بعد 33 عاماً من اختطافه... «خريطة من الذاكرة» تلمّ شمل صيني بوالدته (فيديو)https://aawsat.com/home/article/3391176/%D8%A8%D8%B9%D8%AF-33-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A7%D9%8B-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B7%D8%A7%D9%81%D9%87-%C2%AB%D8%AE%D8%B1%D9%8A%D8%B7%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%A9%C2%BB-%D8%AA%D9%84%D9%85%D9%91-%D8%B4%D9%85%D9%84-%D8%B5%D9%8A%D9%86%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%AA%D9%87-%D9%81%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D9%88
بعد 33 عاماً من اختطافه... «خريطة من الذاكرة» تلمّ شمل صيني بوالدته (فيديو)
لقطة من الفيديو الذي يظهر لحظة التقاء الرجل الصيني مع والدته (بي بي سي)
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
20
بكين:«الشرق الأوسط»
TT
بعد 33 عاماً من اختطافه... «خريطة من الذاكرة» تلمّ شمل صيني بوالدته (فيديو)
لقطة من الفيديو الذي يظهر لحظة التقاء الرجل الصيني مع والدته (بي بي سي)
تم لمّ شمل رجل صيني تم اختطافه منذ 33 عاماً بوالدته البيولوجية بفضل خريطة رُسمت من وحي الذاكرة للقرية التي وُلد فيها.
وحسب شبكة «بي بي سي» البريطانية، فقد كان لي جينغوي في الرابعة من عمره عندما تم استدراجه بعيداً عن منزله وبيعه لعصابة تتاجر في الأطفال.
وفي 24 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، نشر جينغوي خريطة رسمها بخط يده عبر تطبيق مشاركة الفيديو «دوين»، لقريته التي وُلد وعاش طفولته بها وذلك من وحي ذاكرته.
وتظهر في الخريطة معالم قرية تضّم ما يشبه مدرسة، وغابة خيزران، وبِركة صغيرة.
وقارنت الشرطة بين الرسم الذي نشره جينغوي وبين قرية صغيرة كانت امرأة تسكن فيها قد أبلغت عن اختفاء ابنها قبل 33 عاماً.
وبعد إجراء اختبارات الحمض النووي، ثبت بالفعل أن جينغوي هو نجل هذه السيدة التي تسكن في مقاطعة يونان جنوب غربي الصين.
وتم لمّ الشمل السيدة مع نجلها أمس (السبت)، ورصد مقطع فيديو اللحظات الأولى للقائهما حيث تعانق الاثنان وانهارا باكيين. https://www.youtube.com/watch?v=siPc8Phq58E&ab_channel=%E6%8A%BD%E5%B1%89%E8%A7%86%E9%A2%91
وقبيل هذا اللقاء، كتب جينغوي على صفحته عبر تطبيق «دوين» قائلاً: «33 عاماً من الانتظار، وليالٍ لا حصر لها من الشوق، وأخيراً سألتقي والدتي بفضل خريطة مرسومة بخط اليد من وحي الذاكرة. شكراً لكل من ساعدني في العودة إلى عائلتي».
وبعد اختطافه في عام 1989 من قرية قريبة من مدينة تشاوتونغ في مقاطعة يونان، تم بيع جينغوي لعائلة تعيش في مقاطعة غوانغدونغ جنوبي الصين.
وقد لجأ إلى الإنترنت للبحث عن عائلته بعد فشله في التوصل إلى معلومات عنهم عبر سؤال والديه بالتبني عنها وبعد فحص قواعد بيانات الحمض النووي.
ولا تعدّ حوادث اختطاف الأطفال أمراً نادراً في الصين. ويُختطف كثير من الأطفال في سن مبكرة ويباعون لعائلات أخرى.
وفي عام 2015 أشارت إحصاءات إلى أن نحو 20 ألف طفل يتعرضون للاختطاف كل عام في الصين.
مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5119825-%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%81%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D8%B2-%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%AD%D8%B6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D9%84%D9%83%D9%84%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1
مصطفى الرزاز يستحضر الذكريات والفولكلور المصري عبر «رزق البحر»
جانب من معرض «رزق البحر» يُظهر مجموعة أعمال (إدارة الغاليري)
استحضر الفنان المصري مصطفى الرزاز عناصر ورموزاً من الأساطير والفولكلور الشعبي المصري، واستدعى مَشاهد وذكريات مرَّ بها لسنوات طويلة، ثم مزج ذلك كله بفرشاته وخطوطه وخاماته المختلفة على مسطح أعماله؛ ليقدم مجموعة جديدة من اللوحات، والمنحوتات تنبض بالحياة، وتدعو إلى الاستمتاع بها.
في معرضه «رزق البحر» المُقام في «قاعة الزمالك للفن»، يترك الرزاز للمتلقي الفرصة للانغماس مع عالمه الذي جسَّده في أعماله، متنقلاً ما بين البحر والصيد والمرأة والأسماك؛ وخلال ذلك تتشبَّع عين الزائر بجماليات أعماله، ويتزوَّد وجدانه بدفء حكاياته.
الصياد وشِباك السمك (إدارة الغاليري)
يضمّ المعرض نحو 60 لوحة كبيرة، و64 لوحة صغيرة، فضلاً عن 45 قطعة نحتية، تتميّز بأنَّ «البطولة المطلقة» فيها للأسماك في المقام الأول؛ فهي ليست مجرّد عنصر رمزي، أو مفردة من البيئة تزدان بها الأعمال، لكنها ذات حضور طاغٍ، فتلتقيها على مسطّح اللوحات محمولة بعناية بين الأيدي، أو عروس للبحر، أو في صورة فرس البحر الذي يبدو صديقاً حميماً للإنسان، ورمزاً لحمايته، كما جاء في الحضارة المصرية القديمة، وغير ذلك من مَشاهد تُعزّز مكانتها.
عمل نحتي برونزي يُبرز احتفاء الإنسان بالسمك (إدارة الغاليري)
اللافت أنَّ الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بعناصر العصفورة والهدهد والنبات في أعماله؛ في رمز للسلام والنماء، والتماهي مع البيئة المصرية. وبدا واضحاً أنّ لإقامته طويلاً في حي المنيل المطلّ على النيل بالقاهرة بالغ الأثر في أعماله بالمعرض؛ فقد قدَّم مَشاهد حياتية يومية عن قرب لمناظر الصيد والمراكب. يقول الفنان لـ«الشرق الأوسط»: «عندما تُشرق الشمس في صباح كل يوم، أحبُّ النظر إلى نهر النيل حيث جمال المنظر والحضارة والتاريخ».
ومن أكثر المَشاهد التي استوقفته في الصباح الباكر، حركة المراكب والاستعداد للصيد. لذلك استخدم «النظارة المُعظمة» ليتأمّلها عن قرب، فإذا به يكتشف أنَّ مَن يقُمن بالصيد في هذه المنطقة نساء.
لوحة المرأة الفلسطينية ترمز إلى نضال غزة (إدارة الغاليري)
يواصل الفنان المصري حديثه: «وجدتُ أنهن قبل الصيد يُحضّرن الفطور، ويتناولنه مع أطفالهن وجاراتهن بشكل جماعي يومياً قبل التوجه إلى العمل».
أثار ذلك اهتمام الرزاز، فتوجَّه إلى نقطة تجمعهن، والتقى معهن، ومن خلال حديثه معهن، اكتشف أنّ الرجال لا يشاركونهن الصيد في هذا المكان؛ فيقتصر الأمر عليهن لانشغال أزواجهن بالعمل في مجالات أخرى.
كما اكتشف الفنان أنّ المراكب التي يخرجن للصيد بها هي بيوتهن الدائمة؛ حيث يقمن بها، ولا مكان آخر يؤوي هذه الأسر.
«عروس البحر»... حلم قد يراود الصياد (إدارة الغاليري)
استهوته هذه الحكايات الإنسانية، وفجَّرت داخله الرغبة في تجسيد هذا العالم بفرشاته. يقول: «كانت تجربة غنية ومفيدة جداً بالنسبة إليّ؛ مثلت منبعاً للإلهام. من هنا جاء اهتمامي بتناول البحر والأسماك والصيد في عدد من معارضي؛ منها هذا المعرض الجديد، ولا أعني هنا البحر والصيد فيه وحده، إنما نهر النيل كذلك؛ إذ إنَّ كلمة البحر في اللغة المصرية الدارجة تشير إليهما معاً».
