أنقرة تعلن قتل 8 من «قسد» شرق الفرات وتقصف مواقعها في عفرين

TT

أنقرة تعلن قتل 8 من «قسد» شرق الفرات وتقصف مواقعها في عفرين

قتلت قوات الكوماندوز التركية 8 من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، التي تشكل العمود الفقري لتحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أثناء محاولة استهداف لمناطق سيطرة القوات التركية في المنطقة المعروفة بـ«نبع السلام» شمال شرقي سوريا. كما واصلت القوات التركية قصفها لمناطق سيطرة «قسد» في عفرين بمحافظة حلب شمال سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (الجمعة)، إن قوات الكوماندوز التركية تواصل مكافحة «الإرهابيين» في شمال سوريا بحزم، مضيفة أن عناصر الجيش التركي ردت بالمثل على عناصر «التنظيم الإرهابي» (وحدات حماية الشعب الكردية)، الذين حاولوا استهداف منطقة عملية «نبع السلام»، وقضت على 8 منهم.
كانت القوات التركية وفصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لها أطلقت عملية «نبع السلام» العسكرية في 9 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بهدف إبعاد «قسد» عن حدودها لمسافة لا تقل عن 30 كيلومترا، وإنشاء منطقة آمنة لاستيعاب اللاجئين السوريين في تركيا.
وسيطرت على مدينتي تل أبيض ورأس العين من الإرهابيين خلال العملية، التي علقها الجيش التركي في 17 من الشهر نفسه، بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب قسد من المنطقة إلى عمق 30 كيلومترا، أعقبه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته، تضمن شرطا مماثلا إضافة إلى تسيير دوريات عسكرية تركية روسية في المنطقة.
في غضون ذلك، شنت القوات التركية المتمركزة في أعزاز، بريف حلب الشمالي، قصفا صاروخيا على قريتي شوارغة ومالكية في ناحية شران بريف مدينة عفرين، ضمن مناطق انتشار القوات الكردية في ريف حلب.
وبدأت القوات التركية، منذ 3 أيام، جلب كتل إسمنتية ضخمة إلى مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، تحضيراً لبناء جدار إسمنتي يمتد من المستشفى الوطني على أطراف المدينة، وصولاً إلى حاجز الشط على طريق حلب – عفرين بطول نحو 2 كلم وارتفاع 4 أمتار، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت القوات التركية بناء الجدار على طريق أعزاز – عفرين عبر رافعات ضخمة ويجري العمل ليلاً خوفاً من استهدافها من قبل قوات قسد، والتي لا تبعد سوى 500 متر عن طريق أعزاز – عفرين والمتمركزة في قرى مرعناز وعين دقنة والمالكية بريف حلب الشمالي.
كما استأنفت القوات التركية قصفها بالمدفعية الثقيلة لقرية هوشان وطريق حلب - اللاذقية الدولي «إم 4» في ريف عين عيسى الغربي، شمال محافظة الرقة.
وبحسب «المرصد»، كانت محاور عين عيسى شهدت هدوءا حذرا على مدى 4 أيام، تخللته استهدافات متبادلة بين «قسد» والفصائل الموالية لتركيا بين الحين والآخر.
وقتل أحد عناصر «قسد» جراء قصف مدفعي تركي جرى قبل أيام، استهدف قرية فاطسة في ريف عين عيسى عاصمة الإدارة الذاتية الكردية شمال محافظة الرقة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.