أسواق النفط تصعد رغم «حزمة معاكسات»

تخفيضات سعودية كبرى في أسعار البيع لآسيا

مصفاة نفطية تابعة لشركة إكسون موبيل في ولاية لويزيانا الأميركية (رويترز)
مصفاة نفطية تابعة لشركة إكسون موبيل في ولاية لويزيانا الأميركية (رويترز)
TT

أسواق النفط تصعد رغم «حزمة معاكسات»

مصفاة نفطية تابعة لشركة إكسون موبيل في ولاية لويزيانا الأميركية (رويترز)
مصفاة نفطية تابعة لشركة إكسون موبيل في ولاية لويزيانا الأميركية (رويترز)

رغم حزمة كبيرة من العوامل المعاكسة، ومن بينها زيادة المخزونات ومخاوف التشديد النقدي، ارتفعت أسعار النفط الخميس بشكل كبير.
وخفضت السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، يوم الخميس سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا لشهر فبراير (شباط)، إلى علاوة 2.20 دولار للبرميل فوق متوسط سعر خامي عمان ودبي. وسعر بيع الخام العربي الخفيف إلى آسيا في فبراير هو الأقل في ثلاثة أشهر.
وحددت شركة النفط الحكومية العملاقة «أرامكو» سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف إلى آسيا أقل بمقدار 1.10 دولار عن الشهر السابق، مؤكدة ما ذكرته مصادر لـ«رويترز» في وقت سابق. كما حددت الشركة السعر الرسمي للخام العربي الخفيف إلى شمال غربي أوروبا بخصم 1.80 دولار للبرميل عن برنت في بورصة إنتركونتننتال، مقارنة مع خصم 1.30 دولار للبرميل في يناير (كانون الثاني). وحددت الشركة سعر البيع الرسمي إلى الولايات المتحدة بعلاوة 2.15 دولار للبرميل فوق مؤشر «أرغوس» للخامات عالية الكبريت دون تغيير عن الشهر السابق. وتوقعت «أرامكو» إجراء تخفيضات كبيرة للأسعار في فبراير بعد تراجع أسعار خامات الشرق الأوسط وأسعار البيع الفورية في الشهر الماضي. لكن المصادر ذكرت، أن خفض الأسعار جاء أقل من توقعات القطاع. فعلى سبيل المثال كشف استطلاع أجرته «رويترز»، عن أنه كان متوقعاً انخفاض سعر البيع الرسمي للخام العربي الخفيف بما لا يقل عن 1.30 دولار للبرميل.
ومن جهة أخرى، أظهر مسح لـ«رويترز» الخميس، أن زيادة إنتاج «أوبك» من النفط في ديسمبر (كانون الأول) جاءت أيضاً أقل من الزيادة المزمعة بموجب اتفاق مع الحلفاء؛ مما يسلط الضوء على القيود التي تواجهها الطاقة الإنتاجية والتي تكبح المعروض وسط تعافي الطلب العالمي من تداعيات جائحة كورونا.
ووجد المسح، أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت 27.80 مليون برميل يومياً في ديسمبر (كانون الأول) بزيادة 70 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق، لكنها لم تبلغ زيادة حجمها 253 ألف برميل يومياً مسموح بها بموجب اتفاق الإمدادات.
وتخفف «أوبك» وحلفاؤها، المجموعة المعروفة باسم «أوبك+»، تدريجياً تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في عام 2020 مع تعافي الطلب الذي انهار في ذلك العام.
وعلى صعيد موازٍ، قالت مؤسسة «جيه إل سي» الاستشارية الصينية في منشور على حسابها بموقع وي تشات للتواصل الاجتماعي إن الصين قد تخفض حصص تصدير البنزين والديزل ووقود الطائرات إلى نحو 22 مليون طن في عام 2022.
ونقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء يوم الخميس عن المؤسسة القول، إنه من المرجح أن يتم خفض الحصص مجدداً بعد خفضها في عام 2021 بسبب أهداف بكين الطموحة بشأن انبعاثات الكربون وإعادة هيكلة الصناعات. ومع انخفاض المعروض من عدد من أنواع الوقود، ينمو الطلب على الوقود القياسي الوطني من المصافي؛ ما يدفع شركات النفط الصينية إلى توفير المزيد من الوقود للسوق المحلية على خلفية ضعف هوامش التصدير.
وارتفعت أسعار النفط الخميس لأعلى مستوياتها في أكثر من شهر، رغم تمسك المنتجين في «أوبك+» بخطة زيادة الإنتاج وقفزة في مخزونات الوقود بالولايات المتحدة وسط تراجع للطلب.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 1.21 دولار، بما يعادل 1.5 في المائة، إلى 82.01 دولار للبرميل بحلول الساعة 1254 بتوقيت غرينتش. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.38 دولار، أو 1.77 في المائة، إلى 79.23 دولار للبرميل.
واتفقت «أوبك+»، المجموعة التي تضم أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين آخرين، يوم الثلاثاء على زيادة الإنتاج 400 ألف برميل يومياً أخرى في فبراير، وهو ما تفعله كل شهر منذ أغسطس (آب).
وتراجعت مخزونات الخام الأميركية الأسبوع الماضي في حين زادت مخزونات البنزين بأكثر من عشرة ملايين برميل، في أكبر زيادة أسبوعية منذ أبريل (نيسان) 2020، وذلك مع استقرار إنتاج مصافي التكرير وتراجع في الطلب على الوقود.
وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي أن صانعي السياسة بالبنك المركزي ربما يضطرون إلى رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من توقعات الأسواق؛ وهو ما أدى لضغوط إضافية على أسعار النفط.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
TT

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز العشرين على المستوى العالمي، وذلك وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة «QI4SD» لعام 2024.

ويصدر المؤشر كل عامين من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، حيث قفزت المملكة 25 مرتبة بالمقارنة مع المؤشر الذي صدر في عام 2022. وأوضح محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أنّ نتائج المؤشر تعكس الجهود الوطنية التي تقوم بها المواصفات السعودية بالشراكة مع المركز السعودي للاعتماد، والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، وذلك نتيجة الدعم غير المحدود الذي تحظى به منظومة الجودة من لدن القيادة الرشيدة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، وتعزز من مكانة المملكة عالمياً، وتسهم في بناء اقتصاد مزدهر وأكثر تنافسية.

وأشاد بتطور منظومة الجودة في المملكة، ودورها في تحسين جودة الحياة، والنمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الأداء وتسهيل ممارسة الأعمال، مما أسهم في تقدم المملكة بالمؤشرات الدولية.

ويأتي تصنيف المملكة ضمن أفضل 20 دولة حول العالم ليؤكد التزامها في تطوير منظومة البنية التحتية للجودة، والارتقاء بتشريعاتها وتنظيماتها، حيث تشمل عناصر البنية التحتية للجودة التي يتم قياسها في هذا المؤشر: المواصفات، والقياس والمعايرة، والاعتماد، وتقويم المطابقة والسياسات الوطنية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.