تأجيل بحث مشروع استيطاني يشق الضفة إلى نصفين

الشرطة الإسرائيلية تجلي متظاهرين فلسطينيين في المنطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم عام 2013 (غيتي)
الشرطة الإسرائيلية تجلي متظاهرين فلسطينيين في المنطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم عام 2013 (غيتي)
TT

تأجيل بحث مشروع استيطاني يشق الضفة إلى نصفين

الشرطة الإسرائيلية تجلي متظاهرين فلسطينيين في المنطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم عام 2013 (غيتي)
الشرطة الإسرائيلية تجلي متظاهرين فلسطينيين في المنطقة E1 بين القدس الشرقية ومستوطنة معاليه أدوميم عام 2013 (غيتي)

قررت الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، تأجيل المداولات في موضوع البناء الاستيطاني في المنطقة المعرفة باسم «E1»، والذي يعتبر أخطر مشروع استيطاني لكونه يشق الضفة الغربية إلى نصفين، شمالي وجنوبي، ويمنع التواصل الجغرافي الضروري لإقامة دولة فلسطينية.
ولفت النظر إلى أن الإدارة قررت تأجيل البحث فيه إلى أجل غير مسمى، وأنها عللت التأجيل بأنه «بناء على تعليمات سياسية من الحكومة». وقد رفض مكتب رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، ووزير الدفاع، بيني غانس، إعطاء تفسير لقرار التأجيل، وإن كان مجرد تأجيل، أو هو في الواقع تجميد للمشروع. كما رفض الرد على سؤال إن كان القرار اتخذ بناء على ضغوط خارجية من الولايات المتحدة أو من أوروبا.
المعروف أن المشروع المذكور ينص على إقامة حي استيطاني ضخم، مع منطقة صناعية ومنطقة ترفيه، على مساحة 12 كيلومترا مربعا. والأرض التي يقام عليها فلسطينية مصادرة، تربط شمال الضفة الغربية بجنوبها. وإقامته عليها تفسخ هذا الترابط وتهدد بالخطر إقامة دولة فلسطينية.
المشروع كان قد جمدته حكومة بنيامين نتنياهو لفترة معينة، ثم استأنفت تطويره. وما يؤخره الآن هو تقديم الفلسطينيين حوالي 100 اعتراض قانوني على المشروع. ويفترض عقد جلسات للإدارة المدنية بحضورهم للبت فيها.
وقال المهندس ألون كوهن ليفشتس، وهو من نشطاء السلام في القدس، إنه يريد أن يأمل في أن يكون قرار التأجيل «بشرى لإلغاء المشروع». واصفا إياه بـ«المشروع العدواني الخطير»، الذي ليس فيه أي منطق سوى الاحتلال القسري.



انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
TT

انقلابيو اليمن يبطشون بصغار الباعة في ذمار

اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)
اتهامات لجماعة الحوثي بتعمد البطش بالسكان في ذمار (إكس)

تواصلاً لمسلسل انتهاكات الجماعة الحوثية الذي كانت بدأته قبل أسابيع في صنعاء وإب، وسّعت الجماعة من حجم بطشها بصغار التجار وبائعي الأرصفة في أسواق محافظة ذمار وشوارعها، وفرضت عليهم دفع إتاوات تحت مسميات غير قانونية. وفق ما ذكرته مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط».

وأكدت المصادر أن الحملات التي شارك فيها مسلحون حوثيون مدعومون بعربات عسكرية وجرافات وشاحنات، جرفت المتاجر الصغيرة وصادرت 40 عربة لبائعين متجولين بما فيها من بضائع في مدينة ذمار وعلى طول الشارع العام الرابط بين صنعاء ومحافظتي إب وتعز.

جانب من حملة حوثية استهدفت السكان وممتلكاتهم في ذمار (فيسبوك)

وجاءت الحملة التعسفية بناءً على مخرجات اجتماع ضم قيادات حوثية تُدير شؤون محافظة ذمار، (100 كيلومتر جنوب صنعاء) نصت على قيام ما تسمى مكاتب الأشغال العامة والمرور وصندوق النظافة والتحسين وإدارة أمن ذمار باستهداف صغار الباعة في المدينة وضواحيها قبيل انتهاء العام الحالي.

وبرّرت الجماعة الانقلابية حملتها بأنها للحفاظ على ما تسميه المنظر العام للشوارع، وإزالة العشوائيات والاختناقات مع زعمها بوجود مخالفات.

واشتكى مُلاك متاجر صغيرة، طالهم التعسف الحوثي لـ«الشرق الأوسط»، من ابتزاز غير مسبوق على أيدي مشرفين ومسلحين يجمعون إتاوات بالقوة تحت مسميات عدة.

وذكروا أن مسلحي الجماعة دهموا شوارع وأسواق شعبية في مناطق عدة بذمار، وباشروا بجرف المتاجر ومصادرة عربات البائعين واعتقلوا العشرات منهم عقب رفضهم دفع مبالغ مالية «تأديبية».

وأجبر الوضع المتردي كثيراً من السكان في ذمار ومدن أخرى تحت سيطرة الجماعة على العمل بمختلف المهن، حيث يعجّ الشارع الرئيسي للمدينة وشوارع فرعية أخرى منذ سنوات عدة بآلاف العاملين بمختلف الحِرف جُلهم من الشباب والأطفال والنساء؛ أملاً في توفير لقمة العيش.

انتهاكات ممنهجة

ويصف عبد الله (30 عاماً) وهو مالك متجر صغير، ما يتعرض له صغار الباعة من حرب شعواء من قِبل الجماعة الحوثية بأنه «انتهاكات ممنهجة» بقصد التضييق عليهم ودفعهم إلى الالتحاق ببرامج التعبئة العسكرية.

ويشير مراد، وهو مالك عربة متجولة إلى أنه تمكن من استعادة عربته من بين أيدي عناصر حوثيين بعد مصادرتها مع عربات بائعين آخرين في سوق شعبية وسط المدينة، وأكد أن ذلك جاء بعد استجابته بدفع مبلغ مالي لمسلح يُشرف على تنفيذ الحملة الاستهدافية.

الحوثيون صادروا عربات باعة بزعم التهرب من دفع إتاوات (فيسبوك)

وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها الجماعة صغار الباعة بذمار، فقد سبق لها أن نفذت منذ مطلع العام الحالي ما يزيد على 6 حملات للبطش والتنكيل بالمئات منهم؛ بغية إرغامهم على دفع إتاوات.

وكان الانقلابيون الحوثيون أطلقوا قبل نحو شهر حملة استهدفت بالتعسف والابتزاز تجاراً وبائعين في سوق «المثلث» بمدينة ذمار، أسفر عنها جرف متاجر صغيرة ومصادرة عربات وإتلاف بضائع.

وسبق للباعة الجائلين أن طالبوا مرات عدة سلطات الانقلاب في ذمار بتوفير أسواق بديلة لهم، بدلاً من الحملات التي تُشنّ عند كل مناسبة طائفية بهدف جمع أكبر قدر من المال.