جدل في البرلمان المغربي جراء إقصاء صحف من نشر إعلانات مالية

نادية فتاح لدى استقبالها أمس رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (الشرق الأوسط)
نادية فتاح لدى استقبالها أمس رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (الشرق الأوسط)
TT

جدل في البرلمان المغربي جراء إقصاء صحف من نشر إعلانات مالية

نادية فتاح لدى استقبالها أمس رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (الشرق الأوسط)
نادية فتاح لدى استقبالها أمس رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف (الشرق الأوسط)

أثير أمس جدل في مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، بشأن قرار وزارة الاقتصاد والمالية، الذي يقضي بتحديد لائحة الصحف والمواقع الإلكترونية المخول لها نشر الإعلانات ذات الطبيعة المالية.
وقال النائب محمد أوزين، المنتمي للفريق الحركي (حزب الحركة الشعبية المعارض)، مخاطباً نادية فتاح وزيرة الاقتصاد والمالية إن الحكومة اتخذت «قراراً عشوائياً» يقضي بتحديد لائحة الصحف والمواقع الإلكترونية المخولة بنشر الإعلانات المالية «دون معايير واضحة».
وذكر النائب أوزين أن الإعلام هو الحلقة الضعيفة في النموذج التنموي المغربي، مشيراً إلى أنه «عوض أن تضع الحكومة مخططاً شاملاً لتحفيز الإعلام، وتحويله لفضاء حقيقي للنقاش العمومية، فإنها تعمل بمقاربة انتقائية».
وردت وزيرة الاقتصاد والمالية قائلة إن الأمر يتعلق بالإعلانات ذات الطبيعة المالية، وتلك التي لها صبغة اقتصادية للشركات العاملة في سوق الرساميل، ولا يتعلق الأمر بباقي الإعلانات الإدارية والقضائية.
وأشارت فتاح إلى أن الهدف من هذا القرار هو تحديد لائحة الصحف، التي يمكنها نشر هذه الإعلانات «لإعطاء المعلومة لمن يلج لسوق الرساميل، مؤكدة أنه «لم يكن الغرض هو الإقصاء».
وأشارت الوزيرة المغربية إلى أن الجدل، الذي أثير حول قرار وزارة الاقتصاد والمالية، كان مناسباً لكي تعرف الحكومة أن بعض وسائل الإعلام لم تعرف مسطرة إيداع طلب إدراجها ضمن الصحف المخولة بنشر هذه الإعلانات، وأوضحت أنه جرى نقاش مع الهيئات المهنية بهذا الشأن، موضحة أنه «ستكون هناك فرصة لتحيين القرار، حتى لا يكون هناك أي إقصاء لأي كان، واعتماد تكافؤ الفرص».
وكانت وزيرة الاقتصاد والمالية قد وقعت قراراً نشر في الجريدة الرسمية في 16 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، يحدد لائحة الصحف والمواقع الإلكترونية، التي يمكنها نشر الإعلانات القانونية المنصوص عليها في المادة 30 من القانون، المتعلق بـ«دعوة الجمهور إلى الاكتتاب» في أسهم الشركات المدرجة في البورصة، وحدد القرار لائحة الصحف والمواقع في 23 صحيفة وموقعاً إلكترونياً.
في سياق ذلك، استقبلت وزيرة الاقتصاد والمالية أمس نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، لمناقشة الموضوع الذي أثار جدلاً في الوسط الصحافي، وجاء الاستقبال بطلب من الفيدرالية.
وخلال اللقاء اتفق الطرفان على مواصلة التشاور حول القضايا، التي تهم تنمية قطاع الصحافة، وخصوصاً منها النهوض بالقراءة في إطار شراكة بين المهنيين والحكومة والقطاع الخاص.
وكان مفتاح قد أثار هذا الموضوع أيضاً في لقاء عقده قبل أسبوع مع مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل. وكتب تدوينة قال فيها إنه ناقش مع الوزير القرار الوزاري «الإقصائي»، مبرزاً أن الفيدرالية طالبت بتغيير هذا القرار.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.