واتخذ الرزاز قراراً بتخصيص المعرض كله للصيد، من دون الاقتصار على تجربة الصيادات الإنسانية؛ فثمة قصص أخرى للصيد في الوجه القبلي، وفي المناطق الساحلية حيث يقتصر الصيد على الرجال.
من أعمال الفنان في المعرض (إدارة الغاليري)
ويتابع: «سافرت إلى الإسكندرية (شمال مصر) وشاركتهم رحلة للصيد، وتأثّرت جداً بعملهم، فتشرَّبت تفاصيل حياتهم، وطريقة عملهم، وصوَّرتهم فوتوغرافياً، إلا أنني تركتها جانباً، ورسمت التكوينات من خيالي، حتى تختلف عن الرؤية المباشرة أو التسجيل».
لقطة من معرض «رزق البحر» (إدارة الغاليري)
ويرى الرزاز أنه عندما يرسم الفنان الواقع كما هو، يُفقده جمالياته وحرّيته في التعبير. لكن لماذا يمثّل البحر والصيد كل هذا الاهتمام من جانب الدكتور مصطفى الرزاز؟ يجيب: «البحر بالمفهوم الذي أشرت إليه هو نصف الدنيا، وهو مختلف تماماً عن اليابسة، وأكثر غموضاً، وسحراً، بالإضافة إلى اختلاف الكائنات التي تعيش فيه عن الأرض».
ويؤكد الفنان المصري أنّ «لمهنة الصيد خصوصيتها؛ ونموذج حقيقي لسعي الإنسان؛ فالصياد يتوجَّه إلى البحر على وجه الكريم، من دون أن يحظى براتب، ولا يمكن أن يعرف حجم أرباحه التي سيجنيها، ويرمي نفسه في البحر طوال النهار، وربما لأيام، وقد يعود بما يرضيه، وقد لا يرجع بشيء على الإطلاق».
علاقة الإنسان بالبحر تشغل الفنان (إدارة الغاليري)
ومن هنا، فإن حلم الصياد أن يجني سمكة ضخمة، أو سمكة تُكلّمه، أو تكون في صورة امرأة جميلة، أو داخلها «خاتم سليمان) يحقّق له كل ما يتمناه. لذلك أيضاً، كان للسمك نصيب كبير في الأساطير والحكايات الشعبية؛ فكانت هناك «أم الشعور»، و«عروسة البحر»، وغيرهما مما يُعدّ فانتازيا علاقة الإنسان بالسمك، وفق الرزاز الذي يرى أن هذه العلاقة هي مصدر إلهام للفنان، ومنبع حكايات تحفّز أي شخص على الانطلاق والسعي في الحياة.
الفنان لم يتخلَّ عن احتفائه بالمرأة والعصفورة رمزاً للجمال والسلام (إدارة الغاليري)
وربما لم تُنافس الأسماك في أعمال المعرض -المستمر حتى 15 مارس (آذار) الحالي- سوى المرأة الجميلة بعيونها الواسعة وملابسها المزدانة بالموتيفات والنقوش الشعبية؛ انعكاساً لاهتمام الفنان بمكانتها والفولكلور المصري في أعماله من جهة، ومن جهة أخرى تعبيراً عن قوة الوطن.
فتأتي على سبيل المثال لوحة المرأة الفلسطينية التي تطلّ علينا بزيها التقليدي، حاملة صينية الأسماك الطازجة فوق رأسها، كأنها جاءت للتوّ من رحلة للصيد، تضامناً مع أهل غزة. يقول الرزاز: «يرمز هذا العمل إلى أنّ أهل القطاع المعروفين بالصيد سيستمرّون في مهنتهم، وسيبقون في مدينتهم، ولن يستطع أحد أن يغيّر شيئاً من هذا الواقع».