماية إضافية.

ولعل الميزة الأبرز في الشاشة هي السطوع الفائق الذي يصل إلى ذروته عند 3000 شمعة في نمط العرض HDR، ما يضمن رؤية واضحة وممتازة للمحتوى حتى تحت أشعة الشمس المباشرة بمتوسط سطوع خارجي يبلغ 1300 شمعة. ويتم تعزيز هذه التجربة بمعدل تحديث تكيفي سلس يصل إلى 120 هرتز، ما يجعل التمرير وتصفح الأخبار ومشاهدة عروض الفيديو واللعب بالألعاب الإلكترونية تجربة سلسة وذات استجابة فائقة. كما يوفر معدل التعتيم PWM بتردد 2160 هرتز راحة للعينين أثناء الاستخدام المطول في ظروف الإضاءة المنخفضة.

نظام الكاميرات الثلاثي المتقن

ويقدم الهاتف مصفوفة كاميرات خلفية ثلاثية متكاملة تتصدرها عدسة رئيسية احترافية بدقة 50 ميغابكسل ومستشعر عالي الجودة يلتقط ما نسبته 64 في المائة إضافية من الضوء. وتتضمن الكاميرا أيضاً ميزة التثبيت البصري Optical Image Stabilization OIS لضمان التقاط صور واضحة وعروض فيديو ثابتة. ويعمل هذا النظام القوي مع محرك «ترو لينس إنجن 4» TrueLens Engine 4.0 نفسه المستخدم في الهواتف الرائدة لهذه السلسلة، مما يضمن جودة صور فائقة التفاصيل وألواناً حقيقية.

ويكتمل النظام بكاميرا واسعة جداً بدقة 8 ميغابكسل لالتقاط مناظر طبيعية ولقطات جماعية مذهلة، بالإضافة إلى مستشعر «ماكرو» بدقة 2 ميغابكسل لاستكشاف تفاصيل العالم الصغير عن قرب. أما الكاميرا الأمامية، فتبلغ دقتها 16 ميغابكسل لضمان تسجيل صور ذاتية («سيلفي») واضحة ومكالمات فيديو عالية الجودة.

ويدعم الهاتف تسجيل الفيديو بالدقة الفائقة 4K بمعدل 30 صورة في الثانية، مع دعم مزايا تصويرية متقنة مثل «ألترا إكس دي آر» Ultra XDR (تقنية تم تطويرها بالشراكة مع «غوغل» تهدف إلى زيادة تباين الألوان والظلال لجعل الصور تظهر بشكل طبيعي أكثر) ونمط «بورتريه» المدعوم بالذكاء الاصطناعي لصور احترافية.

وتجدر الإشارة إلى أن الهاتف يقدم أدوات لتحرير الصور وعروض الفيديو مباشرة من خلاله، الأمر الذي يجعل مشاركة أهم اللحظات مع الآخرين عبر الشبكات الاجتماعية أمراً في منتهى السلاسة والبساطة. كما تستطيع الكاميرا تسجيل الصور بامتداد RAW، ما يجعل تحرير الألوان والإضاءة بعد انتهاء عملية الالتقاط أمراً يسيراً جداً. وإن كنت تبحث عن قدرات آلية للتعرف على نوع الصورة الملتقطة وتعديل إعدادات الكاميرا قبل الضغط على زر التسجيل، فيمكن القيام بذلك بشكل فوري باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المدمجة.

واجهة ذكية وبسيطة للاستخدام

وتقدم ميزة الإضاءة الخلفية «غليف لايت» Glyph Light طابعاً مميزاً للهاتف، حيث تقدم ضوء «إل إي دي» خلفياً واحداً لعرض الإشعارات بشكل يشابه الهواتف الكلاسيكية، ولكنه يحافظ على الوظائف الأساسية المفضلة لدى المستخدمين. ويمكن من خلال هذه الميزة عرض وهج ثابت لجهات الاتصال والتطبيقات المهمة، أو استخدامه كمؤشر للعد التنازلي للكاميرا، مع تفعيل ميزة قلب شاشة الهاتف لتفعيل الإشعارات الضوئية الصامتة، وغيرها.

ويعمل الهاتف بواجهة «ناثينغ أو إس 3.5» Nothing OS 3.5 المبنية على نظام التشغيل «آندرويد 15»، وهي واجهة تتميز بالبساطة وتقدم تجربة استخدام سلسة للغاية ومستقرة. وتوفر الواجهة مجموعة من المزايا الذكية مثل «الدرج الذكي» Smart Drawer لتنظيم التطبيقات تلقائياً، و«المساحة الأساسية» Essential Space المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتنظيم الملاحظات والملفات وتحويل الملفات الصوتية إلى نصوص وإيجاد وصف للصور، و«المساحة الشخصية» Private Space لحماية محتوى تطبيقاتك من أعين المتطفلين، ومزايا أمان مثل «قفل التطبيقات» App Locker لمنع تشغيل تطبيقات محددة إلا بعد إدخال رمز سري.

