السيسي يُطلق النسخة الرابعة لـ«شباب العالم» اليوم

منتدى يناقش ملفات الطاقة ونُدرة المياه وتداعيات الجائحة

جانب من أعمال الورش التحضيرية ووفود أفريقيا في شرم الشيخ أمس (إدارة المنتدى)
جانب من أعمال الورش التحضيرية ووفود أفريقيا في شرم الشيخ أمس (إدارة المنتدى)
TT

السيسي يُطلق النسخة الرابعة لـ«شباب العالم» اليوم

جانب من أعمال الورش التحضيرية ووفود أفريقيا في شرم الشيخ أمس (إدارة المنتدى)
جانب من أعمال الورش التحضيرية ووفود أفريقيا في شرم الشيخ أمس (إدارة المنتدى)

بعد توقفه لمدة عامين، بسبب تداعيات جائحة كورونا، تنطلق اليوم (الاثنين)، النسخة الرابعة من «منتدى شباب العالم» الذي تنظمه مصر بمدينة شرم الشيخ (جنوب سيناء) في الفترة «من 10 - 13 يناير (كانون الثاني)» الجاري، بحضور ورعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويشارك في افتتاح المنتدى بجانب الرئيس المصري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي العهد الأردني، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، وعدد كبير من السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين والشباب العرب والأجانب. واستهل المنتدى فعالياته بورش تحضيرية على مدار اليومين الماضيين، حيث تمت مناقشة قضية ندرة الموارد المائية عالمياً، بوصفها قضية مُلحة ومتعددة الأبعاد، حيث تم عرض عدد من الأفكار والمقترحات الشبابية للتغلب على هذه التحديات العالمية. وعرضت إيرينى إيستمالك، استشاري الهندسة البيئية، ونائب رئيس مجلس الهيئة الألمانية للتعاون الدولي، عدداً من المشكلات المائية حول العالم، من بينها أزمة بحر «الأرال»، فضلاً عن الطرق غير التقليدية لحل أزمات نقص المياه.
وأشادت إيستمالك خلال الورشة بالتجربة المصرية لحل أزمة المياه، التي تضمنت مشروع تبطين الترع، واستخدام طرق الري الحديثة، وزيادة مساحة خزانات مياه الأمطار، واستخدام المُعالجة الثلاثية بمحطة «بحر البقر» التي تعد الأكبر من نوعها في العالم، ومحطة «الجبل الأصفر».
ويناقش المنتدى في نسخته الرابعة، آثار جائحة «كورونا» في إطار مراجعة الأهداف الأممية للتنمية المستدامة 2030، ومستقبل التكنولوجيا المالية، والتحول الرقمي ما بعد الجائحة، ومنظور شباب الجيل لعالم ما بعد الجائحة، ومستقبل القارة الأفريقية في ضوء أجندة 2063، وتنامي دور التكنولوجيا المالية في الأسواق الناشئة، بالإضافة إلى تنظيم نموذج محاكاة الأمم المتحدة لمجلس حقوق الإنسان «MUNHRC».
ويهدف المنتدى الذي سبق تنظيمه 3 مرات سابقة (2017، و2018، و2019) إلى جمع شباب العالم من أجل تعزيز الحوار، ومناقشة قضايا التنمية. ويمثل الشباب المشاركون الجنسيات المختلفة من 196 دولة من جميع قارات العالم. وكانت إدارة المنتدى قد تلقت أكثر من 500 ألف طلب تسجيل من شباب العالم للحضور والمشاركة في المنتدى من مختلف القارات، وأوضحت إدارة المنتدى أنه تم اختيار القيادات الشابة ممن يتمتعون بالخبرات الشخصية والمهنية والتعليمية التي تتعلق بالموضوعات التي يناقشها المنتدى، وكذلك الشباب من أصحاب الطموح والشغف الحقيقي لحل المشكلات العالمية وابتكار المبادرات لغد أفضل. ولمنع عدوى كورونا، أعلنت إدارة المنتدى عن تنفيذ خطة احترازية بالتعاون مع شركة «بي جروب» المتخصصة في تصنيع وتصدير واستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية في مجال التعقيم والتطهير الطبي.
ووضع المنتدى مجموعة من الإرشادات الطبية والتقنيات المبتكرة دولياً في جميع أنحاء العالم، لضمان المشاركة الآمنة لجميع الحاضرين لأعمال المنتدى، وتضمنت الخطة استخدام روبوتات لضمان عامل الكفاءة في عمليات التطهير والتعقيم بحيث تستخدم الموجات فوق البنفسجية، التي تم تعديلها لتكون آمنة على الأشخاص عبر تعقيم جميع مرافق مركز المؤتمرات بشكل مستمر. كما تم اعتماد «الروبوتات التفاعلية»، التي تتفاعل مع الوفود، وتقدم لهم المعلومات المطلوبة، إلى جانب مراقبة درجات الحرارة الخاصة بهم، وتنبيه المنظمين في حالة ظهور أي أعراض أو ارتفاع درجة حرارة أحد المشاركين، بالإضافة إلى «روبوتات الخدمة» التي تتحرك بصورة مستمرة في جميع أرجاء قاعة المؤتمرات الرئيسية، وتقوم بتسليم المشاركين المطهرات والأقنعة اللازمة دون الحاجة للعنصر البشري.
في السياق، ذاته، بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارته الرسمية إلى مدينة شرم الشيخ، أمس، حيث يشارك في افتتاح المنتدى تلبية لدعوة الرئيس السيسي. ويرافق عباس في زيارته، رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، والسفير الفلسطيني لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح. فيما أعلن السفير الأردني في القاهرة، ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية، أمجد العضايلة، أمس، مشاركة الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد الأردني، في منتدى شباب العالم. وأضاف العضايلة، أن ولي العهد الأردني يرافقه، في زيارته إلى مدينة شرم الشيخ وفد رسمي أردني.



