أمم أفريقيا: المنتخب المصري يتسلح بـ«البدايات السعيدة» ضد نيجيريا

يسعى المنتخب المصري للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه (رويترز)
يسعى المنتخب المصري للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه (رويترز)
TT

أمم أفريقيا: المنتخب المصري يتسلح بـ«البدايات السعيدة» ضد نيجيريا

يسعى المنتخب المصري للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه (رويترز)
يسعى المنتخب المصري للتتويج باللقب للمرة الثامنة في تاريخه (رويترز)

يبحث المنتخبان المصري والسوداني عن بداية جيدة في مسيرتهما ببطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، المقامة حالياً في الكاميرون، حينما يواجهان منتخبي نيجيريا وغينيا بيساو غداً الثلاثاء في الجولة الأولى لمباريات المجموعة الرابعة بمرحلة المجموعات في المسابقة القارية.
ويسعى منتخب مصر، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 7 ألقاب، لمواصلة نتائجه الجيدة في لقاءاته الافتتاحية بالمسابقة، فخلال مشاركاته الـ11 الأخيرة في أمم أفريقيا حقق المنتخب الملقب بـ«الفراعنة» 9 انتصارات، كان آخرها الفوز 1 - صفر على زيمبابوي في افتتاح نسخة 2019 التي احتضنتها ملاعبه، مقابل تعادل وحيد جاء ضد مالي، حينما تعادلا سلبياً عام 2017 في الجابون، وخسارة وحيدة صفر - 1 أمام السنغال في نسخة 2002، التي أقيمت في مالي.
ويأمل المنتخب المصري في تكرار ما جرى بنسخة عام 2010 بأنجولا، حينما استهل مشواره بدور المجموعات في البطولة بالفوز على نظيره النيجيري، حيث قلب تأخره صفر - 1 إلى انتصار ثمين 3 - 1. ليشق بعدها طريقه نحو التتويج باللقب للمرة السابعة في تاريخه والثالثة على التوالي آنذاك.
ويرغب منتخب مصر، أكثر المنتخبات المشاركة في تاريخ البطولة برصيد 25 مشاركة، في مواصلة نتائجه الإيجابية أمام المنتخب النيجيري في مواجهاتهما الرسمية، حيث حافظ على سجله خالياً من الهزائم أمامه في لقاءاتهما الأربعة الأخيرة بمختلف المنافسات.
وما يعزز من قدرة المصريين على الخروج بنتيجة جيدة في لقاء الغد، معاناة المنتخب النيجيري من «حمى البداية» في أمم أفريقيا في الأعوام الأخيرة، فمنذ الألفية الجيدة، شارك المنتخب الملقب بـ«النسور الخضراء المحلقة» في 8 نسخ، حقق خلالها 4 انتصارات فقط في مبارياته الافتتاحية، كان آخرها فوزه 1 - صفر على بوروندي في النسخة الماضية، مقابل تعادل وحيد و3 هزائم.
ولم يحقق منتخب نيجيريا، الذي يشارك للمرة الـ19 في أمم أفريقيا، أي انتصار «رسمي» على مصر منذ فوزه 1 - صفر بنسخة أمم أفريقيا عام 1990 في الجزائر، غير أن آخر مواجهة جرت بين المنتخبين، والتي حملت الطابع الودي، انتهت بفوز النيجيريين بالنتيجة ذاتها في مارس (آذار) 2019. ومع ذلك، فإن المنتخب النيجيري، الذي توج بالبطولة أعوام 1980 و1994 و2013. يمتلك الأفضلية في سجل مواجهاته ضد منافسه المصري بكأس الأمم الأفريقية، والتي بدأت منذ النسخة الرابعة بغانا عام 1963، حيث حقق 3 انتصارات مقابل تعادلين وفوزين للمصريين.
ورغم تأهله للمرحلة النهائية من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم في قطر هذا العام، لكن المنتخب المصري أثار قلق محبيه بعدما اكتفى بالحصول على المركز الرابع ببطولة كأس العرب، التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة الشهر الماضي، والتي غاب عنه خلاله 5 من نجومه المحترفين بأوروبا، في مقدمتهم محمد صلاح، هداف فريق ليفربول وبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حالياً.
وتعرض البرتغالي كارلوس كيروش، مدرب منتخب مصر، الذي تولى المسؤولية في سبتمبر (أيلول) الماضي، خلفاً للمدرب المحلي حسام البدري، للكثير من الانتقادات بسبب اختياراته لقائمة الفريق، التي أثارت الجدل.
وستكون هذه هي التجربة الثانية لكيروش بكأس الأمم الأفريقية، بعدما ظهر لأول مرة في البطولة القارية قبل 20 عاماً مع منتخب جنوب أفريقيا بنسخة المسابقة عام 2002، حيث تصدر مجموعته بالدور الأول، التي ضمت غانا والمغرب وبوركينا فاسو، لكنه ودع المسابقة من دور الثمانية، بالخسارة صفر - 2 أمام المنتخب المالي.
وأصاب فيروس «كورونا» عدداً من أفراد المنتخب المصري، من بينهم حارس المرمى محمد أبو جبل وإبراهيم عادل، صانع الألعاب الشاب، بالإضافة لعصام الحضري، مدرب الحراس. من جانبه، يفتقد منتخب نيجيريا، الذي حصل على قوة دفع لا بأس بها بعد تأهله للمرحلة النهائية بتصفيات مونديال قطر، خدمات نجميه فيكتور أوسيمين، لاعب نابولي الإيطالي، وإيمانويل دينيس، مهاجم واتفورد الإنجليزي، بسبب تعنت نادييهما اللذين رفضا انضمامهما للفريق، مما شكل ضربة موجعة للفريق.
وفي اللقاء الآخر، يطمع المنتخب السوداني، حامل لقب المسابقة عام 1970. في حصد النقاط الثلاث أمام منتخب غينيا بيساو، الذي يشارك للمرة الثالثة على التوالي في المسابقة.
ويرغب منتخب السودان في مصالحة جماهيره، التي تعرضت لخيبة أمل كبيرة، بعد ظهوره الباهت ببطولة كأس العرب في الدوحة، حيث تذيل ترتيب مجموعته التي ضمت منتخبات مصر والجزائر ولبنان، بلا رصيد من النقاط، عقب خسارته في جميع لقاءاته بالبطولة، حيث فشل خلالها في تسجيل أي هدف، فيما سكنت شباكه 10 أهداف. وتسببت المشاركة الكارثية للسودان في البطولة، في إقالة الفرنسي هوبير فيلود، قبل أيام قليلة على انطلاق أمم أفريقيا، ليتولى المدرب المحلي برهان تيه، المسؤولية خلفاً له.
ويدخل المنتخب السوداني، الذي يشارك للمرة التاسعة في البطولة، بقائمة محلية، حيث ضمت مجموعة كبيرة من نجوم فريقي الهلال والمريخ، فيما استعان بلاعبين فقط من خارج البلاد هما محمد شرف الدين أمين، لاعب موتالا السويدي، وياسين حامد، لاعب نيريجهيهازا سبارتاكوس المجري. في المقابل، يحلم منتخب غينيا بيساو بتخطي دور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، ولو حتى عن طريق الوجود ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست، بعدما أخفق في بلوغ الأدوار الإقصائية خلال مشاركتيه السابقتين. ويأمل منتخب غينيا بيساو في تحقيق انتصاره الأول في تاريخه بالبطولة عبر بوابة المنتخب السوداني، ففي مبارياته الست التي خاضها في أمم أفريقيا، حقق تعادلين وتلقى 4 هزائم، دون أن يقتنص أي فوز.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».