مقاومة بطولية في تعز تفشل محاولة إسقاط اللواء 35 المؤيد للشرعية

مصدر عسكري لـ {الشرق الأوسط} : أهميته أنه المسيطر على المخا وباب المندب

مقاومة بطولية في تعز تفشل محاولة إسقاط اللواء 35 المؤيد للشرعية
TT

مقاومة بطولية في تعز تفشل محاولة إسقاط اللواء 35 المؤيد للشرعية

مقاومة بطولية في تعز تفشل محاولة إسقاط اللواء 35 المؤيد للشرعية

تشهد مدينة تعز وسط اليمن مواجهات عنيفة بين وحدات من اللواء 35 مدرع المؤيد للحكومة الشرعية، مسنودًا بمسلحي القبائل، في مواجهة ميليشيات الحوثيين الذين تقدموا نحو المدينة مع وحدات عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح. يأتي ذلك بعد أيام قليلة من قيام ضباط وأفراد اللواء 35 مدرع بعزل وطرد قائد اللواء الموالي لجماعة الحوثيين وصالح وتنصيب قائد آخر، وإعلان اللواء تأييده للشرعية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
وقال مصدر عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن أهمية اللواء 35 مدرع تنبع من كونه الوحدة العسكرية المسيطرة على مدينة المخا الاستراتيجية ومضيق باب المندب، موضحًا أن «مقر قيادة اللواء وكتائبه موجودة فعليًا في مدينة المخا، في حين أن معسكر اللواء في المدينة، بالقرب من مطار تعز، مجرد قاعدة عسكرية بكتيبة واحدة».
ويتعرض اللواء 35 لقصف شديد من قبل الحوثيين والقوات الموالية لصالح من قلعة القاهرة ومن جبل صبر المطل على المدينة. ويحاول الحوثيون وقوات لصالح منذ يومين إسقاط اللواء 34 مدرع الموالي للشرعية. واشتدت، خلال الساعات القليلة الماضية، المواجهات المسلحة العنيفة في الكثير من أحياء المدينة المكتظة بالسكان، وبخاصة في محيط منطقة المرور وبير باشا والحصب والقصر الجمهوري.
وقال الكاتب والصحافي زكريا الكمالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «حرب الحوثيين وصالح في تعز كانت على مراحل متتابعة، بدأت في 21 مارس (آذار) عند دخلوهم للمدينة في محاولة لجعلها منصة للانطلاق نحو اجتياح عدن والجنوب». وأضاف الكمالي: «بعد تكبدهم خسائر كبيرة هناك عادوا للانتقام من اللواء 35 الذي أعلن تأييد الشرعية، وبدا واضحًا أنهم حشدوا عتاد وعدة الحرس الجمهوري والأمن المركزي لقتال كتيبة واحدة فقط هي قوام القاعدة الإدارية للواء في المطار القديم، إلى درجة أنهم قصفوا اللواء يوم أمس، بأكثر من 500 قذيفة بهدف إسقاطه».
وأشار الكمالي إلى أن «مقاومة شعبية واسعة تشكلت خلال اليومين الماضيين على نحو ما شهدته مدينة عدن والمحافظات الجنوبية، لكن المشكلة تكمن في انقطاع الإمدادات، وتمركز القوات الموالية لصالح في مواقع استراتيجية تحول دون وصول الإمدادات العسكرية والبشرية، رغم استبسال وبطولة أفراد اللواء 35 ومقاومتهم للحوثيين وقوات صالح».
إلى ذلك قال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين «يتعمدون التمركز في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان المدنيين، إلى جانب سيطرتهم الجزئية على الجزء الشرقي من المدينة، حيث نشروا لجانهم الشعبية ونقاط التفتيش في شوارعها، بحكم أنها واقعة في نطاق ومحيط سيطرة الألوية والوحدات العسكرية الموالية للجماعة، وأبرزها لواء الحرس الجمهوري واللواء 22 مدرع والكتيبة الجوية».
وشن طيران تحالف عاصفة الحزم الكثير من الغارات عصر اليوم، كان أبرزها مجمع القصر الجمهوري في تعز الذي يسيطر عليه الحوثيون وأنصار الله، وشوهدت ألسنة النيران والسحب الدخانية تتصاعد من مباني المجمع.
وتعيش المدينة وضعًا إنسانيًا مزريًا، في ظل انعدام السلع الأساسية والوقود والمشتقات النفطية، إلى جانب معاناتها جراء انقطاع التيار الكهربائي عنها، وعن مدن كثيرة من بينها صنعاء، منذ أكثر من 82 ساعة متصلة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.