الجيش الجزائري يناشد المواطنين «إفشال المخططات العدائية»

TT

الجيش الجزائري يناشد المواطنين «إفشال المخططات العدائية»

أكدت افتتاحية مجلة الجيش، التي تنشر آخر أخبار الجيش الجزائري في عددها الأخير، الذي اختير له عنوان «الولاء للوطن والوفاء للشهداء» على ضرورة التفاف كل المواطنين حول دولتهم وجيشهم «من أجل إفشال مختلف المخططات العدائية»، كما كشفت عن جاهزية أفراد الجيش الوطني الشعبي «ليكونوا بذلك في مستوى تطلعات وثقة الشعب الجزائري».
وجاء في افتتاحية المجلة أمس أن «المجال الإقليمي لبلادنا يشهد تعدّد التهديدات، والمخاطر المرتبطة بانتشار الجماعات الإرهابية والجرائم ذات الصلة، مع تنامي الأجندات الأجنبية والوجود العسكري... وهذا ما زاد من شدة التوترات الإقليمية، خاصة مع تعقد المعضلات الأمنية في الساحل وليبيا، وعودة جبهة البوليساريو للعمل المسلح».
وشدّدت مجلة الجيش على أن «مواجهة هذه المخططات العدائية تتطلب التفاف كل المواطنين الغيورين، والمدافعين عن بلادهم حول دولتهم وجيشهم لإفشال وإحباط المناورات المفضوحة»، التي تحاك ضد الجزائر. في إشارة ضمنية إلى المغرب. وتابعت مجلة الجيش موضحة أنه «أمام هذا السياق الإقليمي المتأزم، تعزز الدولة الجزائريـة مـنـاعـتها الوطنية وصلابتها واستقرارها، عن طريق إعادة هـنـدسـة الـنظـام السياسي، حسب مقاربة دستورية قائمة على الحقوق والحريات، ومنطق الديمقراطية التشاركية، وأخلقة الحياة العامة بهدف الرفع من جودة أداء مؤسسات الدولة الجزائرية. وهو ما عبر عنه رئيس الجمهورية في عدد من لقاءاته واجتماعاته مع أعضاء الحكومة. كما تقوم هذه المقاربة أيضا على المهمة المقدسة للجيش الوطني الشعبي والمؤسسات الأمنية في الدفاع عن أمن الصحافة الوطن وحرمة المواطنين».
وأبرزت المجلة أن سـيـاسـة تـطـويـر القوات المسلحة «وضعت العنصر البشري في مقدمة الانشغالات، فإن هذا الخيار كان سببا في اكتساب أفراد جيشنا تمرسا وكفاءة تؤهلهم لأن يكونوا في مستوى تطلعات وثقة الشعب الجزائري، وقد أثبتت التمارين البيانية التي نفذتها مختلف الوحدات على مستوى كل النواحي العسكرية، جاهزية جيشنا لصد أي خطر محتمل... وهـو مـا أكـده السيد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة بقوله إن الجزائر عازمة اليوم أكثر من أي وقت مضى على الحفاظ على سيادتها ووحدتها الوطنية وقرارها السيد، كما أنها في أتم الاستعداد للتصدي، بحزم وصرامة، لكل المخططات الدنيئة، التي تحاك في السر والعلن لاستهداف كيان الدولة الوطنية}.
، ورموزها، معتمدة في ذلك على رصيدها التاريخي الزاخر، ومبادئها الثابتة، ووحدة شعبها الأبي، الذي سيقف مع قيادته ومؤسسات دولته، في جميع الظروف والأحوال، كرجل واحد أمام أي جهة تنوي الإضرار بجزائر الشهداء».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.