«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
TT

«موسم أمطار غزيرة» و«انهيارات صخرية» يهددان حياة اليمنيين وأمنهم الغذائي

الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)
الأمطار الغزيرة منعت استكمال صيانة طريق هيجة العبد الحيوية بين مدينة تعز المحاصرة وباقي البلاد (إكس)

تشهد أجزاء واسعة من اليمن هطول أمطار غزيرة مع اقتراب فصل الشتاء وانخفاض درجة الحرارة، متسببة في انهيارات طينية وصخرية تهدد حياة السكان وتلحق الأضرار بالممتلكات والأراضي، في حين لم تتجاوز البلاد آثار فيضانات الصيف الماضي التي ترصد تقارير دولية آثارها الكارثية.

وتسببت الأمطار الأخيرة المستمرة لمدد طويلة، والمصحوبة بضباب كثيف وغيوم منخفضة، في انهيارات صخرية أغلقت عدداً من الطرق، في حين أوقع انهيار صخري، ناجم عن تأثيرات أمطار الصيف الماضي، ضحايا وتسبب في تدمير منازل بمنطقة ريفية شمال غربي البلاد.

وعطلت الانهيارات الصخرية في مديرية المقاطرة التابعة لمحافظة لحج (جنوبي غرب) استمرار العمل في تحسين وصيانة طريق هيجة العبد التي تربط محافظة تعز المجاورة بباقي محافظات البلاد، بعد أن أغلقت الجماعة الحوثية بقية الطرق المؤدية إليها منذ نحو 10 أعوام، وتسببت تلك الأمطار والانهيارات في إيقاف حركة المرور على الطريق الفرعية.

أمطار غزيرة بمحافظة لحج تلحق أضراراً بالطريق الوحيدة التي تخفف الحصار عن مدينة تعز (إكس)

ويواجه السائقون والمسافرون مخاطر شديدة بسبب هذه الأمطار، تضاف إلى مخاطر أخرى، مما أدى إلى صعوبة التنقل.

ودعت السلطات المحلية في المحافظة السائقين والمسافرين إلى توخي الحذر الشديد في الطرق الجبلية والمنحدرات المعرضة للانهيارات الطينية والصخرية والانجرافات، وتجنب المجازفة بعبور الوديان ومسارات السيول المغمورة بالمياه.

وكان انهيار صخري في مديرية الطويلة، التابعة لمحافظة المحويت (شمالي غرب)، أدى إلى مقتل 8 أشخاص، وإصابة 3 آخرين، بعد سقوط كتلة صخرية هائلة كانت مائلة بشدة فوق منزل بُني أسفلها.

وتزداد الانهيارات الصخرية في المناطق التي تتكون من الصخور الرسوبية الطبقية عندما يصل وضع الكتل الصخرية المائلة إلى درجة حرجة، وفق الباحث اليمني في الجيمورفولوجيا الحضرية (علم شكل الأرض)، أنس مانع، الذي يشير إلى أن جفاف التربة في الطبقات الطينية الغروية أسفل الكتل المنحدرة يؤدي إلى اختلال توازن الكتل الصخرية، وزيادة ميلانها.

ويوضح مانع لـ«الشرق الأوسط» أن الأمطار الغزيرة بعد مواسم الجفاف تؤدي إلى تشبع التربة الجافة، حيث تتضخم حبيباتها وتبدأ في زحزحة الكتل الصخرية، أو يغير الجفاف من تموضع الصخور، وتأتي الأمطار لتكمل ذلك التغيير.