يضاف إلى ذلك دعم الهاتف ميزة «المفتاح الأساسي» Essential Key التي تسمح لك التقاط صور وتسجيل محتوى شاشتك وصوتك من مكان واحد بكل سلاسة. كما يقدم الهاتف ميزة «البحث الأساسي» Essential Search التي تسمح لك البحث عن أي شيء حفظته في هاتفك، مثل التطبيقات والصور والرسائل، حيث يكفي كتابة كلمة واحدة للعثور على ما تبحث عنه في الهاتف. وتدعم الشركة تحديثات «آندرويد» الرئيسية لثلاث سنوات وست سنوات من التحديثات الأمنية، مما يضمن طول عمر الهاتف لفترة ممتدة.

بطارية لا تتعب وشحن سريع... بسعر منخفض

مواصفات تقنية

وبالنسبة للمواصفات التقنية للهاتف، فيبلغ قطر شاشته 6.77 بوصة وهي تعرض الصورة بدقة 2392x1080 بكسل وبدقة 387 بكسل في البوصة وبتردد 120 هرتز وبشدة سطوع تتراوح بين 800 و3000 شمعة، وهي تعرض الألوان بتقنية «أموليد» AMOLED وبدعم للمجال العالي الديناميكي High Dynamic Range HDR، مع استخدام زجاج «باندا» المقاوم للخدوش والكسر.

ويستخدم الهاتف معالج «ميدياتيك دايمنستي 7300 برو» ثماني النوى (4 نوى بسرعة 2.5 غيغاهرتز و4 بسرعة 2 غيغاهرتز) بدقة التصنيع 4 نانومتر، والذي يتميز بكفاءته العالية في استهلاك الطاقة وقوته في التعامل مع المهام اليومية المتعددة، مما يضمن تجربة استخدام سريعة وسلسة، حيث يتم تشغيل التطبيقات وفتحها بسلاسة تامة دون أي تأخير ملحوظ.

كما يقدم الهاتف 8 غيغابايت من الذاكرة للعمل و256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة التي يمكن زيادتها بـ2 تيرابايت (2048 غيغابايت) من خلال بطاقات الذاكرة الإضافية «مايكرو إس دي». وبالنسبة لمصفوفة الكاميرات، فيقدم الهاتف 3 كاميرات خلفية بدقة 50 و8 و2 ميغابكسل (للزوايا العريضة والعريضة جدا وللعناصر القريبة جداً) مع توفير ضوء «فلاش» بتقنية «إل إي دي». أما بالنسبة للكاميرا الأمامية، فتبلغ دقتها 16 ميغابكسل، وهي تدعم التصوير بزوايا عريضة.

ويدعم الهاتف شبكات «واي فاي» a وb وg وn وac و6 و«بلوتوث 5.3» اللاسلكية، مع دعم تقنية الاتصال عبر المجال القريب Near Field Communication NFC وتقديم مستشعر بصمة خلف الشاشة. الهاتف مقاوم للبلل والغبار وفقاً لمعيار IP54، وهو يدعم استخدام شريحتي اتصال، ويعمل بنظام التشغيل «آندرويد 15».

ويتميز الهاتف ببطارية قوية تبلغ شحنتها 5000 ملي أمبير - ساعة، مصممة لتوفير يوم كامل من الاستخدام المريح دون قلق. وتدعم هذه البطارية تقنية الشحن السلكي السريع بقدرة 33 واط، مما يسمح بشحن ما يصل إلى 50 في المائة من شحنتها في نحو 20 دقيقة فقط، وهي سرعة ممتازة تضمن قضاء الهاتف وقت أقل موصولاً بالشاحن. وتستطيع البطارية تقديم ما يصل إلى 55 ساعة من تشغيل الموسيقى أو 47 ساعة من إجراء المكالمات الصوتية أو 22 ساعة من تشغيل عروض «يوتيوب» أو 9 ساعات ونصف الساعة من اللعب بالألعاب الإلكترونية. هذا، ويدعم الهاتف الشحن السلكي العكسي بقدرة 5 واط لشحن الأجهزة والملحقات الأخرى.

وتبلغ سماكة الهاتف 8.3 مليمتر ويبلغ وزنه 199 غراماً، وهو متوفر في المنطقة العربية بألوان الأبيض أو الأسود بسعر 749 أو 899 ريالاً سعودياً (199 أو 239 دولاراً أميركياً) لإصداري 128 أو 256 غيغابايت من السعة التخزينية المدمجة.