التسعير بالدولار كابوس يؤرق اللبنانيين

أصحاب مولدات الكهرباء يصدرون فواتير بالعملة الصعبة

TT
20

التسعير بالدولار كابوس يؤرق اللبنانيين

رغم أن القوانين اللبنانية تمنع تسعير السلع والخدمات بغير العملة الوطنية، بات القسم الأكبر من التجار وموزعي الخدمات في لبنان يسعرون بالدولار الأميركي، ويعرضون الدفع بالعملة المحلية وفق سعر صرف السوق السوداء أو بـ«الفريش دولار»، ما يشكل كابوساً لغالبية اللبنانيين، بالنظر إلى أن أكثرية العاملين في لبنان يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها مع تخطي سعر صرف الدولار الواحد في الساعات الماضية عتبة الـ31 ألف ليرة لبنانية.
واستهجن عشرات المواطنين تسليمهم فواتير الاشتراك بالمولدات الكهربائية هذا الشهر بالدولار الأميركي. وقال مارون مطر (40 عاماً) وهو من سكان إحدى قرى جبل لبنان، أن فاتورة المولد وصلته وللمرة الأولى هذا الشهر بالدولار، وأن الشخص الذي يتولى تحصيل الأموال من المشتركين خيّره بين الدفع بالدولار أو بالليرة اللبنانية على سعر صرف السوق السوداء.
وقال مطر لـ«الشرق الأوسط»: «لا تكفينا مشقة تأمين المبالغ الطائلة لأصحاب المولدات التي تساوي أكثر من نصف رواتبنا، فهم يهددوننا اليوم بزيادة ساعات التقنين لأكثر من 14 ساعة في اليوم بحجة أنهم يتكبدون خسائر كبيرة».
ويؤكد رئيس تجمع أصحاب المولدات عبدو سعادة أنهم كتجمع لا يتبنون التسعير بالدولار ويعتمدون التسعير على سعر صرف السوق السوداء بالليرة اللبنانية، معتبراً أن «ما يؤدي لاستمرار الأزمة وتكبد أصحاب المولدات خسائر كبيرة هو تأخر المشتركين بتسديد فواتيرهم باعتبار أن التسعير يحصل وفق سعر صرف معين مطلع الشهر، فيما الدولار يستمر بالتحليق كل يوم ما يؤدي لتكبد خسائر كبيرة».
ويرى سعادة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الحل هو بتسديد المشتركين فواتيرهم قبل الخامس من كل شهر وعودة الدولة لدعم المازوت ما يؤدي لانخفاض قيمة الفواتير».
وبات قسم كبير من أصحاب المحال التجارية يسعر السلع بالدولار بحيث يحتسبها للزبون الراغب بشرائها على سعر صرف السوق السوداء الذي يتبدل مع ساعات النهار.
وتسأل غادة يونس (51 عاماً) عن المنطق المعتمد من قبل التجار الذين يسعرون السلع بالدولار وهم يدركون أن الغالبية الساحقة من المواطنين يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية، مستغربة في حديث لـ«الشرق الأوسط» تخلي الوزارات المعنية عن مسؤولياتها بملاحقة هؤلاء التجار و«كأنه إقرار من قبلها على أننا دخلنا في وضع متفلت لن تكون قادرة على ضبطه».
ويطرح كل ذلك علامات استفهام كبيرة حول التوجه لنظام الدولرة الشاملة الذي يشجعه قسم من الخبراء الماليين ومنهم الباحثة في الشأنين الاقتصادي والمالي والأستاذة الجامعية الدكتورة ليال منصور التي تعتبر الدولرة الشاملة ممتازة لبلد كلبنان متى تم تنظيمها واعتمادها بشكل رسمي، منبهة من أن «تركها كما هو حاصل حالياً بحيث تفرض نفسها بشكل عشوائي، أمر سلبي جداً ويفاقم الانهيار».
وتكشف منصور لـ«الشرق الأوسط» أنه «في عام 1994 نشر صندوق النقد الدولي دراسة نصح فيها باعتماد الدولرة الشاملة في لبنان ولكن لأسباب سياسية رفض الاقتراح، وهو ما نخشى أن يتكرر اليوم». وتضيف: «بعد الحرب لجأ لبنان لتثبيت عملته وقد كان في ذلك الوقت حلاً للأزمة، لكن الفشل على مر السنوات الماضية بالحفاظ على العملة وتقويتها وضعنا اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما تحرير العملة وهو ما يؤدي لانهيار دائم أو اعتماد الدولرة الشاملة وهي رغبة يفترض أن تصدر عن الدولة اللبنانية ويتلقفها صندوق النقد الذي لا شك لن يسير فيها مع الحكومة الحالية إنما من خلال حكومة جديدة تشكل بعد الانتخابات النيابية، علماً بأن اعتماد هذا النظام يعني الاستغناء عن السياسات النقدية وعن المصرف المركزي».



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».