حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها

صارت مهددة بالتحول إلى «تصريف الأعمال»

الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
TT

حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها

الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)

باتت الحكومة اللبنانية محاصرة بالخلافات بين مكوناتها التي أضيف عليها السجال بين «حزب الله» ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ما يهدد استئناف جلسات مجلس الوزراء المعلقة أساساً على الانقسام بين «حزب الله» و«حركة أمل» من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة ثانية.
وانفجر الخلاف بين ميقاتي و«حزب الله» أمس على خلفية رفض رئيس الحكومة لتصريحات أمين عام الحزب حسن نصر الله المسيئة للمملكة العربية السعودية، وضاعف الخلاف التباينات والسجالات بين المكونات التي تتشكل منها الحكومة التي تقول المعارضة إنها باتت «أشبه بحكومة تصريف أعمال»، في حين تتجه الأنظار إلى افتتاح عقد تشريعي استثنائي لمجلس النواب بين العقدين العاديين، «لتفادي الشغور في مؤسسات الدولة وتأمين استمرارية المرفق العام في ظل تعطل جلسات الحكومة»، حسب ما قالت مصادر نيابية مواكبة لهيئة مكتب مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط».
ولا يبدو أن هناك أي أفق لاستئناف جلسات الحكومة، في ظل غياب اتصالات فاعلة لتذليل العقد التي تحول دون اجتماعها، وأبرزها الخلافات على إجراءات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وقالت المصادر النيابية إن الاتصالات لم تنشط بعد عطلة رأس السنة، «ولم يحدث أي خرق لإزالة الحواجز التي تحول دون اجتماعها».
غير أن التطورات التي سُجلت خلال اليومين الماضيين، وتحديداً التصعيد بين الفرقاء، لم تقفل الباب نهائياً على إمكانية اجتماع الحكومة التي وصل رئيسها مساء أول من أمس إلى العاصمة اللبنانية، ويتوقع أن يقوم بجولة اتصالات خلال اليومين الماضيين على الفرقاء لمحاولة تذليل العقبات.
وقال عضو كتلة «الوسط المستقل» التي يرأسها ميقاتي، النائب علي درويش لـ«الشرق الأوسط» إن باب اجتماع الحكومة «يجب أن يبقى مفتوحاً على الدوام لأنه مدخل للاستقرار الداخلي، وضرورة لإعادة طرح الملفات المعيشية»، مشيراً إلى أنه «علينا أن ننتظر أياماً قليلة ريثما تهدأ موجة التصعيد والتصريحات المرتفعة السقوف بين القوى السياسية»، من غير أن ينفي أن هذا التصعيد وتر العلاقات على المستوى الداخلي.
وقال درويش إن تصريح ميقاتي كان حاسماً لجهة تجديد الدعوة لإبعاد البلاد عن السجالات والمهاترات التي لا طائل منها، ودعوته للتعاون لإخراج اللبنانيين من الأزمات والانطلاق في ورشة الإنقاذ، وذلك لوضع حد للمشاكل والوجع والطوابير التي يشهدها لبنان يومياً. وقال: «يجب أن تشهد الساحة هدوءاً خلال الأيام القليلة المقبلة لإعادة تحريك المشاورات لتفضي إلى استئناف جلسات مجلس الوزراء وطرح القضايا المعيشية التي تتصدر كل الأولويات الآن».
ويرفض درويش التقديرات التي تتحدث عن أن الحكومة باتت أشبه بحكومة تصريف أعمال، مشيراً إلى أن «صيغة ميقاتي التاريخية هي صيغة تقارب وجمع ووسطية، ويُعول على هذه الصيغة في التعاطي مع كل الفرقاء لاستيعاب الأزمات والتعاطي بموضوعية وحكمة مع القضايا والملفات والتصعيد الأخير»، موضحاً أن هناك اتجاهاً لاستيعاب التأزم والتأكيد على ضرورة جمع الفرقاء وتحديد الأولويات والتعاطي معها، وهي أولوية حاجات الناس، و«لا يمكن معالجة هذا التأزم من غير اجتماع الحكومة».
ورغم مساعي ميقاتي، فإن أفق حل أزمة التحقيق في ملف المرفأ، يبدو أكثر تعقيداً، ويرفض ميقاتي اجتماع الحكومة من غير توافق على حل الخلافات بين مكوناتها، علماً بأن اجتماع الحكومة وسط مقاطعة المكون الشيعي، سيعرض كل قراراتها المالية إلى التجميد، بالنظر إلى أنها تتطلب توقيع وزير المال، وهو وزير شيعي في الحكومة.
وفي ظل هذا الانغلاق، يسعى نواب في البرلمان إلى المطالبة بافتتاح عقد تشريعي استثنائي «لتأمين استمرار المرفق العام»، بعد نهاية العقد التشريعي العادي الذي يبدأ في أول ثلاثاء بعد 15 أكتوبر (تشرين الأول)، وينتهي في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بينما يبدأ الثاني في أول ثلاثاء بعد 15 مارس (آذار)، وينتهي في نهاية مايو (أيار) بحسب المادة 32 من الدستور.
وتنص المادة 33 من الدستور، على أن «لرئيس الجمهورية، بالاتفاق مع رئيس الحكومة أن يدعو مجلس النواب إلى عقود استثنائية بمرسوم يحدد افتتاحها واختتامها وبرنامجها». كما تنص على أنه «على رئيس الجمهورية، دعوة المجلس إلى عقود استثنائية إذا طلبت ذلك الأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه»، أي نصف المجلس وزيادة واحد، عبر التوقيع على عريضة نيابية تدعو لافتتاح عقد تشريعي استثنائي.
وتحتاج العريضة إلى توقيع 65 نائباً يشكلون نصف عدد نواب المجلس النيابي، لفتح دورة استثنائية للمجلس. وقالت مصادر نيابية إن نواب «المستقبل» و«الاشتراكي» و«حركة أمل» و«حزب الله» و«المردة» و«الوسط المستقل» ومستقلين آخرين، سيوقعون على العريضة، ما يجعل رئيس الجمهورية ملزماً بتوقيع مرسومها في حال كان يرفض افتتاح العقد الاستثنائي، علماً بأنه لم يصدر أي موقف بعد عن الرئيس ميشال عون لجهة افتتاح عقد استثنائي، بموازاة مطالبة «التيار الوطني الحر» بعقد جلسة نيابية لمساءلة الحكومة، كما قال «التيار» في الأسبوع الماضي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.