قتلى لقوات النظام بهجوم لـ«داعش» على حقل نفطي في الرقة

المقاتلات الروسية تواصل تصعيدها في إدلب

الطيران الروسي استهدف محطة العرشاني لضخ المياه على الأطراف الغربية لمدينة إدلب (الشرق الأوسط)
الطيران الروسي استهدف محطة العرشاني لضخ المياه على الأطراف الغربية لمدينة إدلب (الشرق الأوسط)
TT

قتلى لقوات النظام بهجوم لـ«داعش» على حقل نفطي في الرقة

الطيران الروسي استهدف محطة العرشاني لضخ المياه على الأطراف الغربية لمدينة إدلب (الشرق الأوسط)
الطيران الروسي استهدف محطة العرشاني لضخ المياه على الأطراف الغربية لمدينة إدلب (الشرق الأوسط)

قُتل وجرح سبعة عناصر لقوات النظام السوري بهجوم جديد لتنظيم «داعش»، استهدف حقلاً نفطياً بريف الرقة في البادية السورية، عقب إنشاء مركز للتنسيق بين القوات الروسية والفصائل الموالية مع الميليشيات الإيرانية، مع مواصلة الطيران الروسي تصعيد غاراته الجوية على مناطق إدلب شمال غربي سوريا، وتسببه بوقوع أضرار مادية فادحة.
وقال مصدر خاص لـ«الشرق الأوسط»، إن هجوماً مباغتاً نفذته مجموعة عناصر تابعة لتنظيم «داعش»، بالأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون، في ساعة متأخرة من ليلة السبت - الأحد، على تجمع لقوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية قرب أحد الحقول النفطية الواقعة جنوب مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي، ودارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين، أسفرت عن مقتل وجرح 7 عناصر من قوات النظام، قبيل انسحاب عناصر التنظيم من المكان.
المصدر تحدث عن إعلان قوات النظام والميليشيات الإيرانية، حالة الاستنفار القصوى وطلب المؤازرات من مواقع مجاورة على طريق الرقة - أثريا شرقي حماة والرصافة جنوب الرقة. وجرى تمشيط المنطقة ليلاً، وترافق ذلك مع غارات جوية روسية على مناطق يعتقد أنها تؤوي عناصر تابعة لتنظيم «داعش» في محمية الغزلان جنوب غربي الطبقة، بينما نقل قتلى عناصر قوات النظام إلى المشفى الميداني في منطقة الرصافة جنوب محافظة الرقة.
من جهته، قال قيادي مسؤول في وحدة الرصد التابعة لفصائل المعارضة، إنه تم رصد مكالمات لاسلكية في ساعة متأخرة من ليلة السبت - الأحد، بين قوات النظام والميليشيات الإيرانية، تفيد بهجوم عنيف تعرض له أحد المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية في أحد حقول النفط القريبة من مدينة الطبقة جنوباً، من قبل تنظيم «داعش»، وطلب المؤازرة من قطاعات عسكرية مجاورة للموقع المستهدف.
ويأتي هجوم تنظيم «داعش» بعد أيام من إنشاء مركز للتنسيق بين القوات الروسية وتشكيلاتها الموالية، والميليشيات الإيرانية، في البادية السورية، بحسب موقع «عين الفرات»، المختص بنقل الأحداث في البادية السورية. وأشار الموقع إلى أن الهدف من مركز التنسيق، هو «رفع درجة التنسيق العسكري بين الجانبين في مختلف قطاعات ومناطق البادية السورية ومحاورها الأربعة (دير الزور والرقة وحماة وحمص)، وإدارة العمليات العسكرية المشتركة ضد تنظيم (داعش)»، في ظل عمليات التمشيط التي تشهدها البادية من قبل (قوات النظام السوري والدفاع الوطني وقوات موالية لروسيا والميليشيات الإيرانية والأفغانية الموالية للأخيرة). كما يهدف التنسيق، إلى مواجهة خلايا التنظيم، التي تتخذ من الأودية والجبال في البادية السورية، مأوى ومنطلقاً لشن هجماتها على مواقع عسكرية تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، والأرتال العسكرية والقوافل البرية.
في سياق يتعلق بشمال غربي سوريا، واصلت المقاتلات الروسية لليوم الثاني على التوالي في العام الجديد، شن غاراتها الجوية المكثفة على مناطق بريف إدلب، مستهدفة مواقع حيوية ومنشآت ومناطق قريبة من مخيمات النازحين.
وقال خلدون السيد أحمد، وهو ناشط في إدلب، إن الطيران الحربي الروسي، جدد غاراته الجوية بالصواريخ الفراغية، بأكثر من 12 غارة جوية، استهدف خلالها «محطة العرشاني» لضخ المياه على الأطراف الغربية لمدينة إدلب، وهي إحدى محطات المياه المغذية للمدينة، مما أدى إلى وقوع أضرار كبيرة في المحطة وخروج خط المياه الرئيسي فيها عن الخدمة تماماً، وإصابة أحد العمال بجروح خطيرة. وأعقب ذلك استهداف مماثل بغارة جوية، معملاً لإنتاج المواد الغذائية، في ذات المنطقة، مما أدى إلى دمار أجزاء واسعة من المعمل.
كما تحدث الناشط عن مواصلة مقاتلة روسية ثانية، شن غارات جوية على مناطق قريبة من مدينة أريحا والشيخ بحر غربي إدلب، مما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح خطيرة. وترافقت الغارات الجوية مع تحليق لأكثر من 6 طائرات استطلاع روسية في أجواء محافظة إدلب، أثارت خوف ورعب المدنيين. وأشار السيد أحمد، إلى إن التصعيد المتواصل من قبل الطيران الروسي على منطقة خفض التصعيد شمال غربي سوريا، واستهدافه الممنهج للمرافق الخدمية والمنشآت الحيوية، يزيد من معاناة المدنيين ويمنعهم من الاستقرار في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، ويهدد ما بقي من أمن غذائي في المنطقة.
ميدانياً، قال النقيب أحمد العلي في فصائل المعارضة، إنه «جرى رصد أكثر من 20 قذيفة مدفعية وصاروخية استهدفت قرى العنكاوي والدقماق في سهل الغاب، غربي حماة، مصدرها قوات النظام المتمركزة في معسكر جورين. وقد ترافق ذلك مع قصف مماثل طال مناطق البارة والفطيرة وكنصفرة بجبل الزاوية جنوب إدلب، بالتزامن مع غارات جوية مكثفة شنها الطيران الروسي على منطقة «خفض التصعيد»، استهدفت مرافق حيوية.
وبناء على ذلك، بادرت فصائل، غرفة عمليات «الفتح المبين»، إلى قصف الفوج (46) بريف حلب الغربي ومواقع أخرى بمحيط مدينة معرة النعمان وكفرنبل بريف إدلب تابعة لقوات النظام والميليشيات الإيرانية، براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وقنص عنصرين على محور كفرموس بجبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي. وشدد النقيب أحمد العلي على أن «فصائل المعارضة ستواصل قصفها لمواقع النظام السوري، رداً على خرقها هي والطائرات الروسية لاتفاق التهدئة وخفض التصعيد في شمال غربي سوريا».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.