انهيار صخري بمحافظة المحويت بسبب أمطار الصيف الماضي يودي بحياة 8 يمنيين (إكس)

وينبه الباحث اليمني إلى خطر يحدق بغالبية القرى اليمنية، ويقول إنها عرضة لخطر الانهيارات الصخرية بسبب الأمطار أو الزلازل، خصوصاً منها تلك الواقعة على خط الصدع العام الممتد من حمام علي في محافظة ذمار (100 كيلومتر جنوب صنعاء)، وحتى ساحل البحر الأحمر غرباً.

استمرار تأثير الفيضانات

تواصل الأمطار هطولها على أجزاء واسعة من البلاد رغم انتهاء فصل الصيف الذي يعدّ موسم الأمطار الرئيسي، وشهد هذا العام أمطاراً غير مسبوقة تسببت في فيضانات شديدة أدت إلى دمار المنازل والبنية التحتية ونزوح السكان.

وطبقاً لـ«الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر»، فإن اليمن شهد خلال هذا العام موسمين رئيسيين للأمطار، الأول في أبريل (نيسان) ومايو (أيار)، والثاني بدأ في يوليو (تموز) إلى نهاية سبتمبر (أيلول)، و«كانا مدمرَين، بسبب أنماط الطقس غير العادية والأمطار الغزيرة المستمرة في جميع أنحاء البلاد».

ووفقاً للتقييمات الأولية التي أجرتها «جمعية الهلال الأحمر اليمني»؛ فقد تأثر 655 ألفاً و11 شخصاً، ينتمون إلى 93 ألفاً و573 عائلة بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت البلاد أخيراً، ما أسفر عن مقتل 240 شخصاً، وإصابة 635 آخرين، في 20 محافظة من أصل 22.

فيضانات الصيف الماضي ألحقت دماراً هائلاً بالبنية التحتية في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وألحقت الأمطار أضراراً جسيمة بمواقع السكان والنازحين داخلياً ومنازلهم وملاجئهم المؤقتة والبنية التحتية، مما أثر على آلاف الأسر، وكثير منهم كانوا نازحين لسنوات، حيث أبلغت «المجموعة الوطنية للمأوى والمواد غير الغذائية» في اليمن، عن تضرر 34 ألفاً و709 من المآوي، بينها 12 ألفاً و837 تضررت جزئياً، و21 ألفاً و872 تضررت بالكامل.

ونقل التقرير عن «المنظمة الدولية للهجرة» أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك تدمير الأنظمة الكهربائية، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وتعطيل تقديم الرعاية الصحية، وتسبب في تدمير الملاجئ، وتلوث مصادر المياه، وخلق حالة طوارئ صحية، وفاقم التحديات التي يواجهها النازحون.

تهديد الأمن الغذائي

وتعدّ الأراضي الزراعية في محافظة الحديدة الأعلى تضرراً بـ77 ألفاً و362 هكتاراً، ثم محافظة حجة بـ20 ألفاً و717 هكتاراً، وهو ما يعادل نحو 12 و9 في المائة على التوالي من إجمالي الأراضي الزراعية، بينما تأثر نحو 279 ألف رأس من الأغنام والماعز، وفقاً لتقييم «منظمة الأغذية والزراعة (فاو)».

شتاء قاسٍ ينتظر النازحين اليمنيين مع نقص الموارد والمعونات وتأثيرات المناخ القاسية (غيتي)

وكانت الحديدة وحجة والجوف الأعلى تضرراً، وهي من المحافظات الأكبر إنتاجاً للماشية، خصوصاً في الجوف، التي يعتمد نحو 20 في المائة من عائلاتها على الماشية بوصفها مصدر دخل أساسياً.

وتوقع «الاتحاد» أن العائلات الأعلى تضرراً من الفيضانات في كل من المناطق الرعوية والزراعية الرعوية غير قادرة على تلبية احتياجاتها الغذائية الدنيا في غياب المساعدة، مما يؤدي إلى ازدياد مخاطر انعدام الأمن الغذائي خلال الأشهر المقبلة.

وتشمل الاحتياجات الحرجة والعاجلة في المناطق المتضررة من الفيضانات؛ المأوى الطارئ، والغذاء، والمواد غير الغذائية، والمياه، والصرف الصحي، والملابس، والحماية، والمساعدات النقدية متعددة الأغراض، والإمدادات الطبية لضمان استمرارية وظائف مرافق الرعاية الصحية.

ودعت «مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين» إلى التحرك العالمي، والعمل على تخفيف آثار تغير المناخ بالتزامن مع انعقاد «مؤتمر المناخ»، مقدرة أعداد المتضررين من الفيضانات في اليمن خلال العام الحالي بنحو 700 ألف.

وسبق للحكومة اليمنية الإعلان عن أن الفيضانات والسيول، التي شهدتها البلاد هذا العام، أثرت على 30 في المائة من الأراضي الزراعية.