فجَّر خبر وفاة الفنان الملحن المصري أحمد الحجار، ينابيع من الشجن داخل قلوب محبيه الذين ارتبط لديهم صوت الحجار بالإحساس المرهف، ونغم العود الذي كان لا يفارقه، ليرحل بهدوء في برد فصل الشتاء، الذي ارتبط بأحد أشهر ألحانه التي غناها شقيقه علي الحجار: «لما الشتا يدق البيبان».
ونعت وزارة الثقافة المصرية، في بيان لها أمس، الموسيقار الراحل، قائلة إن «الموسيقى العربية فقدت نجماً لامعاً، تميز بصوت أصيل وإحساس مرهف». وأضافت أن الراحل «صنع أعمالاً ساهمت في التعبير عن مشاعر جيل كامل، وستبقى خالدة باعتبارها علامات في عالم الطرب الحديث والمعاصر».
رحل أحمد الحجار عن عمر يناهز 65 عاماً، إثر أزمة قلبية مفاجئة، وواكب خبر وفاته نشر جمهوره لصوره على صفحاتهم الشخصية، مصحوبة بعبارات من الرثاء والنوستاليغا، مستدعين مقاطع من أشهر أغنياته التي قام بغنائها بصوته، لعل أبرزها: «ياريت تعود»، و«حنين»، و«هواكي»، و«لملمت خيوط الشمس»، وغيرها من أغنياته التي صدرت في نحو 4 ألبومات غنائية.
درس الراحل أحمد الحجار بالمعهد العالي للموسيقى العربية، وتعلم العزف على كل من العود والبيانو، وجمع بين دراسة المقامات الشرقية والغربية، وبدأ مجال الاحتراف والتلحين وهو لا يزال طالباً في السنة الأولى له بالكلية. وبرز اسم أحمد الحجار كملحن لعدد كبير من الفنانين؛ لا سيما في التسعينات؛ منهم: علي الحجار، ومحمد الحلو، ومحمد فؤاد، وهشام عباس، وأنوشكا، وغيرهم، إلى جانب تلحينه لعدد من المقدمات الموسيقية للمسلسلات والمسرحيات.
وكان ظهور الفنان أحمد الحجار في حفلات شقيقه الفنان علي الحجار، من اللقطات المُحببة لجمهورهما، إذ كان يجدد ظهورهما سوياً على خشبة المسرح حالة المحبة لعائلة الحجار الفنية، التي بدأها والدهما الفنان الراحل إبراهيم الحجار (1922- 2000). «صوته به كثير من رنة العود»، بحسب وصف الناقد الفني المصري أمجد مصطفى الذي يضيف لـ«الشرق الأوسط»؛ مستدعياً ملامح خصوصية الحالة الفنية للراحل أحمد الحجار: «أحمد الحجار فنان بالفطرة، وُلد لأب يحفظ التراث، وهو الفنان إبراهيم الحجار الذي يعد صوته من أجمل الأصوات على الإطلاق، كما كانت والدته تتمتع بجمال الصوت، رغم أنها لم تحترف الغناء، إلى جانب شقيق أكبر هو علي الحجار، وهو من أهم الأصوات التي أنجبتها مصر والعالم العربي».
وبالإضافة إلى تلك النشأة، فإن «أحمد الحجار كان يمتلك إحساساً دافئاً، وقدرة على تذوق الكلمة والغوص في معانيها، فهو فنان لا يشبه ولم يشبه أحداً في أعماله»، بحسب مصطفى.
وترك الموسيقار والمطرب الراحل رصيداً إنسانياً لافتاً؛ جعل تذكره مقترناً بعبارات عن دماثة خلقه، ووداعة حضوره: «سلوكه الشخصي جعل منه فناناً لا يقدم إلا كل طيب. نجحت له أغنيات بأصوات فنانين مختلفين، وكان يمكنه أن يتلون لكي يجاري السوق، كما فعل آخرون؛ لكنه صمم أن ينحاز لكل ما هو جاد»، وفق أمجد مصطفى.
ويتحدث مصطفى عن عناصر تميز الحجار قائلاً: «هو فنان كان يستطيع أن يرسم صوراً عبر أنغامه، نتذكر مثلاً أغنيتَي (اعذريني)، و(لما الشتا يدق البيبان) اللتين غناهما شقيقه علي الحجار، كلتاهما تجمع صوراً من النغم، قبل حتى أن نستمع لكلمات الأغنية، وكذلك الحال في أغنية (عود)، و(لملمت خيوط الشمس علشان أغزل لك شال). فهذا هو أحمد الحجار، إنسان متصوف، كلماته العادية في أحاديثه مع الناس كانت مثل أوتار عوده، مُستقيمة لا اعوجاج فيها».
الموسيقار المصري أحمد الحجار يغيب على «بيبان الشتا»
رحل عن 65 عاماً بأزمة قلبية
الموسيقار المصري أحمد الحجار يغيب على «بيبان الشتا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة