حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها

صارت مهددة بالتحول إلى «تصريف الأعمال»

الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
TT
20

حكومة ميقاتي محاصرة بالخلافات بين مكوناتها

الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)
الرئيس نجيب ميقاتي مجتمعاً أمس مع وفد من قيادة الجيش برئاسة قائده العماد جوزف عون (دالاتي ونهرا)

باتت الحكومة اللبنانية محاصرة بالخلافات بين مكوناتها التي أضيف عليها السجال بين «حزب الله» ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ما يهدد استئناف جلسات مجلس الوزراء المعلقة أساساً على الانقسام بين «حزب الله» و«حركة أمل» من جهة، و«التيار الوطني الحر» من جهة ثانية.
وانفجر الخلاف بين ميقاتي و«حزب الله» أمس على خلفية رفض رئيس الحكومة لتصريحات أمين عام الحزب حسن نصر الله المسيئة للمملكة العربية السعودية، وضاعف الخلاف التباينات والسجالات بين المكونات التي تتشكل منها الحكومة التي تقول المعارضة إنها باتت «أشبه بحكومة تصريف أعمال»، في حين تتجه الأنظار إلى افتتاح عقد تشريعي استثنائي لمجلس النواب بين العقدين العاديين، «لتفادي الشغور في مؤسسات الدولة وتأمين استمرارية المرفق العام في ظل تعطل جلسات الحكومة»، حسب ما قالت مصادر نيابية مواكبة لهيئة مكتب مجلس النواب لـ«الشرق الأوسط».
ولا يبدو أن هناك أي أفق لاستئناف جلسات الحكومة، في ظل غياب اتصالات فاعلة لتذليل العقد التي تحول دون اجتماعها، وأبرزها الخلافات على إجراءات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار. وقالت المصادر النيابية إن الاتصالات لم تنشط بعد عطلة رأس السنة، «ولم يحدث أي خرق لإزالة الحواجز التي تحول دون اجتماعها».
غير أن التطورات التي سُجلت خلال اليومين الماضيين، وتحديداً التصعيد بين الفرقاء، لم تقفل الباب نهائياً على إمكانية اجتماع الحكومة التي وصل رئيسها مساء أول من أمس إلى العاصمة اللبنانية، ويتوقع أن يقوم بجولة اتصالات خلال اليومين الماضيين على الفرقاء لمحاولة تذليل العقبات.
وقال عضو كتلة «الوسط المستقل» التي يرأسها ميقاتي، النائب علي درويش لـ«الشرق الأوسط» إن باب اجتماع الحكومة «يجب أن يبقى مفتوحاً على الدوام لأنه مدخل للاستقرار الداخلي، وضرورة لإعادة طرح الملفات المعيشية»، مشيراً إلى أنه «علينا أن ننتظر أياماً قليلة ريثما تهدأ موجة التصعيد والتصريحات المرتفعة السقوف بين القوى السياسية»، من غير أن ينفي أن هذا التصعيد وتر العلاقات على المستوى الداخلي.
وقال درويش إن تصريح ميقاتي كان حاسماً لجهة تجديد الدعوة لإبعاد البلاد عن السجالات والمهاترات التي لا طائل منها، ودعوته للتعاون لإخراج اللبنانيين من الأزمات والانطلاق في ورشة الإنقاذ، وذلك لوضع حد للمشاكل والوجع والطوابير التي يشهدها لبنان يومياً. وقال: «يجب أن تشهد الساحة هدوءاً خلال الأيام القليلة المقبلة لإعادة تحريك المشاورات لتفضي إلى استئناف جلسات مجلس الوزراء وطرح القضايا المعيشية التي تتصدر كل الأولويات الآن».
ويرفض درويش التقديرات التي تتحدث عن أن الحكومة باتت أشبه بحكومة تصريف أعمال، مشيراً إلى أن «صيغة ميقاتي التاريخية هي صيغة تقارب وجمع ووسطية، ويُعول على هذه الصيغة في التعاطي مع كل الفرقاء لاستيعاب الأزمات والتعاطي بموضوعية وحكمة مع القضايا والملفات والتصعيد الأخير»، موضحاً أن هناك اتجاهاً لاستيعاب التأزم والتأكيد على ضرورة جمع الفرقاء وتحديد الأولويات والتعاطي معها، وهي أولوية حاجات الناس، و«لا يمكن معالجة هذا التأزم من غير اجتماع الحكومة».
ورغم مساعي ميقاتي، فإن أفق حل أزمة التحقيق في ملف المرفأ، يبدو أكثر تعقيداً، ويرفض ميقاتي اجتماع الحكومة من غير توافق على حل الخلافات بين مكوناتها، علماً بأن اجتماع الحكومة وسط مقاطعة المكون الشيعي، سيعرض كل قراراتها المالية إلى التجميد، بالنظر إلى أنها تتطلب توقيع وزير المال، وهو وزير شيعي في الحكومة.
وفي ظل هذا الانغلاق، يسعى نواب في البرلمان إلى المطالبة بافتتاح عقد تشريعي استثنائي «لتأمين استمرار المرفق العام»، بعد نهاية العقد التشريعي العادي الذي يبدأ في أول ثلاثاء بعد 15 أكتوبر (تشرين الأول)، وينتهي في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، بينما يبدأ الثاني في أول ثلاثاء بعد 15 مارس (آذار)، وينتهي في نهاية مايو (أيار) بحسب المادة 32 من الدستور.
وتنص المادة 33 من الدستور، على أن «لرئيس الجمهورية، بالاتفاق مع رئيس الحكومة أن يدعو مجلس النواب إلى عقود استثنائية بمرسوم يحدد افتتاحها واختتامها وبرنامجها». كما تنص على أنه «على رئيس الجمهورية، دعوة المجلس إلى عقود استثنائية إذا طلبت ذلك الأكثرية المطلقة من مجموع أعضائه»، أي نصف المجلس وزيادة واحد، عبر التوقيع على عريضة نيابية تدعو لافتتاح عقد تشريعي استثنائي.
وتحتاج العريضة إلى توقيع 65 نائباً يشكلون نصف عدد نواب المجلس النيابي، لفتح دورة استثنائية للمجلس. وقالت مصادر نيابية إن نواب «المستقبل» و«الاشتراكي» و«حركة أمل» و«حزب الله» و«المردة» و«الوسط المستقل» ومستقلين آخرين، سيوقعون على العريضة، ما يجعل رئيس الجمهورية ملزماً بتوقيع مرسومها في حال كان يرفض افتتاح العقد الاستثنائي، علماً بأنه لم يصدر أي موقف بعد عن الرئيس ميشال عون لجهة افتتاح عقد استثنائي، بموازاة مطالبة «التيار الوطني الحر» بعقد جلسة نيابية لمساءلة الحكومة، كما قال «التيار» في الأسبوع الماضي.



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.