الراعي: لبنان مريض بهويته... والحوارات الداخلية بقيت من دون تنفيذ

رد على دعوة عون إلى حوار وطني بطلب عقده برعاية دولية

البطريرك الماروني بشارة الراعي يتحدث لوسائل الإعلام بعد اجتماع له مع الرئيس ميشال عون العام الماضي (دالاتي ونهرا)
البطريرك الماروني بشارة الراعي يتحدث لوسائل الإعلام بعد اجتماع له مع الرئيس ميشال عون العام الماضي (دالاتي ونهرا)
TT

الراعي: لبنان مريض بهويته... والحوارات الداخلية بقيت من دون تنفيذ

البطريرك الماروني بشارة الراعي يتحدث لوسائل الإعلام بعد اجتماع له مع الرئيس ميشال عون العام الماضي (دالاتي ونهرا)
البطريرك الماروني بشارة الراعي يتحدث لوسائل الإعلام بعد اجتماع له مع الرئيس ميشال عون العام الماضي (دالاتي ونهرا)

اعتبر البطريرك الماروني بشارة الراعي أن لبنان «مريض بفقدان هويته التي من الواجب إعادتها»، إليه منتقداً «حزب الله» من دون أن يسميه بإشارته إلى «السياسيين والحزبيين الذين أتوا بحروب الآخرين إلى أرضه وذهبوا إلى حروب الآخرين في أراضيهم وهو ما أدى إلى انهياره وانعزاله عن الدول العربية والمجتمع الدولي». وفيما نوه بتحديد موعد الانتخابات النيابية داعياً للعمل على إجراء الانتخابات الرئاسية في شهر أكتوبر (تشرين الأول)، رد بشكل غير مباشر على دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى الحوار الوطني معتبراً أن الحوارات الداخلية ظلت من دون تنفيذ، داعياً إلى توفير المناخ الملائم لإطلاق حوار وطني برعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي.
وقال الراعي في قداس رأس السنة: «لا بد في بداية السنة الجديدة من أن يقف اللبنانيون عموماً والسياسيون والنافذون والحزبيون خصوصاً أمام واقع لبنان المنهار بيقظة ضمير، ويعترفوا بأخطائهم»، وسأل: «ألم يأتوا هم بحروب الآخرين على أرضنا فكانت بدايات الانحدار؟ ثم ألم يذهبوا إلى حروب هؤلاء الآخرين على أراضيهم فكان الانهيار والانعزال عن الأسرتين العربية والدولية والفقر والهجرة؟ إلى متى يهملون عن قصد أو غير قصد معالجة أسباب أزماتنا الوطنية الكبيرة، وتغيير مسار الانهيار، وإيجاد الحلول وتنفيذها؟».
وأضاف «لبنان مريض بفقدان هويته، وكأي مريض يشكو من فقدان صحته، من الواجب إعادتها إليه. ومن الواجب أن يعود إلى لبنان عافيته التي خسرها، فهو بحكم موقعه الجغرافي، وتنوعه الديني والثقافي، وانفتاحه على جميع الدول، ودوره التاريخي كجسر ثقافي واقتصادي وتجاري، ومكان للتلاقي والحوار، وعنصر استقرار في المنطقة، هو دولة هويتها الحياد الإيجابي الناشط. وبهذه الصفة لبنان دولة مساندة لا مواجهة كما جاء في أعمال وضع ميثاق جامعة الدول العربية (1945)، بناءً على إعلان حكومة الاستقلال التزام لبنان الحياد بين الشرق والغرب. في الحياد خير لبنان وازدهاره وخير جميع اللبنانيين».
وأثنى الراعي على «الخطوة الأولية الواعدة التي اتخذها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير الداخلية بتحديد موعد الانتخابات النيابية والتوقيع على مرسوم إجرائها»، معولاً «على أن تركز السلطة اهتمامها في الأشهر المقبلة على التحضير الجدي لها وخلق الأجواء السياسية والأمنية لحصولها مع الانتخابات الرئاسية في أكتوبر المقبل»، مشدداً «على ضرورة حصول هذه الانتخابات بإشراف مراقبين دوليين، وخصوصاً أنه توجد رغبة بذلك لدى الرأي العام اللبناني ولدى الأمم المتحدة». من هنا رأى أنه «إذا سلمت النوايا وتغلب الإخلاص للبنان وشعبه، تكون الفترة الباقية كافية لإحياء العمل الحكومي، ولإنهاء المفاوضات مع المؤسسات المالية الدولية، ولضبط الحدود ولترميم العلاقات مع دولِ الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، ولتصويب موقع لبنان، فينتقل من الانحياز إلى الحياد، ومن سياسة المحاور إلى سياسة التوازن.
وهكذا يوفر لبنان المناخ الملائم مستقبلاً لإطلاق حوار وطني برعاية الأمم المتحدة في إطار مؤتمر دولي يعطي للحوار ضمانة أممية وآلية تنفيذية، فالحوارات الداخلية، التي لطالما رحبنا بها وأيدنا توصياتها وقراراتها، ظلت من دون تنفيذ، بل تنصل منها بعض الأطراف المشاركين فيها. وما يحتم مؤتمراً دولياً أيضاً هو أن بعض جوانب الأزمة اللبنانية يتعلق بقضايا إقليمية ودولية كمصير اللاجئين الفلسطينيين، وعودة النازحين السوريين، وحسم المشاكل الحدودية والأمنية مع إسرائيل».
كذلك جدد مطران الروم الأرثوذكس إلياس عودة انتقاده المسؤولين في الدولة والسلاح خارج الشرعية في إشارة إلى سلاح حزب الله، مؤكداً أن «من يدعي العفة ويغطي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم».
وقال عودة في عظة رأس السنة: «من لا يحاسب المسيئين إلى الدولة وسيادتها وهيبتها هو شريك في الإساءة إلى الدولة، ومن يعوق قيامة الدولة أو يصادر قرارها أو يورطها في نزاعات هي بغني عنها، لا يعمل من أجل مصلحتها».
وفيما شدد على أن «المطلوب هو رجال دولة يتحلون بالشجاعة والإقدام»، قال: «من يدعي العفة لكنه يغطي الفاسدين هو فاسد ومذنب مثلهم، ومن يغض الطرف عن سلاح خارج الشرعية مجرم بحق الوطن».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.